صنعاء نيوز/محمد العولقي _ من صفحته على الفيس بوك -
منتخب المغرب بطلا لكأس العالم للشباب..من سانتياغو جاء زئيرهم الصباحي عاتيا كأنه إعصار نبت من دوامات رأس الرجاء الصالح..
توارت رقصة التانغو أمام رقصة التام تام الأفريقية.. تحللت انكمشت أمام الرقص الإيقاعي المغربي الخلاب الذي سحر العيون واستوطن الأفئدة والقلوب..
سجل يا تاريخ..دون يا زمن..مغرب العز والفخر سلطان حاكم زمانه.. إنه الحدث الذي يلسع نبضي..السبق المدهش الذي يزلزل شراييني..
من شك فقد تأكد أنه أمام منتخب مغربي يقطع الشك باليقين..لا يهادن..لا يخشى أحدا..ظل يحاصر النور في مونديال تشيلي حتى ليلة اكتمال القمر..
حقيقية..كنا متخوفين من منتخب الأرجنتين..منقبضين من هذا الخصم اللاتيني الذي يضاجع الألقاب..لكن جواهر بلاد الفضة سقطت في يم الأطلسي..
ليس الأسد المغربي الساكن دروب الجبال من يخشى الأرجنتين أو ينتظر لحظة حظ من تقاطع برجي الجدي والسرطان..
الأسد المغربي حكيم..شرس..لا يأكل إلا ما ما يصطاده بنفسه..حتى قانون ملك الغابة حطمه كبرياء الأسد المغربي.. مارس الافتراس في كل غابات العالم..لم يترك فتاتا للبقية.. ديكتاتورية أسد.. أنا ومن بعدي الطوفان..
أمطرت سماء الفنان ياسر زابيري أقمارا وأسوارا من ظلال ليس لها جدران..سجل مرة..ثم مرتين.. وجلس يغني مع نجمة الصباح أغنية الخلود..
هم المغاربة.. أشبال من أسود عرفناهم رابع العالم..رجال يخلقون المعجزات الحقيقية لأنهم يحسنون استخدام مواهبهم وعقولهم..هم العيد الذي لا ينقضي..يظل مضخة عز يسكب الأفراح عطرا في الأوردة والشرايين..
هذا المنتخب نسف المستحيلات الثلاث عند العرب..هو الغول الذي حطم كبرياء قارة الأمازون..هو العنقاء التي انتفضت من رماد الماتادور الإسباني والديك الفرنسي..هو الخل الوفي الذي أطفأ جواهر بلاد الفضة..حولها إلى عملة صدئة لا تسوى مليما..
منتخب المغرب بطلا لكأس العالم..علم وحقيقة..أصبح من خلالها هذا المنتخب بنك تسليف لا يخشى تقلبات البورصة..
هو ذلك الأدميرال الذي يروض مخاطر البحر وأمواجه..توكل على الله..باسم الله مجراها ومرساها.. وبدأ الطوفان.. استقرت السفينة المغربية على الجودي..اليابسة في قبضة المغاربة..
بعد أكثر من 500 عام على سقوط الأندلس..جاء المغاربة ليحكموا العالم من وراء البحار والمحيطات..
أيها العربان يا من أضعتم بساط الريح..لا ينفع الندم مع تراخي قبضة القلم..لقد أعاد لكم المغاربة نبض التاريخ..حضارة كروية جديدة كتبوها بلغة القدم..

محمد العولقي