صنعاء نيوز/بقلم بدر جاسم -
الحياة في منازلة مستمرة بين الحق والباطل، سواء في القضايا الكبرى والرئيسية أم الصغيرة والفرعية، لكن بكل الأحوال هي منازلة، ويقيناً ترجح كفة الميزان لطرف ما بحسب عدد نقاطه، وما نلاحظه هو الجهل في قيمة الكلمة، واستصغار تأثير الامكانيات، وهذان هما أكبر المشاكل التي نواجهها في وقتنا الحالي.
إن الفرد عليه تكليف اجتماعي مع تكليفه الفردي، وهذا يجعل الجميع مسؤولين عن مواقفهم تجاه القضايا العامة، وفي هذه المسألة فإن الكثيرين نجدهم متقاعسين ومتّكلين على بعضهم البعض، وهنا طرف مهم من أطراف المشكلة.
هناك تجزئة للقيم الإسلامية، مما تجعل المرء أعرجاً فكرياً وعملياً، وهذا ما يعاني منه الكثير للأسف الشديد، في عاشوراء يكون حسينياً، وفي غيرها يترك الحسين (عليه السلام) وقيمه النبيلة، ويتراجع ويتخلّف عن سواتر المنازلة، وربما يقذف جبهة الحسين (عليه السلام)!
هذا ما نلامسه في واقعنا للأسف، وخير دليل هو ما حصل في الناصرية من حفل غنائي ماجن، كسر حاجز قيمها الإسلامية، ليفتح الباب للمزيد من ارتكاب المعاصي، وليرسم صورة مشوهة لحقيقة أصالة المحافظة، ورغم أن الأصوات الرافضة لم تكن قليلة إلا انها لم تكن بمستوى الردع، فكم عندنا من المواكب الحسينية ومن المراكز الثقافية؛ لو أن من كل واحد منها مئة تصدّوا إعلامياً، لأحدثوا تأثيرا، لكن للأسف لم يكن هناك من يتحمل المسؤولية الاجتماعية.
المشكلة تتوزع بين مسؤول فاسق، وبين جهة داعمة للمنكر، وبين من يتكاسل عن أن ينزل حتى منشوراً في مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأطراف الثلاثة هي من شكّلت حفلاً غنائياً ماجنا، لتشويه صورة محافظة ذي قار التي خطّ شهداؤها بدمائهم عقيدتها وولاءها لأهل البيت عليهم السلام.
|