shopify site analytics
محافظ شبوة اللواء العولقي يعزي في وفاة الاخ عمر علي عليوة - الاحتلال و تدمير البنية الحياتية الفلسطينية - السلام الإقليمي وحبل المشنقة: انهيار الهيمنة وبقاء النظام على جبهة الإعدام - مخاطر الذكاء الاصطناعي… حين تصبح الحماية مسؤولية الجميع - الوالي يتدخل لإنقاذ المشوشي بعد تهديده باقتحام البحث الجنائي لتهريب جنوده قتلة الشيخ - الشمال الممزق؛ خطة الانفصاليين الخفية - عطيفي والواحدي يناقشان الوضع التمويني لمادة الغاز بالحديدة - مؤسسة يمان للتنمية الصحية تدشن حملة الرش الضبابي لمكافحة نواقل الأمراض بالحديدة - بعد طول انتظار.. قرار حظر صيد الوعول في حضرموت لحماية الحياة البرية - شرطة المرور في صنعاء تشنّ حملة واسعة تضبط قرابة ثلاثة آلاف دراجة نارية مخالفة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - عبدالناصر المودع

الأحد, 19-أكتوبر-2025
صنعاء نيوز/عبدالناصر المودع -



حديث عيدروس الزبيدي الأخير حول ضم بعض المحافظات الشمالية إلى ما يسميه "دولة الجنوب" المتوهمة، ليس زلة لسان ولا اجتهادًا شخصيًا، بل هو تعبير صريح عن ذهنية انفصالية عميقة ترى أن طريق الانفصال يمر عبر تمزيق الشمال أولًا. إنها ذهنية تعمل بمنهج "فرّق تسد"، تؤمن أن الجنوب لا يمكن أن ينفصل ما لم يتحول الشمال إلى ركام من الصراعات المذهبية والمناطقية.

هذه الخطط ليست وليدة اللحظة؛ فالحزب الاشتراكي اليمني حاول تمريرها قبل حرب 1994، عبر تغذية الانقسامات داخل الشمال، لكنه فشل بعد هزيمته في تلك الحرب. غير أن سقوط نظام علي عبدالله صالح أتاح له فرصة جديدة لإحياء خططه، وكان الرئيس الكارثة هادي الأداة المثالية لتنفيذها؛ لأنه كان مقتنعا بها في خطوطها العريضة.
وقد تم تنفيذها من خلال تقوية الحوثيين وتمكينهم من السيطرة على ما يسمى بـ"الهضبة الزيدية"، لضمان انقسام الشمال إلى مناطق زيدية وشافعية، بحيث ينشغل الشماليون بصراعتهم الداخلية بدل من مواجهة الانفصال. وهكذا أُدخل الحوثيون إلى صنعاء وسُلّمت لهم بكل أريحية، في عملية مثّلت الحلقة الأخطر في تنفيذ المخطط. ومن بعد الحرب أصبح هدف الانفصاليون المحافظة على الحوثي مسيطرا على أكبر جزء من الشمال حتى يستكملوا تنفيذ مشروعهم.

في أكتوبر 2013، وعقب تقديم الحزب الاشتراكي رؤيته لتقسيم اليمن إلى إقليمين، في ما سُمّي زيفًا "مؤتمر الحوار الوطني"، نشرت مقالًا بعنوان "الحزب الاشتراكي لا يزال حزبًا جنوبيًا خالصًا" في موقع المصدر أونلاين https://almasdaronline.com/articles/105824
ذكرتُ فيه آنذاك أن {التقسيم المثالي لمن يقف خلف هذه الرؤية، هو تقسيم الشمال إلى إقليمين؛ شمالي زيدي وجنوبي شافعي، وهو التقسيم الذي سيُسهل انفصال الجنوب، ويخلق المشاكل في الشمال حين ينشغل بالصراع المذهبي بين أقاليمه. لا أعرف كيف أصف من يقف وراء هذه الرؤية، فهو قد يكون ذكياً جداً، حين يتحقق الانفصال بهذه الطريقة، ومن ثم يحقق للحزب ما عجز عن تحقيقه بالحرب في عام 94، أو انه غبي جداً؛ حين يساهم في مزيد من الفوضى في دولة لا ينقصها مشاريع الفوضى والدمار}
بعدها، ردّت صحيفة الثوري، الناطقة باسم الحزب الاشتراكي، في افتتاحيتها، بعنوان: "المودع قارئ ضمائر"، دون أن تناقش مضمون المقال أو تحذيراته، مكتفية بكم من الشتائم المتحذلقة. لكن الأحداث أثبتت أنني لم أكن قارئ ضمائر، بل قارئ توجهات… أو قارئ كفّ ممتاز.

ذهنية تفتيت مناطق الخصوم ليست حكرًا على الانفصاليين الجنوبيين، بل هي طبيعية وضرورية لدى كل أصحاب المشاريع الصغيرة. فحزب الإصلاح يعمل على تمزيق المحافظات الجنوبية لإضعاف المجلس الانتقالي، وما دعمه لمشروع التمزيق في حضرموت إلا مثال على ذلك. والحوثيون بدورهم يفككون مناطق خصومهم، ويغذّون الصراعات البينية داخلها، بينما يسعى خصوم الإصلاح في تعز – كطارق صالح والناصريين والاشتراكيين – إلى تفكيك سلطته داخل المدينة وخلق تناقضات بين شرعب وبقية المديريات.

ما يجمع هذه المشاريع الصغيرة هو أنها مولدة للصراعات والحروب بطبيعتها. فكل مشروع منها يعتمد في بقائه على إشعال الحرائق في مناطق الآخرين. ولهذا فهي مشاريع فوضى وحروب لا نهائية.
اليمن، منذ 22 مايو 1990، أصبح سفينة واحدة، وأي تخريب في جزء منها سيؤدي إلى غرقها كلها. لا شمال مزدهر مع جنوب ممزق، ولا جنوب آمن مع شمال مشتعل؛ فمصيرهما واحد، والجميع يغرق إذا ثُقبت السفينة.

أجزم أن قادة المشاريع الصغيرة يدركون هذه الحقيقة، لكنهم يتجاهلونها عمدًا لأن مصالحهم الشخصية تقوم على استمرار هذه المشاريع عبر الابتزاز الداخلي والارتزاق الخارجي. وهكذا، يواصلون تمزيق ما تبقى من البلاد دون ما وازع وطني أو ضمير إنساني.


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)