صنعاء نيوز/عمر دغوغي -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1
الزواج في ثقافتنا يُعتبر محطة أساسية في حياة الإنسان، فهو ليس مجرد علاقة عاطفية بل مؤسسة اجتماعية تحفظ الاستقرار وتبني الأجيال.
ومع ذلك، نلاحظ أن ظاهرة تأخر الزواج عند الرجال أصبحت شائعة في المجتمعات العربية والمغاربية بشكل خاص، حيث أصبح الرجل يُؤخر قرار الارتباط لأسباب متعددة تتراوح بين الطموحات الشخصية وضغوطات الواقع. فهل تأخر الزواج اختيار حر، أم اضطرار فرضته الظروف؟
الأسباب وراء تأخر الزواج عند الرجال
الأسباب الاقتصادية
غلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الزواج
أزمة السكن وصعوبة توفير بيت مستقل
البطالة أو ضعف المداخيل التي تجعل الرجل غير قادر على تحمّل المسؤولية
الأسباب الاجتماعية
ضغط الأعراف والتقاليد التي تجعل الزواج مشروعًا مكلفًا
ارتفاع سقف التوقعات من طرف العائلات
تأجيل الزواج بحثًا عن الشريك المثالي
الأسباب النفسية والشخصية
الخوف من الفشل أو الطلاق
الرغبة في الحفاظ على الحرية الفردية
التركيز على تحقيق الذات والطموحات قبل الالتزام الأسري
الأسباب الثقافية والتحولات المجتمعية
تغير نظرة الشباب لمؤسسة الزوجية
تأثر الرجال بثقافة الاستهلاك ونمط الحياة الفرداني
الهجرة والتأثر بالثقافات الغربية التي تؤجل الزواج لسن متأخرة
فقدان بعض الفرص لبناء أسرة وإنجاب الأطفال في سن مبكرة
على المستوى الاجتماعي
ارتفاع معدلات العنوسة عند النساء كنتيجة غير مباشرة
هشاشة في البنية الأسرية للمجتمع
تأخر تكوين الأجيال الجديدة، ما ينعكس على التنمية الديموغرافية
الحلول الممكنة
إصلاح الوضع الاقتصادي
توفير فرص عمل للشباب
دعم الدولة لمشاريع السكن وتسهيل قروض الزواج بدون فوائد مرهقة.
تغيير العقليات المجتمعية:
تبسيط مراسم الزواج والتخفيف من التكاليف
نشر الوعي بأن الزواج شراكة ومسؤولية، وليس مظاهر وبذخ
التربية على المسؤولية منذ الصغر:
غرس قيم النضج وتحمل المسؤولية في الشباب
التوازن بين الحرية الفردية والالتزام الأسري.
تأخر الزواج عند الرجال ليس مجرد قرار شخصي، بل هو ظاهرة اجتماعية لها أبعاد اقتصادية، ثقافية ونفسية.
ولئن كان بعض الرجال يؤجلون الزواج طوعًا لأسباب طموحية أو مهنية، فإن الكثيرين يجدون أنفسهم مضطرين بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم.
لذلك، يبقى الحل في إصلاح المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، وتغيير العقليات تجاه مؤسسة الزواج.
فالمجتمع لا ينهض إلا بأسرة متماسكة، وهذه الأسرة تبدأ من قرار زواج ناضج ومسؤول