shopify site analytics
بعد أن باع شركته التقنية بأكثر من 300 مليون دولار - قوات سعودية تُحكم سيطرتها على المهرة.. سباق نفوذ بين الرياض وأبوظبي شرق اليمن - خالد مشعل يطرح خارطة طريق من عشرة بنود: "تحرير القدس مسؤولية الأمة وتاريخها" - بعد حملة مقاطعة عالمية.. "ليبتون" تغادر تركيا وتُنهي رسميًا إنتاج الشاي - مطاردة غامضة في البحر الأحمر وهيئات ملاحية عالمية - جرائم الإبادة وتفعيل مسؤوليات الحماية الدولية - أسباب ارتفاع أسعار البيض في العراق - المغرب لن يكون كما نحب - بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين للحركة الطلابية في إيران - الرجولة مسؤولية قبل القوة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في كل حقبة، تبرز نداءات توقظ الضمائر، وتعيد التذكير بمكانة الوطن بين الأمم، ذلك الصوت الحادّ الذي يتردد في أرجاء العقول والقلوب يقول لا تضيعوها

الجمعة, 07-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز/يوسف السعدي -


في كل حقبة، تبرز نداءات توقظ الضمائر، وتعيد التذكير بمكانة الوطن بين الأمم، ذلك الصوت الحادّ الذي يتردد في أرجاء العقول والقلوب يقول لا تضيعوها ليست جملة عابرة، بل عهد بين الأجيال، ميثاق لا يُكسر، وإشارة تحذير من التفريط بما صُنع بعرقٍ ودمٍ وصبرٍ طويل.
الأوطان لا تُبنى بشعارات، بل بتراكم قيمٍ وجهودٍ وتضحياتٍ، حين نقول "لا تضيعوها"، نعني الإرث الممتد عبر التاريخ، نعني الكرامة التي تشكّلت بالوعي، والتعليم، والعمل، فحرية الإنسان أصل الإبداع، والعقل المستنير قاعدة النهضة، والاقتصاد المزدهر ثمرة وعي جمعي لا يُهتزّ.
انطلاقًا من ذلك، يتضح تسلسل المنظومة التي تحفظ كيان الأمم، الفكر الحرّ يفتح بوابة التعليم، التعليم يصنع الوعي، الوعي يدعم اقتصادًا قويًا، الاقتصاد يؤمّن صحةً وكرامةً، والكرامة تزرع ثقة تُقود إلى انفتاحٍ رشيدٍ على العالم، هذه السلسلة مترابطة تماسك الروح بالجسد، إن انهار منها رابط، تهدّد الكيان بأكمله.
الاستغناء عن قيمٍ كهذه أشبه بانتزاع القلب من الجسد، فالأمة التي تفرّط في تعليمها تفقد عقلها الجمعي، والتي تهمل حرّيتها تخسر صوتها، والتي تتهاون في صحة أبنائها تضعف قوتها الإنتاجية، والتي تنغلق على ذاتها تذبل في عزلة قاتلة هكذا، يصبح الشعار أكثر من تحذير، يصبح نداء خلاصٍ لا تضيعوها.
صون المكتسبات واجب لا يُؤجّل، ومسؤولية لا تخص الحكومات وحدها، بل كل إنسان يحمل هوية الوطن في صدره، المواطن الواعي يحرس الإنجاز بعقله وسلوكه، يعزز قيم الوحدة، يدعم ثقافة العمل، يرفض السلبية، يزرع في أبنائه فخر الانتماء، فالوطن لا يعيش بخطابات رسمية، بل بحياة المواطنين اليومية، بوعيهم، بإيمانهم بأن مصيرهم مشترك.
وفي زمنٍ يتبدّل بسرعة، حيث القوى الكبرى لا ترحم المتخاذلين، والتاريخ لا ينتظر المتباطئين، يصبح الثبات على المبادئ خيار النجاة، فالأمم التي ضيّعت إرادتها اندثرت، أما التي صانت قيمها فصعدت رغم التحديات.
إنها إذًا وصية أبدية لا تفريط، لا نسيان، لا انكسار، الحرية، التعليم، الصحة، الاقتصاد، والانفتاح، كلها أعمدة بيتٍ واحد، صيانتها ليست ترفًا، بل شرط الوجود.
لا تضيعوها ليست نغمة تكرار، بل صرخة وعي، عهدُ وفاءٍ للذين سبقوا، ووعدُ التزامٍ للذين سيأتون، إن حفظناها، امتدّ المجد، وإن غفلنا، غابت الملامح وضاع الطريق.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)