shopify site analytics
وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء العاشر - شهادات فيديو من السودان لوسائل الإعلام - دار المغرب بباريس تحتفي بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء: إشعاع متجدد لوحدة الأمة : - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الأحد الموافق 9 نوفمبر 2025        - صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (15) - الدكتور الروحاني: رسائل ممداني.. تعلموا كسر التابوهات الفاسدة.. !! - غارات إسرائيلية على صنعاء تدمر 34 قطعة أثرية نادرة في المتحف الوطني - “اليمنية” تعلن قيودًا جديدة على السفر إلى السعودية ابتداءً من السبت - الأحوال المدنية تحسم الجدل: البطاقات الشخصية المنتهية "باطلة قانونًا" - حماس: حريصون على إنجاح اتفاق وقف إطلاق النار رغم خروقات الاحتلال -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - القصر الكبير : مصطفى منيغ

الإثنين, 10-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز / القصر الكبير : مصطفى منيغ -



الحنين نافذة تُطِلُّ منها الراغبة في زيارة مطوّلة أو خفيفة ، لبستانٍ أشجاره أفعالها السابقة ، بأدقِّ جُزَئياتها المعقَّدة أو البسيطة ، وأزهاره تصرفاتها العامة أو الحميمية ، وعشبه اندفاعات نفسانية تلقائية ، أو مُخطَّطَّ لها دون فرضها واقعاً بأدوات متحركة ، لتنتقي ذكرَى عزيزة لديها تعيد خيالها مرات تلو مرات و تٌفرِح خاطرها بتخيُّلها والدنيا لها مبتسمة ، أو تتهرب بالقفز على جزء عاشته أورثها مأساة عاتية ، تزعج اللحظة الملتصقة بها لعنة تطاردها آنياً وهي ما عليه من مستوى اجتماعي رفيع وحياة تبدو ظاهريا هنيّة ، ومهما تصنعت الابتسام قسمات محياها تعبر عن أزمة حقيقية ، مثلت ولا تزال نقطة سوداء في جغرافية حياتها تجعل منها السعيدة الشقية . الحنين منزِلة لمَن صَفَى ماضيها (في مجمله) للطبيعى المُباح الحلال وتدرَّج حالها مع خُلق الحياء عن تربية ، الطهارة قاعدتها والايمان قائدها صوب التخلص من جاذبية الدنيا الفانية ، إلى التمتُّع في الدائمة بصفة الراضية المرضية ، الحنين مرصود لمن يطاردها كابوس فعل شنيع يمزق غطاء ليلها ويرقِّع دون جدوى عراء نهارها وقد هوت لحضيض الشيطان المُزين المحذور لضعيفات النفس المتطلعات لمعاكسة الأقدار بكسب حرام وانجرار خلف المعاصي ببيع لحمهن الحي لمتصيدي اللذة الممنوعة شرعاً و فانوناً دون هوادة .

... مدينة القصر الكبير مَثَّلَها عملياً داخل المعمعة الشيخ أبو المحاسن يوسف القصري ، الذي تولى جناح الميسرة قائداً لأعداد من القصريين الناشدين الانتصار على الصليبيين ومَن معهم من الخونة (وعلي رأسهم السلطان محمد المتوكل بمجموع خمسمائة من الفرسان التابعين مباشرة له) أو الاستشهاد ، فكان دورهم في ذاك الجناح القتالي المُخصَّص لهم ، دورا حاسماً برز فيما أطهروه من اتقان لفنون القتال ، واعتمادهم على إرادة متشبثة بنور الإيمان ، المشع بطاقة الحق في الانتصار ، وفاء للعهد الذي جعلوه وديعة مخزونة في ضمائرهم ، يؤكدون به انتسابهم لمربِّية المجاهدين عبر التاريخ مدينتهم القصر الكبير ، لذا والتحاما مع سائر المقاتلين أكانوا من مراكش ونواحيها أو فاس و القريبين منها ، أو سوس بمختلف جهاتها ، حققوا المرجو منهم ، في مدة زمنية لن تتعدى الستة ساعات ، هي عمر المواجهة بينهم والعالم الصليبي المُصاب بهزيمةٍ أرَّخها فرار المتبقين من جنوده المهزومين ، بمداد متجدِّدٍ سواده عبر القرون ، لتوضيح موقع القصر الكبير لوضعه في ألبابهم السد المنيع القاهر سيول غدر الطامعين في امتلاك أرض المغرب ، الحاقدين أنذاك على الإسلام والمسلمين .

... اليوم سيطر الفتور على الناحية قصد تعويض نسيان ما يدعو محورها القصر الكبير للافتخار ، بدفع الأخيرة لاستخراج أسلوب مُبتكر قد تعتمده القوى الحية للمدينة لاستعادة ما يخصها من ملحمة خلدها القدر ملتصقة باسمها ، وما الانجاز العظيم سوى التحام بين السبب والمُسبِّب عن رؤية وتخطيط وما بينهما من ارادة نابعة من مكان الحدث وبمباركة زمانه ، وكما دافعت القصر الكبير في وادي المخازن عن الاسلام والمسلمين مهما كانوا عبر الدنيا ، ستدافع في مرحلة ما عن تاريخ القصريين الحقيقي ، أينما حل بهم مصيرهم عبر القارات الخمس ، التاريخ المُحتِّم على قارئه الاعتراف أن المَدَّ بامتداد الإهمال والإقصاء له حَد ، وقؤيباً ستبدأ المحاسبة التلقائية ، ومصدرها نفاذ صبر العقلاء وانتهاء العمر الافتراضي لعدم الاكتراث .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

[email protected]

212770222634


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)