صنعاء نيوز/ -


صنعاء – صنعاء نيوز – 31 أكتوبر 2025م

أكدت الأمم المتحدة أن اليمن بات ثاني أكثر دولة في العالم تفشيًا لوباء الكوليرا خلال العام الجاري، بعد تسجيل أكثر من 81 ألف حالة اشتباه جديدة منذ يناير 2025، في ظل انهيار المنظومة الصحية وتدهور خدمات المياه والصرف الصحي جراء الحرب المستمرة منذ نحو عقد من الزمن.

وذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) في تقريرها الوبائي الصادر الأربعاء، أن اليمن أبلغ عن 81,189 حالة إصابة محتملة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد خلال الفترة من 1 يناير حتى 28 سبتمبر 2025، بينها 225 حالة وفاة، ليصبح ثالث أعلى معدل إماتة في العالم بمعدل 241 وفاة لكل 100 ألف إصابة، بعد كل من جنوب السودان وأفغانستان.

وبحسب التقرير، جاءت أفغانستان في المرتبة الأولى عالميًا بتسجيلها أكثر من 133 ألف إصابة جديدة، تلتها اليمن في المركز الثاني، فيما سجلت السودان أعلى عدد من الوفيات في إقليم شرق المتوسط بواقع 1,653 وفاة. وبلغ إجمالي الإصابات في الإقليم 33,216 حالة، بينها 326 وفاة خلال الفترة ذاتها.

وأشار التقرير إلى أن شهر سبتمبر الماضي شهد تسجيل 8,929 إصابة جديدة في اليمن، كأعلى معدل شهري بعد أفغانستان، مع 25 حالة وفاة. وبلغ إجمالي الحالات المسجلة عالميًا بين يناير وسبتمبر 2025 نحو 518,324 إصابة في 32 دولة، و6,508 وفيات عبر خمس مناطق تابعة للمنظمة.


---

تحذيرات من كارثة إنسانية جديدة

وفي سياق متصل، حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تفاقم الوضع الصحي في اليمن، مؤكداً أن تفشي الكوليرا يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الملايين، خصوصًا في ظل استمرار الحرب، وتراجع التمويل الإنساني، وانهيار شبكات المياه والصرف الصحي في المدن والقرى.

وأوضح المرصد أن الأرقام المعلنة لا تعكس الواقع الفعلي، مرجحًا أن تكون أعداد الإصابات والوفيات أعلى بكثير من الموثّق رسميًا بسبب ضعف أنظمة الرصد الوبائي، وصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية، إضافة إلى امتناع العديد من الأسر عن الإبلاغ لغياب الخدمات الطبية في المناطق النائية.


---

مخاوف من تفاقم الوباء مع موسم الأمطار

وبحسب تقارير المنظمة الدولية، سجّل اليمن نحو 332 ألف حالة اشتباه بالكوليرا و1,073 وفاة بين مارس 2024 وأغسطس 2025، لتحتل البلاد المرتبة الثالثة عالميًا في إجمالي الإصابات.

ويحذر خبراء الصحة من أن موسم الأمطار الحالي قد يؤدي إلى تفاقم انتشار العدوى في ظل غياب الإجراءات الوقائية وتدهور الخدمات العامة، ما ينذر بـ كارثة إنسانية جديدة قد تتجاوز قدرة النظام الصحي اليمني على الاستجابة، إذا لم تُتخذ تدخلات عاجلة للحد من تفشي الوباء وإنقاذ الأرواح.