صنعاء نيوز/ -
تواصل وسائل إعلام غربية، وعلى رأسها وكالة بلومبرغ الأمريكية، الترويج لروايات مضللة حول أزمة الكابلات البحرية في البحر الأحمر، زاعمة أن "المخاطر الأمنية والتوترات السياسية" هي السبب وراء تعطّل مشاريع كابلات الإنترنت التي تموّلها شركات عالمية كبرى مثل "جوجل" و"ميتا".
ووفق تقرير الوكالة، فإن ما وصفته بـ"الخطر الأمني" دفع الشركات العاملة في هذا القطاع إلى إعادة النظر في مسارات الكابلات البحرية، مما تسبب في تأخير مشاريع تطوير البنية التحتية الرقمية في إفريقيا وآسيا، وأثار التساؤلات بشأن "الاعتماد على هذا الممر المائي الحساس"، في إشارة إلى البحر الأحمر.
إلا أن هذه الادعاءات تتناقض مع الحقائق الفنية المؤكدة من قِبل الشركات المتخصصة في مجال الكابلات البحرية، التي أوضحت أن المشكلة تقنية بحتة، ناتجة عن تقادم الشبكات وضعف الصيانة وخلل في بعض الوصلات، ولا علاقة لها بأي تهديدات أو هجمات أمنية.
ورغم هذا الاعتراف الفني الصريح، لا تزال واشنطن ولندن تكرران نفس المزاعم بصيغ مختلفة، محاولتين تسييس قضية فنية لا أساس لها من التهديد الأمني.
وزعمت بلومبرغ في تقريرها الأخير أن "هجمات الحوثيين" تسببت في تلف كابل أو أكثر تحت البحر الأحمر، وهو ما أدى ـ بحسب قولها ـ إلى تأثر خدمات الإنترنت في الشرق الأوسط وآسيا، مشيرة إلى أن شركة Microsoft تحدثت عن "تأخير مؤقت" في بعض بيانات Azure نتيجة انقطاع بعض الكابلات.
غير أن هذه ليست المرة الأولى التي تروّج فيها دوائر إعلامية واستخباراتية أمريكية لمثل هذه الادعاءات، التي سرعان ما فندتها شركات الكابلات العاملة في المنطقة، مؤكدة أن الأعطال ناتجة عن أسباب فنية بحتة لا علاقة لها بأي نشاط عسكري أو أمني في البحر الأحمر.
وتقرّ الوكالة الأمريكية ذاتها في موضع آخر من تقريرها بأن "الكابلات تحت البحر في منطقة البحر الأحمر تُعدّ نقطة ضعف استراتيجية عالمية"، لكنها تعود لتناقض نفسها بالإشارة إلى أن 17 خطًا رئيسيًا تمر عبر هذا الممر الدولي الحيوي، ما يؤكد أن البحر الأحمر يظل واحدًا من أكثر الممرات البحرية أمانًا واستقرارًا.
وتشير الحقائق الميدانية إلى أن العمليات اليمنية في البحر الأحمر اقتصرت على استهداف السفن "الإسرائيلية" أو المرتبطة بها، في إطار الرد على الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، والتي تمثل جريمة إبادة جماعية تتم بعلم وتواطؤ غربي واضح وشراكة أمريكية بريطانية معلنة.
وبذلك، يتضح أن الحملة الإعلامية الأمريكية ليست سوى محاولة لتشويش الحقائق وتسييس أزمة فنية، بهدف التغطية على مسؤولية التحالف الغربي في توتير الأوضاع بالمنطقة، وربط اليمن زيفًا بأي تهديد للبنية التحتية الرقمية العالمية. |