shopify site analytics
وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء العاشر - شهادات فيديو من السودان لوسائل الإعلام - دار المغرب بباريس تحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء: إشعاع متجدد لوحدة الأمة : - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الأحد الموافق 9 نوفمبر 2025        - صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (15) - الدكتور الروحاني: رسائل ممداني.. تعلموا كسر التابوهات الفاسدة.. !! - غارات إسرائيلية على صنعاء تدمر 34 قطعة أثرية نادرة في المتحف الوطني - “اليمنية” تعلن قيودًا جديدة على السفر إلى السعودية ابتداءً من السبت - الأحوال المدنية تحسم الجدل: البطاقات الشخصية المنتهية "باطلة قانونًا" - حماس: حريصون على إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار رغم خروقات الاحتلال -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - خلفت الحرب الإسرائيلية الظالمة على قطاع غزة أكثر من 150 ألف إصابة منظورة، سجلت بعضها ووثقت، وبعضها لم يسجل ولم يوثق

الإثنين, 10-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي -

المستشفيات العائمة حاجة غزية وقدرة دولية

خلفت الحرب الإسرائيلية الظالمة على قطاع غزة أكثر من 150 ألف إصابة منظورة، سجلت بعضها ووثقت، وبعضها لم يسجل ولم يوثق، بسبب الغارات والعمليات الحربية التي لا تتوقف، وغياب وسائل النقل والمواصلات، وملاحقة وقصف سيارات الإسعاف المدني وتدميرها وقتل طواقمها، وملاحقة الأطباء والممرضين وكافة العاملين في المجالات الطبية، فلا يتمكن المواطنون بسببها من الوصول إلى المستشفيات المدمرة، ولا إلى المراكز الصحية المعدومة القدرات، ولا يستطيعون تسجيل إصاباتهم وتوثيق حالاتهم، فتراهم يعضون على جراحهم، ويضمدون بالصبر والاحتساب آلامهم، ويكتفون بالعودة إلى خيامهم في مناطق نزوحهم، ينتظرون الفرصة للحصول على الدواء اللازم وترقب الشفاء المستحيل.

لم يتمكن أغلب الجرحى والمصابين من تلقي العلاج المطلوب، نظراً لقلة الإمكانيات وتدمير المستشفيات، والحصار المشدد على القطاع، وحرمان سكانه من إدخال المؤن والمساعدات الغذائية والطبية والدوائية، ومنع الفرق الطبية والأطباء المتطوعين من الدخول إلى قطاع غزة، فباتت حالتهم الصحية سيئة، وفرص شفائهم من جراحهم ضئيلة، بسبب انعدام الدواء والرعاية الطبية الضرورية، وبسبب الحصار والتجويع والحرمان ونقص التغذية، إذ لا يجد المواطنون الفلسطينيون عامةً، فضلاً عن الجرحى، ما يحفظ حياتهم، ويقوي أجسادهم، فضلاً عن ترميم صحتهم ومداواة جراحهم.

جرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلاً عن عددهم الكبير الذي بات يكشف ويسجل، بعد التوقف النسبي في الغارات وإعلان انتهاء الحرب، إلا أن أعدادهم تزداد وحالتهم الصحية تتفاقم وظروفهم تتعقد، وهم أنواعٌ وأصناف وعلى مستوياتٍ مختلفة، فبعض الجرحى والمصابين غير الذين بترت أطرافهم وفقئت عيونهم وشلت حركتهم، حالتهم صعبة بل وميؤوسٌ منها، ولا يرجى شفاؤها في قطاع غزة، حيث يتطلب علاجهم مستشفياتٍ ذات قدراتٍ عالية، وإمكانياتٍ كبيرة، وأطباء مهرة، وتجهيزاتٍ حديثة، وهو ما لا يتوفر في القطاع، الأمر الذي يجعل من موتهم أمراً محتوماً ومصيراً معلوماً.

وفي الوقت نفسه يتعذر خروج الجرحى والمصابين من غزة إلى مصر والعالم الخارجي، لتلقي العلاج في مستشفيات دول العالم المختلفة، بسبب إغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر، وبالنظر إلى الكلف العالية "السمسرة" التي يتوجب على ذوي الجرحى والمصابين دفعها لضمان دخولهم الأراضي المصرية، إذ تصل كلفة سفر الشخص الواحد ثمانية آلاف دولار، ومن المعروف أن كل مصاب يصاحبه مرافق يعنى به ويهتم بشؤونه ويقوم على خدمته ومساعدته، وهذا بدوره يلزمه للخروج مرافقاً مبلغ آخر مشابهاً، وهو ما لا يقدر عليه الجرحى جميعهم وذووهم.

أمام هذه العقبات والتحديات، ولمواجهة هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة، ولخلق حلولٍ إبداعية لها، نرى وجوب السعي وإقناع الوسطاء الدوليين للضغط على حكومة الكيان الإسرائيلي للموافقة على رسو سفن المستشفيات الدولية العائمة، حيث تبدي العديد من الدول المتميزة في هذا الجانب، استعدادها التام لتسخير قدراتها، وتسيير سفنها الاستشفائية إلى شواطئ قطاع غزة، وقد أبدت بعضها موافقتها على ذلك، ومنها إسبانيا والبرتغال وإيطاليا وتركيا وروسيا واليونان وماليزيا وغيرها من الدول الأوروبية التي تملك سفناً استشفائية مجهزة، وغنية بالطواقم الطبية والتجهيزات الحديثة والأطباء المهرة المتخصصين في مختلف التخصصات الطبية.

ما إن ترسو هذه المستشفيات على شواطئ قطاع غزة حتى تباشر أعمالها، وتبدأ في استقبال الجرحى والمصابين وعامة المرضى الآخرين، فغرف عملياتها جاهزة، وهي حديثة ومتطورة، وطواقمها مدربة ومؤهلة ولديها الرغبة الذاتية لمساعدة أهل قطاع غزة، وهي ليست في حاجة إلى الربط مع شبكة الكهرباء المتهالكة في قطاع غزة، إذ لديها مولداتها الخاصة، ووقودها الكافي لتشغيلها وضمان عدم انقطاعها، والطمأنينة إلى سلامة تجهيزاتها ومعداتها الطبية المختلفة، وبعضها يرحب بالكفاءات والطاقات الطبية المحلية للاستفادة منها وتخفيف الأعباء وتعجيل النظر في مختلف الحالات.

لعل هذا المشروع هو الأفضل والأنسب للمعالجة الشاملة والكلية والسريعة لجرحى ومرضى ومصابي قطاع غزة، ولا أظنه يحتاج إلى جهدٍ كبيرٍ لإقناع هذه الدول وغيرها، للمشاركة في استنقاذ الفلسطينيين وعلاج المتضررين منهم، ولعل بعض الشخصيات العربية المشهود لها بالصدق والوطنية والغيرة والحمية، جاهزة لأن تسعى على مستوى دول العالم لتحويل الفكرة إلى مشروع عمل حقيقي وفاعل، يخرج قطاع غزة من أزمته الصحية، ويبلسم الجراح، ويعالج المرضى، ويعيد البسمة والأمل إلى قلوبٍ ظن أصاحبها أنها ماتت، وأنها لن تعود تنبض بالحياة من جديد، ويخلق الفرحة والسعادة لدى ذويهم الذين يخشون فقدانهم، ويعيشون على أمل حياتهم.

لعلها توصية جادة إلى المفاوضين الفلسطينيين في القاهرة والدوحة، للعمل على فرض هذا الاقتراح، ووضعه على جدول الأعمال، وإقناع الوسطاء العرب والدوليين بتبنيه والدفاع عنه، وجعله شرطاً أساسياً للدخول في المرحلة الثانية من المفاوضات، إذ لا يحزن شعبنا اليوم في قطاع غزة، شيئ أكثر من حزنهم على الأسرى والجرحى، فهما جرحان غائران في قلب ووعي أهلنا لا يندملان، فإن كنا عاجزين عن تحقيق حرية الأسرى، فلا نقف مكتوفي الأيدي أمام معاناة وآهات الجرحى.
يتبع ......

بيروت في 9/11/2025
[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)