صنعاء نيوز/ -
السفير عبدالوهاب الحجري يُلغي قنصليات كالفورنيا وميتشجن ويحتكر الصلاحيات في واشنطن
واشنطن – صنعاء نيوز
في خطوةٍ وُصفت بأنها تجاوز خطير وعبث إداري غير مسبوق، أقدم السفير اليمني في واشنطن عبدالوهاب الحجري – صهر الرئيس الراحل علي عبدالله صالح – على إلغاء مهام القنصليات اليمنية في ولايتي كالفورنيا وميتشجن، رغم أن هاتين القنصليتين ظلتا تعملان منذ أكثر من أربعة عقود لخدمة عشرات الآلاف من أبناء الجالية اليمنية في أمريكا.
مصادر من داخل الجالية أكدت لـ"صنعاء نيوز" أن القرار تم دون أي مسوّغ قانوني أو إداري واضح، وأن السفير الحجري أصدر توجيهات بنقل كافة الصلاحيات القنصلية إلى السفارة في واشنطن، وهو ما يعني شلّ عمل القنصليات الفاعلة وحرمان المغتربين من الخدمات القريبة منهم.
ويقول ناشطون يمنيون في الولايات المتحدة إن القرار سيضاعف معاناة المغتربين، إذ سيُجبرهم على السفر لساعات طويلة أو الانتظار لأسابيع لإنجاز أبسط المعاملات مثل تجديد الجواز أو التصديق أو الوكالة، بعد أن كانت تُنجز في القنصليات المحلية خلال يوم واحد.
ويؤكد أبناء الجالية أن الدافع الحقيقي للقرار ليس المصلحة العامة، بل رغبة السفير وفريقه في الاستحواذ على الرسوم المالية البسيطة التي كانت تتحصل عليها القنصليات من معاملات المغتربين، رغم أن تلك القنصليات كانت تعمل بمواردها الذاتية دون أي دعم من السفارة أو من الحكومة.
ووصف ناشط يمني في كاليفورنيا القرار بأنه “ضربة موجعة للجالية اليمنية ومحاولة لتقزيم دورها وابتزازها المالي”، داعيًا أبناء الجالية إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد هذا التعسف ومطالبة الحكومة الشرعية بتوضيح موقفها من هذه الإجراءات التي تضر بالمغتربين وتسيء لسمعة اليمن الدبلوماسية في الخارج.
كما طالب المغتربون فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالتدخل العاجل لمراجعة قرارات السفير الحجري، ومحاسبته على التجاوزات التي تمس مصالح المواطنين اليمنيين في الخارج، مؤكدين أن الكفاءة لا تُقاس بالقرابة أو النفوذ، بل بخدمة المواطن واحترام القانون.
ما يجري في أروقة السفارة اليمنية بواشنطن ليس مجرد قرار إداري، بل انعكاس لفوضى التعيينات والمجاملات السياسية التي حولت العمل الدبلوماسي إلى مساحة نفوذ لا إلى ساحة خدمة.
إلغاء القنصليات النشطة في ولايات كبرى مثل كالفورنيا وميتشجن يُعد استهدافًا مباشرًا للجالية اليمنية التي تمثل واجهة اليمن المشرفة في المهجر.
لقد آن الأوان لأن تُراجع القيادة الشرعية هذه الاختلالات، وأن تُعيد للدبلوماسية اليمنية معناها الحقيقي: خدمة المواطن أولاً، لا خدمة المصالح الشخصية.
|