صنعاء نيوز/خالد الرويشان - من صفحته على الفيس بوك - الملِك
قبل سنوات كنتُ حاضراً في عرس في صنعاء ولم أكن قد لبثتُ سوى 5 دقائق في صالة العرس قبل أن يجلس فجأةً شابٌ وسيمٌ قسيم قُبالتي حاملاً بندقيّته اللامعة الأنيقة قائلاً هامساً:
خلاص يا أستاذي كفاية هيا نخرج من هنا؟
نخرج من هنا؟ عادنا جلست!
أجابني برجاء وقد مد يده: كفاية.. لازم يا أستاذي تروّح الآن!
أروّح! نظرت إليه مندهشاً وقد رأيتُ اهتمامه وإصراره فخجلت أن أسأله: من أنت؟
لكنني بالطبع شعرت بدوافعه الأمنية القلقة على سلامتي خصوصاً في أجواء صنعاء فقمتُ فوراً خارجاً من الصالة في صحبة الشاب العملاق الهُمام الذي قال لي قبل أن نصل إلى سيارتي وسائقها: لم يعجبني جو الصالة يا أستاذي وبعض ضيوفها فخشيت عليك وقد اختلط الحابل بالنابل في فوضى هذه الزحمة!
قلتُ متسائلاً بحرج : من أنت أيها العزيز؟
أجابني: أنا أحد محبّيك ومتابعيك!
وكعادتي عن ولَهٍ وشغف سألتُ مُلِحًا: مَن أنت ومِن أين؟
أجابني: اسمي أمين العشاري من عُتْمَة!
وماذا تشتغل أيها الأمين النبيل؟
أجاب: أشتغل في تجارة الفواكه بالجملة!
طيّب يا عزيزي أمين .. هذا رقم هاتفي وأتمنى رؤياك في أوّل فرصة تلوح لك!
بعد أشهُر أوقف سيارته أمام منزلي محمّلةً بأنواع الفواكه وأنزلها في غرفة الحارس
وكعادته يضع صناديقها وسِلالها لدى الحارس ويذهب
لسنواتٍ طويلة وهذا دأْبه حتى اليوم!
يا أخي أمين هذا كثير .. سِلالُكَ أصبحت تملأ البيت!
أقسمتُ عليك أن تكف .. مافيش فايدة!
يعصر الأفوكادو بالحليب والفراولة سعة عشر لترات في منزله ويأتي بها إلي مبرّدةً جاهزةً للشرب!
ألف مرة ومرة! ماذا أقول!؟
لا أنسى تلك الروح ولا أستطيع!
في حد يهدي 70 سلّةً من الرمان والفواكه لصديقه مرةً واحدة! 70 سلّةً يا أمين .. ارحمنا ههههههه
في نهاية المقيل قررت أن يخرج أصدقاء المقيل من عندي كل واحد حاملاً سلّة فواكه!
كان المُفترض أن أكتب عن أمين منذ سنوات لكنني لم أفعل! ربما لأن صداقتنا أكبر من الكلمات والمنشورات .. ولكنْ فاض بي! وفاضت بي مكارمهُ! ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله!
قبل أسابيع قرر أمين أن يفتح محلاً ضخماً بعد أن أسماه ملك الفواكه King of fruits
أعجبني الاسم!
ملِك و أمين اسمٌ على مسمّى!
أمين شرف العشاري |