صنعاء نيوز/ حيدر حسين سويري -
(صوتك يبني) الحاضر والمستقبل، وإذا كنت تظن غير ذلك‘ فاسمح لي أن أقول لك أنك واهم؛ نعم أنت حرٌ في أن تشارك أو لا تشارك، ولكن حذارِ أن تقول شططا، وتتهم البريء فينجو المدان، فالسكين إنما صنعت لخدمة الانسان، فاذا قتل بها أخيه، فالذنب ذنب القاتل لا السكين قطعاً...
يقول أحدهم بأن الانتخابات جاءت بالفاسدين، إذن فهي فاسدة! بربك أي منطقٍ هذا!؟ بل قل اختيار الناس السيء أو امتناعهم عن المشاركة هو من جاء بهؤلاء (لا سلطهم الله علينا)، فالأمر بيدك واختيارك فاذا كانت ثمة ملومة، فإنما أنت الملام لا الانتخابات، يقول ابن الرومي:
أمامك فانظر أيَّ نهجيك تَنْهجُ ـــــــــــــــــــــــ طريقان شتى: مستقيمٌ وأعوجُ
لعلَّ قلوباً قد أطلتم غليلها ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ستظفر منكم بالشفاء فتُثلجُ
ويدركُ ثأرَ الله أنصارُ دينه ـــــــــــــــــــــــــــــــ ولله أوْسٌ آخرون وخزْرجُ!
هذه الأبيات الشعرية تعني: أن أمامك خياران أو مساران مختلفان تمامًا، أحدهما مستقيم والآخر معوج، وتحث الأبيات على التفكير جيداً، واختيار المسار الصحيح.
يقول الصديق (الشاعر ياس السعيدي: مشكلة العراقي أنه ينسى سريعا، ويحب بعنف ويكره بعنف، ويرفض جملة وتفصيلا أو يرضى جملة وتفصيلا؛ أيها الاصدقاء، إذا وصل الفاسد عن طريق الانتخابات، فهذا لا يعني أن الانتخابات فاسدة، إنها كحافلة النقل العام يستقلها اللصوص والرهبان، لذلك ليس من المنطق أن نحرق حافلةً لأن لصًّا استقلها ذات يوم، شخصيا سأشارك في الانتخابات القادمة، وكما أبحث عن أفضل طبيب حين أمرض، وعن أفضل محام حين أتعرض لمشكلة قانونية، فسأبحث عن أفضل مرشح من ذوي الوجوه الجديدة؛
وإذا سألتني: هل أنا راضٍ عن الدورات البرلمانية السابقة؟ أُجيبك: لا وألف لا، لكن مقاطعتي ستقوي حظوظ لص أو قاتل ربما... لن أقف متفرجا وأنا أرى وصول أشخاص للسلطة قد يزجون بي في السجن بسبب منشور، أو حين أرى استغلالهم لصناديق الاقتراع كي يضعوا الناس بعدها في صناديق داخل المعتقلات أو في مقابر جماعية كما في الصورة أدناه، وأنا هنا أتحدث بشكل عام...
نعم، هناك فساد سياسي رهيب، وتقصير أشد رهبة بحق الناس، لكنه لن يقارن بذلك الجحيم قبل عام 2003، يوم كان الناس يُدفنون أحياءً زُرافاتٍ ووحدانا، ولا يُقارن بأشخاص يرون الآخر مشكلة يجب التخلص منها، لا شقيقاً في الوطن يجب العيش معه..
ككل مقال لا أسمح بالإساءة للمختلفين معي في الرأي، فهذا رأيهم وأنا ولي نفسي ولست ولياً على أحد، للمقاطع رأيه الذي أحترمه ولا أتفق معه، ولي رأيي الذي يتوجب عليه احترامه وإن لم يتفق معه..)
بقي شيء...
أقول:
إدلي بصوتك وانتخب أخيارا ــــــــــــــــــ (ستبني بصوتك) قبةً ومنارا
وأفتح طريقك للوجود فإنما ـــــــــــــــــــــــــ القاطعون طريقهم أشرارا
|