صنعاء نيوز/ - .
يا أهل الضمير، يا من لا تزال الرحمة تنبض في قلوبهم…
هذه ليست حكاية عابرة، بل مأساة طفلٍ بريءٍ يُساق اليوم إلى حبل المشنقة، لا لذنبٍ اقترفه، بل لأنه فقير، يتيم النصير، مكسور الجناح.
إنه مهند السعيدي، طفلٌ من محافظة ريمة، لم يبلغ من عمره بعد تسعة عشر عاما، أضاع طفولته بين الأفران والمقاصف، يبحث عن لقمةٍ يسدّ بها جوع أمّه وإخوته، حتى وجد نفسه خلف القضبان، ينتظر حكمًا جائرًا بالإعدام، صدر دون أن يجد من يدافع عنه أو يسمع صرخته.
كان مهند يوم الواقعة طفلًا يافعًا، مضطرب القلب، بعيدًا عن أهله، يعمل في بوفيه صغير في صنعاء.
وفي ليلةٍ مشؤومة، تحوّل مأواه إلى ساحة رعب، حين حاول صاحب العمل الاعتداء عليه.
خاف الطفل، قاوم، دافع عن نفسه وعن شرفه بما استطاع من قوة، وحدث ما لم يكن في الحسبان… سقط الرجل، وسقطت معه حياة مهند إلى هوّة لا قرار لها.
ومنذ تلك اللحظة، ضاعت براءة هذا الصغير بين الجدران.
لم يكن له محام يشرح للقضاء أنه طفل، ولا أحد يسنده بكلمة حق.
حُكم عليه بالإعدام كأنه قاتلٌ محترف، لا طفلٌ مذعور دافع عن نفسه من ذئبٍ بشري.
أيّ عدلٍ هذا الذي يُعاقب الضحية وينسى المجرم؟
وأيّ شرعٍ يقبل أن يُقتل طفلٌ لم يبلغ الحُلم؟
يا قضاة اليمن…
اتقوا الله في هذا الطفل، فليس من العدل أن يُعدم صغيرٌ دافع عن كرامته.
الشرع الحنيف يقول: «ادرؤوا الحدود بالشبهات»، فأين أنتم من هذا الأصل العظيم؟
كيف غاب عنكم أن العدالة لا تكون إلا برحمةٍ وعدلٍ وعقلٍ سليم؟
يا رجال الخير، يا مشائخ ريمة الكرام، يا وجهاء اليمن الأحرار،
إن أهل المقتول - كما نقل بعض الأعيان - قومٌ متفهمون، يعرفون الفقر وظروف الحياة، وقد يرضون بالدية، إن وُجدت النية الطيبة.
فلتكن هذه ساعة النخوة، ساعة الفزعة التي تعيد الحياة لطفلٍ يقف اليوم على حافة الموت.
تبرّعوا بما تستطيعون، وادعموا أهل مهند، واجعلوا الدية جسرا يربط بين القلوب بدل أن يُقطع به حبل الحياة.
لا تتركوه يموت ظلما في زنزانته، بينما في قلوبكم القدرة على إنقاذه.
إن مهند ليس مجرد اسم، بل هو رمز لطفولة مهدورة وعدالة غائبة.
فإن مات اليوم بصمتنا، سيموت غدا غيره بصمتنا أيضا.
يا أهل الضمير…
لا تجعلوا صوت هذا الطفل يُدفن في العتمة.
ارفعوا أصواتكم، اكتبوا، شاركوا، طالبوا، تحرّكوا…
لعلّ الله يجعل في سعيكم حياةً لمهند، وعدلاً لوطنٍ تعب من الظلم.
"ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً."
#أنقذوا_الطفل_مهند_السعيدي |