صنعاء نيوز/ بقلم بدر جاسم -
ليس بعيداً إن يتجسد الشيطان في شكل ما، ليقدّم خطة لأوليائه ليبدعوا في تمزيق شراع سفينة الإسلام، حيث تجسّد هذه المرة على هيئة شيريل بينارد، والتي تنتمي إلى مؤسسة راند البحثية التي تُعدّ الذراع البحثي للبنتاغون، وصاحبة كتاب الإسلام الديمقراطي المدني.
تقدم شيريل دراسة لإعادة بناء الدين الاسلامي ودمجه مع المنظومة الديمقراطية الغربية، أي تفكك الإسلام المحمدي الأصيل، وتنزع روحه المتمثلة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد، وتطبيق الأحكام الشرعية، حتى يصبح الإسلام غلافاً فقط بدون محتوى إلهي.
تقدم شيريل بينارد رؤية للإدارة الأمريكية، حتى يتم تطبيقها على أرض الواقع، حيث تقسّم المسلمين إلى أقسام: هم العلمانيون، الأصوليون ، التقليديون، الحداثيون، وأخيراً الصوفية، لم يكن هذا التقسيم هو الوحيد بل تقسّم كل قسم إلى قسمين، وتدعم القسم الأقرب إلى رؤيتها ضد القسم الأبعد، وتصنع كل المعوقات في طريق القسم الذي يقاوم سياستها، فيقع الأصوليون في النقطة الأقصى للأمريكان، حيث التزامه في النصوص الشرعية وعدم ميله إلى تأويلها بالشكل الذي يفرغها من محتواها، بينما الأقرب للأمريكان هم الصوفية والحداثيون.
إنها وفق هذا الرؤية تدعم الصراعات والانقسامات الإسلامية، وفي نفس الوقت تدعم تقارب بعض المذاهب؛ أيضا، ولكن تدعم التقارب بين الأبعد مع الأقرب، وتمنع العكس، فهي شبيهة بالسلم تقبل النزول وتمنع الصعود، فكل من ينزلق في الانغماس في الثقافة الغربية، يتم دعمه بنشر كتبه وإيجاد منابر إعلامية له، ونشر فتاواه على نطاق واسع ودمج أفكاره ضمن المناهج الإسلامية.
تسلط الضوء على كل ممارسات المذهب الذي يقاوم الذوبان في وحل الثقافة الغربية، ويأبى التنازل عن دينه وثقافته، ويتم شيطنة تلك الممارسات، ليتم الإعتراض عن تفسيرهم للإسلام، وإثبات عجزهم عن الحكم أو تحقيق أي نجاح لمجتمعاتهم وبلدانهم، وتجنب الاحترام لأعمالهم ونسبها للإرهاب والتطرف، وتشجيع الإعلاميين للتحري عن حالات الفساد والأعمال اللاأخلاقية في مجتمعات الأصولية، لتشويه صورتهم أمام الرأي العالمي.
إن مساعي الشيطان سريعاً ما تم تطبيقها، لتأخذ مجراها في ضرب الإسلام وصناعة الأزمات، ليتم صناعة إسلام ديمقراطي مدني، وتذويب القيم الإسلامية، هنا يبرز الواجب والتكليف الشرعي في الوقوف في وجه هذه المساعي، والتمسك بالنهج الإلهي وتبيين الحقيقة، والتصدي لكل مسعى يراد منه إذكاء الفتنة في العالم الإسلامي، ووضع ألف علامة استفهام لما تقوم به أمريكا وحلفاؤها اتجاه الإسلام، فهي باختصار الشيطان الأكبر، ويجب الاستعاذة منها الف مرة.
ويقيناً أن الهدف من كل ذلك هو ضرب خاصرة الإسلام المحمدي الأصلي ممثلاً بمذهب اهل البيت عليهم السلام، فالغرب الغابر والحاضر يعلم جيداً ان من يقف في وجهه ومخططاته الاستعمارية العدوانية الشيطانية هم الشيعة فقط، لم يذكر التأريخ بين صفحاته ان المذهب الجعفري قد حابا او تعاطف او تواطىء يوماً مع محتل او مستعمر، واليوم يشهد العالم خنوع وخضوع واستسلام امة المليار في قبالة طغيان واستبداد الاستكبار العالمي في الوقت الذي نهض شيعة اهل البيت في الدفاع عن الحق والمظلومين في كل مكان، ولذا نجد ان كل مخططات العدو لا تستهدف غير دول المحور، ولعمرُكَ فمذهب إمامه علي ومرجعه علي وقائده علي تهتز عُرى الكون ولا تهتز لقادته واتباعه قدمُ، وسيواصلون المهمة حتى تسليم الراية الى صاحبها أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
|