صنعاء نيوز/ القصر الكبير : مصطفى منيغ -
ميزان الدولة فقد إحدى كفتيه ومع ذلك رئيسها يزن المستجدات حسب قياسه الخاص ويا ليته كان بالفاعل نافعاً . أيُطلَبُ مِن أَعْرَجٍ المشاركة في سباقٍ يعتبَر الفائز فيه عن مصلحة الشعب مُدافِعاً ؟؟؟، ومتى كان فقيد البصيرة مؤهلاً لانقاذ ما يمكن إنقاذه مُشرِّعاً ؟؟؟ ، وكيف للمعجب بنفسه عن عقدة نفسية أن يفسح المجال لمن كان لإطفاء نار أحداث مؤسفة مُسرعاً ؟؟؟ . الحُكم له ما يبرر قدرته على مسك مفتاح معالجة مزلاج الأحداث ، الواقعة قبل وقوعها بدراية وتبات ، يحدان من تطوُّر الناتج عنهما سلباً مؤثراً ، على كل أمل في التطور منشود ، أو غاية نبيلة تود الدولة المحترِمة الشعب الحفاظ بها على الاستقرار الحقيقي ، وما وقع في مدينة "قابس"يؤكد للمرة الألف أن الخلل كائن في ديكتاتورية حُكْمٍ معادي جملة وتفصيلا ً للشعب ، وعلى مختلف الأصعدة والمستويات ، سكان تلك المدينة خنقهم التلوث الحاصل عن مركب كيماوي ما همه كالنظام الضرر الذي طوق به الآلاف من السكان ، بما أصبح تلوثاً للجو يشكل تنغيصا لحياتهم اليومية ، ولما خرجوا للتظاهر سلميا معبرين عن مطلبهم بنقل ذاك المركب لجهة أخرى ، قوبلوا بسلاح كل دكتاتوري عامل على إسكات الناس بالقوة ، مكتفياُ وحده بالكلام ، وليته يتكلَّم كبقية الخلق الطبيعيين ، بل كمن يدخل حماما لإفراغ أحشائه من فمه ضاغطا على حروف تَعَصَّرَ خروجها سالمة النطق ، فأمر بسلسلة اعتقالات طالت شبيبة المدينة والجهة وقدِّم من قُدِّم منهم لمحاكمات مستعجلة بتهم مهيأة قد تدخلهم السجن .
... الحياة السياسية معطلة بالكامل ، حتى الأحزاب انحازت لزاوية يشم منها غضبا صامتا يتصاعد مع الأيام ، مما يجعل تونس مقبلة على مراحل تضيف لأزمتها الحالية أزمات قد تتطور لاحقا لما لا يُحمَد عقباه ، حتى الأجهزة الأمنية أدركت من خلال تقارير مخابراتية خاصة ، أن السكوت المهيمن على البلاد لا يُفسّر بالرضى وإنما تحضيرا عفويا لحراك في الطريق يؤدي لاستلام الشعب التونسي العظيم مقاليد حكمه بنفسه ، وهذه المرة سيختار بعناية ودقة من يتحمل مسؤولية تدبير شؤونه مهما كانت المجالات ، وبذلك تكون الدولة التي أراد تأسيسها الرئيس الحالي مجرد أظغاة أحلام الممعود ، إذ تونس كانت وستظل تلك الدولة الأكبر من أكبر المدعين ببسط أفكار لا تتلاءم والعقلية التونسية الحرة السمات المتفتحة على العيش الكريم وبسلام متمتعة بجقوقها الكاملة ، ولتونس من الكفاءات الفكرية ما تستطيع بأصحابها الوقوف على رجليها من جديد ، أكانوا في الداخل طالهم التجميد أو عبر دول ، تمكنوا داخلها من تكوين سمعة أدت لاحترامهم والإشادة بمستواهم العلمي أو الاحترافي المُنتج .
مصطفى منيغ
https://assafir-mm.blogspot.com/
[email protected]
212770222634