shopify site analytics
فئة لبنانية تصفق " للمبعوث"وللمسيرات القاتلة ولنتنياهو! "طيب ليه"؟ - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الثلاثاء الموافق  4 نوفمبر 2025        - ماركا تُشعل الحماس قبل موقعة الأنفيلد.. بيلينجهام يعود ليبرق كالذهب! - ترامب يصعّد لهجته: يدعو الجمهوريين لاستخدام "الخيار النووي" ويحذر من أحداث "وحشية" - إعلام أمريكي: فوز زهران ممداني في انتخابات مدينة نيويورك - ريال مدريد خسر لأنه بلا ردة فعل.. - اليمن يعلن التعبئة العامة وسط تحذيرات من هجوم إسرائيلي محتمل - السعودية تمهّد لمرحلة تهدئة جديدة مع صنعاء بتوجيه يعيد الأمل للمسافرين - وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء السابع - تحقيق السلام ونيل الشعب الفلسطيني استقلاله -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
كثيرًا ما كُتبت المقالات عن الذكاء الاصطناعي وما يحمله من وعود ومخاطر، وكثيرًا ما شاركتُ في الندوات والمؤتمرات حول تطبيقاته في طب

الثلاثاء, 04-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز/بقلم: د. غسان شحرور -






كثيرًا ما كُتبت المقالات عن الذكاء الاصطناعي وما يحمله من وعود ومخاطر، وكثيرًا ما شاركتُ في الندوات والمؤتمرات حول تطبيقاته في طب وصحة الإنسان. نعم، لقد أبهرتنا هذه التقنية ولا تزال تبهرنا دون تمهّل أو توقف.

في زمنٍ تتسارع فيه الابتكارات، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرّد تقنية واعدة، بل أصبح أحد أعمدة الرعاية الصحية الحديثة. إنه ليس بديلاً عن الطبيب، بل شريكٌ في التشخيص، ومساعدٌ في اتخاذ القرار، ومرآةٌ رقمية تعكس نبض الإنسان بدقة تفوق التوقع.

لكن السؤال الأهم ليس فقط: ماذا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يفعل؟
بل: لمن يفعل ذلك؟ وهل يشمل الجميع؟

الرؤية الدقيقة: حين يرى الذكاء ما قد يغيب عن العين

تخترق الخوارزميات أعماق صور الأشعة، تلتقط ما قد يفوت على العين البشريةالخبيرة: ورمٌ في بدايته، انسدادٌ خفي، أو اعتلالٌ شبكي في مراحله الأولى. في بعض الحالات، تفوّق الذكاء الاصطناعي على الأطباء في دقة التشخيص، لا ليحلّ محلهم، بل ليمنحهم أدوات أكثر فاعلية في خدمة الحياة.

التنبؤ المبكر: قبل أن يصرخ الألم

تعمل الخوارزميات كمنبّهٍ مبكر، تتوقع تطوّر الحالة الصحية، وتُحذّر من مضاعفات محتملة. هذا التنبؤ لا يُنقذ الوقت فحسب، بل يُنقذ الأرواح، ويمنح الأمل فرصةً للتقدّم على الألم.

القرار الحيادي: بين العلم والرحمة

في غرف الطوارئ والعيادات، يستخدم الأطباء أنظمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم توصيات علاجية تستند إلى بيانات دقيقة وأدلة علمية. هذه الأنظمة لا تعرف التحيّز، ولا تتأثر بالضغط، بل تسعى إلى تعزيز الدقة وتقليل الأخطاء.

الجراحة الذكية: بدقة روبوتية

في غرف العمليات، تتحرك الروبوتات الجراحية بإشراف الذكاء الاصطناعي، تُجري عمليات دقيقة، وتقلّل من المخاطر، وتُسرّع التعافي. إنها ثورة في الطب، لكنها لا تُلغِي دور الجراح المشرف، بل تُعزّزه.

رعاية افتراضية لا تنام

من خلال التطبيقات الصحية والساعات الذكية، يراقب الذكاء الاصطناعي المؤشرات الحيوية للمرضى، ويرسل تنبيهات فورية عند حدوث أي تغير خطير. إنها رعاية لا تعرف النوم، ولا تغفل عن التفاصيل.

إدارة صحية أكثر إنسانية

في المستشفيات، تُسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنظيم الجداول، تقليل أوقات الانتظار، وتحسين توزيع الموارد. إنها إدارة ذكية، لكنها في جوهرها تسعى إلى خدمة الإنسان لا النظام.

الصحة الاحتوائية: من الشمول إلى العدالة

غير أن كل هذه الإنجازات التقنية تبقى ناقصة إن لم تُصغِ لاحتياجات الجميع وتلبيها.
إن الصحة الاحتوائية الشاملة ليست مجرد شعار، بل التزام أخلاقي واستراتيجي، يضمن ألا يُترك أحد خلف الركب—لا بسبب إعاقة، ولا تقدّم في العمر، ولا موقع جغرافي.

• يجب أن تشمل التغطية الصحية الشاملة كل فرد، في كل مكان، دون تمييز.
• يجب أن يُصاغ التثقيف الصحي بلغة الوصول، ليكون أداة تمكين للجميع لا معلومة عابرة.
• ويجب أن يُبنى الطب المستند إلى الفرد على فهم خصوصياته، لا على تعميم حالته.


إن إدماج ذوي الإعاقة وكبار السن في صلب السياسات الصحية، وفي تصميم الأنظمة الذكية، هو ما يمنح الذكاء الاصطناعي بُعده الإنساني الحقيقي، ويمكن الحكومات من الوفاء بالتزامها بتطبيق كافة مواد وتعهدات اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقةفي جميع جوانب التعليم والصحة والتأهيل والدمج والكشف المبكر.

التحديات: حين تصطدم التقنية بالأخلاق

ورغم هذه الإنجازات، تبقى هناك أسئلة لا يجيب عنها الذكاء الاصطناعي وحده:

• كيف نحمي خصوصية المرضى في زمن البيانات المفتوحة؟
• من يضمن حيادية الخوارزميات في بيئة مليئة بالتحيّزات؟
• أين تقف التشريعات أمام هذا الزحف التقني المتسارع؟


لقد قطع الذكاء الاصطناعي شوطًا كبيرًا، لكن الطريق نحو طب إنساني لا يزال يتطلب إرادة، تشريعًا، وضميرًا حيًا.

نحو طب لا يُقصي أحدًا

الذكاء الاصطناعي في الطب ليس معجزة، بل أداة. قوّته لا تكمن في قدرته على الحساب، بل في الطريقة التي نستخدمه بها:
هل نُسخّره لخدمة الإنسان؟ أم نتركه يُعيد تشكيل الإنسان وفق منطق الآلة؟

في النهاية، لا نريد طبًا أكثر ذكاءً فقط، بل طبًا أكثر عدالة.
طبًا يرى الإنسان قبل المرض، ويُصغي إلى الهامش قبل المركز، ويُصمم مستقبله ليشمل الجميع، لا النخبة فقط.

ومهما بلغت الآلة من دقّة، سيبقى الطبيب الإنسان هو جوهر الطب وضميره الحيّ.
فالذكاء الحقيقي ليس في الخوارزميات التي تحسب، بل في القلب الذي يُحسّ.

إنّ المستقبل الذي نرجوه هو ذلك الذي يُوازن بين التقنية والرحمة، بين دقّة الأرقام ودفء اللمسة الإنسانية،
حيث يكون الذكاء الاصطناعي شريكًا في خدمة الحياة، لا بديلاً عن الإنسان.

"الأمس بعين اليوم"، زاوية ثقافية دورية بقلم د غسان شحرور

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)