صنعاء نيوز/ -
A person standing in front of a group of people
AI-generated content may be incorrect.
مريم صنوبري
شهدنا في السنوات الأخيرة حضور الأجيال المولودة في عقود التسعينيات من القرن الماضي والعقدين الأول والثاني من القرن الحادي والعشرين في التجمعات الكبرى لمنظمة مجاهدي خلق في المدن الأوروبية. ويتزايد هذا الحضور مع كل مناسبة وتجمع جديد. وأحدث مثال على ذلك هو الحضور اللافت للأجيال الجديدة في التجمع والمظاهرة التي نُظمت يوم السبت 6 سبتمبر في مدينة بروكسل، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
A group of people standing together
AI-generated content may be incorrect.
وما هو السبب في ذلك؟ تنبع أهمية الإجابة على هذا السؤال من حقيقة أن الجهاز الدعائي لنظام الملالي، بالتعاون مع حلفائه ومؤيديه في الخارج، قد سخّر على مدى سنوات طويلة أضخم حملات الشيطنة ضد مجاهدي خلق. ومن ناحية أخرى، يُفرض أشد تعتيم إعلامي من قبل هؤلاء على كل ما يتعلق بمجاهدي خلق ووحدات المقاومة.
ولذلك، لا بد أن يكون لانجذاب أجيال العقود الثلاثة الماضية إلى مجاهدي خلق خلفية تاريخية واجتماعية ونضالية؛ لأنه وسط كل هذا الستار الدخاني الإعلامي الكثيف ضد مجاهدي خلق، ما زال الجيل المتطلع إلى التجديد والمناهض لجميع أشكال الديكتاتورية يميل نحوهم.
https://youtu.be/N_3ugf8WnNw
إذا تجاوزنا الحديث عن بداية حكم نظام الملالي وتضاد جيل الشباب آنذاك مع خميني، يجب أن نشير إلى أن جيل الشباب في العقود الثلاثة الماضية، بفضل ظهور الإنترنت والاتصالات العالمية الواسعة، هو جيل باحث عن المعرفة، وفي الوقت نفسه، دخل عالم السياسة في سن أبكر من الأجيال التي سبقته. لذا، فهو جيل ينظر إلى التطورات باستقلالية عن معتقدات الحكومات وسياساتها وإعلامها، ويمتلك قراءته المستقلة للأحداث.
من الطبيعي أنه عندما يتدخل الديكتاتور الحاكم في تفاصيل حياة المواطنين واتصالاتهم، وعندما يركز سيف قمعه على جيل الشباب، فإن هذا الجيل يصبح، بشكل حتمي، الخصم السياسي المباشر للديكتاتور الحاكم. وقد شهدنا هذه الحقيقة مرارًا في انتفاضات العقدين الأخيرين في إيران. وما زلنا نشهدها في مواجهة السجناء السياسيين مع السلطة.
على هذه الخلفية، يبحث الجيل الجديد عن جهة تجيب على أسئلته وتلبي احتياجاته بين القوى السياسية الإيرانية. من المؤكد أن هذا الجيل تعرض بكثافة لحملات الشيطنة الدعائية التي يشنها نظام الملالي ضد مجاهدي خلق. ومع ذلك، تكمن القضية في أن المشكلة الأولى لهذا الجيل هي سُمّ حكم الملالي؛ لذا، فمن الطبيعي أن يبحث عن الترياق له.
https://youtu.be/ctcgcwG_5tU
من هنا، ينتقل إرث نضالات الأجيال السابقة وآثار جرائم دكتاتورية الملالي إلى الأجيال اللاحقة. وترتبط الذاكرة التاريخية للأجيال السابقة بمعطيات الجيل الجديد. وعندها، يضيف تلاقي هذه النضالات والذكريات المشتركة إلى رأس مال الجيل الجديد في مواجهته لحكم الملالي الشمولي.
ينفق نظام الملالي الكثير من الموارد لفرض أجواء توحي بأنه لا توجد قوة أخرى غيره ولا بديل سياسي له. هذه السياسة الكاذبة بالذات هي ما يحفز الجيل الجديد على الابتعاد عنها والبحث عن الحقيقة. ومن خلال هذا البحث، يصطدم بشكل طبيعي بمنظمة مجاهدي خلق، التي يصادف أنها المحور الذي يركز عليه “مركز أبحاث” النظام كل جهوده وهمومه لمهاجمتها.
يُلاحظ أنه بشكل ديالكتيكي، يصل جيل الشباب في مسيرته للرد على الديكتاتورية في إيران إلى ترياقها المتمثل في القوة المنظمة والتاريخية والنضالية لمجاهدي خلق. وفي داخل إيران، يصطدم بشكل حتمي بوحدات المقاومة، ويشاهد ويختبر في ميدان العمل السياسي والاجتماعي جبهتي الرجعية والثورة، والاستبداد والحرية.
هكذا يتطور كل جيل باحث عن المعرفة وطالب للإجابات، بالوقوف على أكتاف المنجزات النضالية للجيل الذي سبقه. إن قدوم الشباب إلى خارج إيران، وعثورهم على مجاهدي خلق والانضمام إليهم، هو في الحقيقة إدراكٌ لمعادلة القضية الرئيسية في إيران، المتمثلة في المعركة بين الحرية والاستبداد.
وهكذا، فإن الجيل المنتفض والثائر في إيران اليوم، والمولود في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يقف على أكتاف ستين عاماً من النضال والبطولة. لقد أصبحت نضالات رواد مجاهدي خلق ومناضلي ذلك العقد وتضحياتهم لفتح الطريق، زادًا تجريبيًا ودعمًا فكريًا ودليلًا لمعرفة الطبيعة القروسطية لنظام ولاية الفقيه.
لهذا السبب، وبهذه الخلفية، تنجذب الأجيال الجديدة إلى النضال التاريخي، والصمود الطويل والإنساني لمجاهدي خلق، وردهم الشامل على دكتاتورية ولاية الفقيه.
ولهذا السبب، اعترفت صحيفة “همشهري” الحكومية، في خضم خوفها من تنامي انضمام الجيل الجديد إلى مجاهدي خلق في تجمع 6 سبتمبر، بالمأزق الذي يعيشه النظام وفشله في حملة الشيطنة المستمرة منذ أربعين عامًا ضد المنظمة، حيث كتبت: «الجيل الشاب لم يدرك الطبيعة الخطيرة لمنظمة مجاهدي خلق».
هذا الاعتراف لا يعبر إلا عن وجود جبهتين رئيسيتين في المعركة على الساحة السياسية الإيرانية. وإرادة جيل الشباب ونظرته تتجهان نحو الجبهة الصاعدة والصامدة في المواجهة الطويلة والتاريخية مع رجعية الملالي القروسطية.
|