صنعاء نيوز/ -
ملعب طيران الرياض..حيث ديربي الإخوة الأعداء..جاء كأنه نسخة طبق الأصل من حرب طروادة..
فوجئ ريال مدريد بحيلة الحصان الخشبي الذي احتوى جوفه على مقاتلين أشداء..نبال.. وسهام.. ورماح..وسيوف..أغرقت الفريق الملكي في بركة من الدموع..
لم يكن فوز أتلتيكو مدريد العريض على ريال مدريد بالخمسة إلا فتحا سيميونيا مبينا هذه المرة..فالمدرب الأرجنتيني الذي ابتدع حيلة حصان طروادة لم يكن ليفوت الإجهاز على فريق مات واقفا أمام الكرات العرضية والكرات الثابتة..
كانت مباراة بين المدربين دييغو سيميوني وتشابي ألونسو..الأول قرأ إبعاد وأفكار سطحية ريال مدريد كأنه يقرأ كتاباً مفتوحا في حديقة الهايد بارك.. والآخر لعب بأفكار مشوشة..كان ضحية لقرارات خاطئة خلقت ارتباكا عاما في منظومة ريال مدريد..
أدار أتلتيكو المباراة بحنكة وذكاء..زاوج بين المخ وبين العضلات..كان هو من يمتلك زمام القرارات..عندما لجأ في الشوط الأول إلى سلاح العضلات.. تحولت الكرات الهوائية إلى طائرات شبح لا تخطئ هدفها..رأسيتان من نورماند وسورلوت..فضحتا عمق دفاع ريال مدريد اللين..
حتى عندما استخدم سيميوني المخ في بعض الفترات..جعل من التحولات الهجومية السريعة ومن الكرات الثابتة إعصارا لا يقاوم..
نجح لاعبو الأتلتيك في تحويل المباراة إلى صراعات بدنية مع ضغط عكسي رهيب ولد أخطاء بالجملة. منها سجل جوليان ألفاريز هدفين متتاليين..من ركلة جزاء..ثم من ركلة حرة مباشرة فيها من الروعة ما يعجز اللسان عن وصفها..بعدها أخطأ فالفيردي..تحولت إلى مرتد..ضغط البديل أنطوان جريزمان على الزناد ليسجل الهدف الخامس في الوقت بدل الضائع..
لم يكد ريال مدريد يتخلص من ثغرة الأداء المشلول في الشوط الأول بتسجيله لهدفين عن طريق كليان مبابي وأردا غولر..تقدم بهما في النتيجة..حتى بدأ يئن تحت وطأة الصراعات البدنية التي حولت الريال في الشوط الثاني إلى لقمة سائغة سهلة البلع..

محمد العولقي