shopify site analytics
مبادرة إنسانية لدعم الصحفيين ذوي الظروف الصعبة في ظل انقطاع الرواتب - صنعاء تقر إجراءات سلامة لشركات نقل الركاب بعد كارثة أبين    - هجوم مسلح على سفينة قبالة سواحل الصومال - وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء الثامن - خطاب خامنئي؛ تثبيت فاز تحديد المصير ووقود على نار التناقضات الداخلية في الحكم! - صرخة البقاء لا تضيعوا المجد - اختتم صندوق تنمية المهارات اليوم البرنامج التدريبي "التصنيع الرشيق" - الاتحاد العام لالتقاط الأوتاد في اجتماعه يقر الترتيبات النهائية لبطولة 30 نوفمبر - مشاركة المرأة في المشهد الحيوي لمجتمعها - رئيس مصلحة التأهيل والاصلاح يتفقد أوضاع الاصلاحية المركزية والاحتياطية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - إن ما حدث في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) وبمناسبة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979 (الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأمريكية

الجمعة, 07-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز/ -

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

من إدارة الخلاف إلى تثبيت الجبهات
إن ما حدث في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) وبمناسبة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979 (الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأمريكية من قِبَل مجموعة تُدعى "الطلبة السائرون على نهج الإمام") مع خطاب علي خامنئي أمام الطلاب والتلاميذ، لم يكن علامة على انحسار التوترات الداخلية، بل كان تثبيتاً لمرحلة تحديد المصير في النظام. إنها مرحلة لم تعد قابلة للسيطرة عليها بالنصيحة أو التذكير أو «إدارة الخلاف». في الواقع، لم يسكب خامنئي هذه المرة الماء على نار الأزمة، بل صبَّ وقوداً أيديولوجياً جديداً على النيران الداخلية في الحكم. وقد أُلقي خطابه بهدف إعادة تحديد هوية ومسار الثورة وكشف الطبيعة الحقيقية للولايات المتحدة.
نظرة تحليلية على خطاب خامنئي
في هذا الخطاب، أرجع خامنئي جذر العداء مع الولايات المتحدة إلى 19 آب (أغسطس) 1953 (انقلاب الإطاحة بالحكومة الوطنية للدكتور محمد مصدق) وأكَّد أن الثورة انتزعت «طُعمةً حلوة» من حلق أمريكا، وأن العداء الأمريكي للشعب الإيراني ذاتي وليس تكتيكياً. واعتبر أن شعار «الموت لأمريكا» هو نتيجة العداء وليس سببه، وقدّم طريق حصانة البلاد في «التقوّي» على أبعاد عسكرية، وعلمية، وإدارية، وإيمانية. كما ربط أي تعاون مع أمريكا بشروط مستحيلة مثل «قطع الدعم عن إسرائيل» و«انسحاب أمريكا من المنطقة.»
اضطراب التوازن داخل الحكم
أُلْقِيَ خطاب خامنئي في ظروف كانت فيها الانقسامات الداخلية للنظام قد بلغت نقطة غير مسبوقة في الأسابيع التي سبقت ذلك:
انتقاد علني لجوهر النظام: شخصيات مثل ناطق نوري (بربط جذر المشكلات بـ «اقتحام السفارة») وكروبي وفائزة هاشمي (بتعابير مثل «الخيانة التاريخية» واستهداف شخص خامنئي مباشرة) شككوا علناً في شرعية مسار النظام.
المواجهة الاستراتيجية: شددت قطاعات من البيروقراطية والأمن (حول حكومة بزشكيان) على ضرورة «تغيير الاستراتيجية» وإنهاء «سياسة المواجهة».
رد التيار الموالي: في المقابل، اعتبر تيار بيت خامنئي-الحرس والدوائر الأمنية هذه الانتقادات «خيانة في زمن الحرب»، و«فتنة اقتصادية»، و«تبعية للغرب».
إن خطاب 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، بدلاً من إخماد هذه النار، كان في الواقع إعلاناً لتحديد الجبهات النهائي. فمن خلال إرجاع نقطة بداية العداء إلى 19 (آب) أغسطس 1953 وتعيين خطوط حمراء مستحيلة للمفاوضات، قام خامنئي بتوضيح الحدود بشكل ضمني، ومَنَحَ التيار الأمني الموالي لـ «البيت»، تفويضاً شرعياً للقمع السياسي والأخلاقي للطرف المقابل.
تحويل الهزيمة إلى «فخر تاريخي»!
يواجه خامنئي في الأشهر الأخيرة أزمة شرعية مضاعفة: الهزيمة في الحروب بالوكالة إقليمياً وانهيار الردع النفسي داخلياً (الاستياء الاجتماعي والإضرابات). سعى خطابه إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
1. تجنب نقل الأزمة إلى شخص القائد.
2. تحويل الهزيمة الخارجية إلى «فخر المقاومة التاريخي» في وجه الاستكبار.
وبسحبه خط العداء إلى عام 1953، نجح في تحويل العداء مع أمريكا من «خيار سياسي» (خط الخميني) إلى «هوية وطنية» لإبطال شعارات «إنهاء الخصومة». ومع ذلك، فإن هذا الخط النظري قد عمّق الشرخ، لأن المعسكر المقابل يدرك الآن أن خامنئي قد سار بشكل كامل في مسار تراجعي ولا رجعة فيه.
تصعيد الأزمة وتحديد المصير التاريخي
إن خطاب 3 تشرين الثاني (نوفمبر) لم يُخْمِد نار «حرب الذئاب»، بل وضع خطاً أحمر رسمياً لجميع المعارضين الداخليين، ووضعهم في موقف الاختيار النهائي: إما التبعية الكاملة لخط المقاومة، أو الإقصاء والوصم بأنهم عملاء ومخترقون.
يختلف التناقض الحالي عن الخلافات السابقة (مثل 2009) للأسباب التالية:
النظام مُنْغَمِسٌ في إخفاقات استراتيجية متزامنة (اقتصادية، وإقليمية، وشرعية).
التصدع مُلَاحَظٌ داخل صفوف الحرس الثوري والمؤسسات الأمنية نفسها.
قطاعات من الحكم لم تعد ترى مصلحة في استمرار المواجهة.
ونتيجة لذلك، يسير التناقض الحالي نحو تحديد المصير الاستراتيجي. بإصراره على موقفه، أعلن خامنئي «نهاية مرحلة التعليق» في الحكم. ومن الآن فصاعداً، فإن أي هزيمة جديدة ستستهدف شخص خامنئي مباشرة، وسيتحول أي صوت إصلاحي إلى قضية أمنية مباشرة.
النظام يقترب الآن من نقطة يستحيل فيها «التوسط للحفاظ على الوحدة». فإما أن يُقبَلَ مسار «التغيير الجذري للاستراتيجية» (وهذا يعني انهيار النواة الأيديولوجية للولاية)، أو بالإصرار على «إحياء الردع»، يدخل النظام في مرحلة التآكل الداخلي والحرب، وفي نهاية المطاف التفكك الهيكلي. وهذه هي النقطة التي يسميها المحللون «بداية التحديد النهائي لمصير نظام ولاية الفقيه.»
الخلاصة ورؤية المقاومة الإيرانية
وهو الأمر الذي أكدت عليه المقاومة الإيرانية في تحليلاتها الدقيقة للوضع المتفجر للمجتمع. ومن ذلك ما قالته السيدة مريم رجوي في المؤتمر الذي عُقد بتاريخ ۲٥تشرين الأول (أكتوبر) مع الشباب الإيراني بخصوص دور الشباب في بناء مستقبل إيران، حيث خاطبتهم قائلة:
"... اليوم خامنئي مُحاصَرٌ بغضب واستياء الشعب الإيراني، وشعبنا دفع بأنجع أسلحته، أي الأجيال الجديدة، إلى الميدان مدعومةً بتنظيم متماسك له عقود من النضال ضد دكتاتوريتين. هذا السلاح الناجع هو عزم الشباب الثائر في إيران. هذا السلاح هو القوة المقاتلة والمضحية التي تمثّلونها. منذ زمن بعيد، سواء في بلدنا أو في جميع أنحاء العالم، لم تحدث أعظم التغييرات باتجاه حرية الشعوب على يد القوات والجيوش الضخمة، بل على يد الأفراد المضحّين. إنكم أنتم القوة الحاسمة. هذه إرادتكم وأيديكم التي توقف عجلة الرجعية والطغيان عن الحركة، وتطلق عجلة الثورة والحرية..."
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)