صنعاء نيوز/ -
تحقيق خاص يكشف تفاصيل مثيرة عن هروب القاتل وتدخل شخصيات نافذة لإفلاته من العقاب
صنعاء نيوز – تعز – هند أحمد التعزية
في مدينة أنهكتها الصراعات وابتلعتها الفوضى، تخرج قصة الشهيد مرسال عيدروس كصرخة في وجه الصمت، تكشف عن خيوط متشابكة من التمويه والتواطؤ والتهريب المنظّم الذي أتاح للقاتل الإفلات من العدالة، بينما بقيت أسرة الشهيد تبحث عن بصيص إنصاف وسط دهاليز النفوذ.
---
منذ لحظة الجريمة... خطة تمويه محكمة
تفيد معلومات حصلت عليها مصادر خاصة لـ صنعاء نيوز أن عملية مقتل الشاب مرسال عيدروس لم تتوقف عند حدود الجريمة، بل تبعها مخطط منظّم للتمويه وتضليل الرأي العام.
فقد جرى تشكيل فريق خاص لتأمين فرار القاتل إلى قريته في مديرية شرعب، وبدأت الخطة بتوظيف إعلاميين لبث روايات وصور مزيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تم تداول صورة لشخص مصري يشبه القاتل بهدف صرف الأنظار عن ملامحه الحقيقية ومنحه الوقت الكافي للهرب من تعز.
---
الهروب الكبير... من تعز إلى المجهول
بحسب المصادر، تم استئجار سيارة صالون من أحد أبناء القرية لنقل القاتل سراً، فيما حوِّل مبلغ مالي لصاحب السيارة عبر صرافة في مناطق تخضع لسيطرة المليشيات.
وبعد تزايد التفاعل الشعبي مع القضية، تتبعت بعض الجهات الأمنية التحويلات والاتصالات، ليتم القبض على سائق السيارة وصاحب الصرافة، إلا أن المفاجأة كانت بتدخل نافذين لإطلاق سراحهما سريعًا.
---
تدخلات توقف العدالة
توضح المصادر أن المشرف الميداني المدعو علي القرشي، ومعه عدد من مشائخ شرعب، تدخّلوا لإيقاف الحملة الأمنية بحجة أن الحادثة وقعت في نطاق “الشرعية”، وأنها ليست من اختصاصهم، ما أدى إلى شلّ مسار التحقيق وعودة القضية إلى مربع الغموض.
---
القاتل يفر إلى خارج اليمن
تتحدث أنباء متطابقة عن أن القاتل تم تهريبه إلى خارج البلاد، فيما تمكن أحد المرافقين المشتبه بهم، والمقرّب من عمار الشرعبي، من مغادرة اليمن إلى مصر، ومنها إلى أوروبا، في ظل غياب أي تحرك رسمي لإعادتهم أو محاسبتهم.
---
تعز تسأل: من يحمي القتلة؟
تتحول قضية الشهيد مرسال عيدروس اليوم إلى ملف مفتوح على وجع المدينة، وسؤال كبير يتردد في الشارع التعزي:
من يمتلك سلطة تعطيل العدالة؟ ومن يحوّل دماء الأبرياء إلى أوراق مساومة؟
لقد أصبحت حادثة عيدروس مرآة لواقعٍ مؤلم، حيث تتقاطع السياسة بالنفوذ، ويتحوّل القاتل إلى "محميّ"، بينما تبقى العدالة تائهة في دهاليز المصالح والسلطة.
---
نداء إلى الضمير
رحل مرسال عيدروس، لكنه ترك خلفه نداءً لا يسقط بالتقادم، نداءً للضمير الإنساني والوطني أن ينتصر للحق، وأن يقف في وجه التواطؤ والتخاذل.
فليس الوطن بخير ما دام قاتلٌ يسير حراً، وأمٌ تبكي ابنها في صمت، وعدالةٌ تُكمم أفواهها بسطوة النفوذ.
سيظل اسم مرسال عيدروس علامة مضيئة في سجل الشرفاء، وشاهداً على زمنٍ اختُبرت فيه القيم، وسقط فيه كثيرون أمام امتحان العدالة.
|