صنعاء نيوز/يوسف السعدي -
يثبت لنا تاريخ الشعوب، أن الإستقرار ما كان يومًا ثمرة الصمت ولا نتيجة الإقصاء، بل كان دائمًا نتاج الحرية والتعددية..
المجتمعات التي اختارت أن تسمع أصوات أبنائها، هي التي استطاعت أن تبني حضارة قوية متماسكة ومتجددة، واليوم ونحن نرفع الشعار الجامع "لا تضيعوها" فإننا نذكّر أنفسنا بأن الحرية والتعددية هما رأس المال الحقيقي لأي أمة.
الحرية ليست شعارًا يُرفع في المناسبات فقط، بل حق أصيل يولد مع الإنسان، وحرية التعبير والاعتقاد والاختيار، كلها حقوق تضمن للمجتمع أن يظل نابضًا بالحياة، بعيدًا عن الجمود والركود، فالأفكار لا تتطور إلا بالنقاش، والإبداع لا يولد إلا في بيئة تسمح بالتجريب والاختلاف.
التعددية هي الوجه الآخر للحرية، وهي القبول بأن المجتمع يتسع للجميع، مهما اختلفت آراؤهم أو معتقداتهم أو طرق عيشهم، وليست ضعفًا بل قوة؛ لأنها تصنع التنوع الذي يغني أي وطن، وتخلق فسيفساء جميلة لا يمكن لأي لون واحد أن يعكسها بمفرده.
ولنا أن نتذكر دائمًا أن التضحيات التي قُدمت في سبيل الحرية والتعددية، لم تكن سهلة ولا مجانية، لقد كافحت أجيال كاملة، لكي نعيش في مجتمع يعترف بالحقوق ويصون الكرامة، ولهذا فإن الشعار اليوم يكتسب معناه العميق، فلا تضيعوها تعني احفظوا قيمة الكلمة الحرة، ولا تهدروا نعمة التنوع، ولا تسمحوا أن تُستبدل التعددية بالانغلاق.
حين نحافظ على الحرية ونصون التعددية، فإننا لا ندافع فقط عن الحاضر، بل نؤسس لمستقبل آمن لأبنائنا، حيث يجد فيه كل فرد مكانًا وصوتًا، ويشعر فيه الجميع أن الوطن وطنهم مهما اختلفت خلفياتهم.
إنها مسؤولية مشتركة، وأمانة في أعناقنا جميعًا..لا تضيعوها.
|