صنعاء نيوز/ -
عدن – خاص
تعيش العاصمة عدن أيامها الأكثر قسوةً منذ سنوات، بعد أن غرقت في ظلامٍ دامس لليوم الثاني على التوالي إثر توقف شامل لمنظومة الكهرباء بسبب نفاد الوقود، في مشهدٍ يعكس فشل الحكومة وشريكها المجلس الانتقالي والجهات المسؤولة التي حولت المدينة إلى ضحيةٍ لفسادها وإهمالها.
مصادر في مؤسسة الكهرباء أكدت أن محطات التوليد خرجت عن الخدمة بشكلٍ كامل نتيجة نفاد مادة الديزل، فيما لا تزال الجهات المختصة تلتزم الصمت وكأن الأمر لا يعنيها، وسط حالة من الغضب الشعبي العارم الذي يجتاح عدن ومديرياتها.
وقال ناشطون إن ما يجري ليس مجرد أزمة عابرة، بل جريمة متعمدة هدفها ترك المواطنين يواجهون الموت في الظلام والحرّ والاختناق، بينما المسؤولون ينعمون بالتيار الكهربائي في قصورهم. وأكدوا أن استمرار هذا الوضع الكارثي يثبت أن من يمسكون بزمام القرار في عدن لا يملكون ذرة من المسؤولية تجاه الناس.
الانهيار الكامل لمنظومة الكهرباء كشف مجدداً حجم الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، حيث تُصرف المليارات باسم وقود الكهرباء دون أن تصل نقطة واحدة إلى المحطات، في حين يدفع المواطن الثمن من راحته وصحته وحياته.
ويطالب أبناء عدن برحيل كل الفاسدين الذين حولوا المدينة إلى جحيمٍ خانق، ومحاسبة كل من عبث بملف الكهرباء وأهدر المال العام، مؤكدين أن صبر الناس بلغ مداه وأن الغضب الشعبي هذه المرة لن يهدأ بسهولة.
وفي ختام الموقف، اكد كُتاب وناشطون ان عدن اليوم ليست فقط بلا كهرباء.. بل بلا ضمير. لقد آن الأوان أن ينهض الشارع الجنوبي ويقول كلمته. فالصمت أمام هذا الفساد لم يعد خيارًا، والظلام الذي يغمر عدن لن يزول إلا إذا أُطفئت أيدي الفاسدين التي سرقت نورها."
عدن تغرق في العتمة، لكن الغضب الشعبي يشتعل.. ولعل هذه الشرارة تكون بداية النور القادم من رحم المعاناة.
|