shopify site analytics
الدكتور الروحاني يكتب: وزير التدعيم.. من يزرع فينا الامل..؟! - مبعوث واشنطن إلى العراق بين الطموح الأمريكي والتحديات العراقية. - القواعد الأمريكية في العراق: بين احتواء إيران وتأمين التفوق الإسرائيلي - المودع يكتب: يموتون فطيس - حرب المستوطنين وتهديد الاستقرار في المنطقة - راحة بلا مسؤولية حياة بلا معنى - وادي المخازن وخلل الموازين / الجزء 16 - تحذير هام: رماد بركاني يغطي سماء حيس والمناطق الساحلية اليمنية - السفير الحجري يُشعل غضب الجالية اليمنية في أمريكا - مركز الرصد بذمار لا وجود مخاطر على المناطق اليمنية من بركان ارتال في عفار -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في زمن صار فيه الجميع يبحث عن الراحة، أصبح السؤال الحقيقي هو أيُّ راحة نريد؟ وأي ثمن نحن مستعدون لدفعه من أجلها؟

الإثنين, 24-نوفمبر-2025
صنعاء نيوز/عمر دغوغي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected] https://web.facebook.com/dghoughiomar1

في زمن صار فيه الجميع يبحث عن الراحة، أصبح السؤال الحقيقي هو أيُّ راحة نريد؟ وأي ثمن نحن مستعدون لدفعه من أجلها؟
فالراحة التي تأتي بلا مسؤولية، بلا جهد، بلا التزام، قد تبدو في ظاهرها حياة هادئة… لكنها في العمق ليست إلا سكونًا يشبه الموت البطيء
الراحة التي لا تسبقها مسؤولية ليست راحة؛ بل هروبٌ من مواجهة الذات، وتجميد لطاقة الإنسان التي خُلق أصلاً ليُعمِّر بها الأرض

المسؤولية هي التي تُعطي للراحة قيمتها
حين يتحمل الإنسان مسؤولياته—تجاه نفسه، أسرته، عمله، مجتمعه—تصبح الراحة لحظة استحقاق، ولذة، وغاية ذات معنى
لأن الراحة بعد العمل ليست مثل الراحة التي تأتي من الفراغ؛
الأولى تصنع إنسانًا حقيقيًا، والثانية تُنتج شخصية هشة، تخاف من كل خطوة، وتنهار أمام أول تحدي

فالراحة بدون تعب تشبه المال بلا جهد:
تُصرف بسرعة، ولا يتبقى منها شيء
لأن لا قيمة لها في الأصل

الإنسان الذي يهرب من المسؤولية يهرب من نفسه
من يتهرب من المسؤولية يعيش دائمًا في صراع داخلي، حتى إن بدا من الخارج مرتاحًا
الذهن يحسّ بالفراغ، والقلب يشعر بالضياع، والروح تبحث عن شيء تشتغل عليه لأن العمل حاجة روحية بقدر ما هو حاجة مادية

المسؤولية تمنح الإنسان شعورًا بالإنجاز، بالتطور، بالنضج، بالمعنى
ولهذا، الراحة التي تُبنى على هروب ليست راحة، بل وهمٌ طويل

المعنى يولد عندما نفعل، وليس عندما نهرب
الحياة تصبح ذات قيمة عندما نشارك فيها، عندما نبذل، عندما نصنع شيئًا أكبر منا
ولا معنى لحياة كلها نوم، تأجيل، تسويف، واتكال
فالأمم لم تنهض بالراحة، بل انهارت حين فضّلت الراحة على المسؤولية

وكل إنسان يريد حياة مليئة بالمعنى عليه أن يسأل نفسه:
ما الذي أقدّمه؟ ما دوري؟ ما التزامي؟ ما الأثر الذي سأتركه؟

هذه الأسئلة وحدها كفيلة بأن تجعل الراحة في آخر القائمة، بعد الإنجاز والنضج والتحمّل

حين تتحمل مسؤوليتك ترتاح بعمق
الراحة الحقيقية هي أن تنام وأنت مرتاح الضمير،
أن تنظر في المرآة دون أن تخجل من نفسك،
أن تعرف أنّك لم تهرب من دورك في الحياة،
وأنك قمت بما ينبغي، مهما كان بسيطًا

هذه الراحة لا تشتريها بالمال، ولا تحصل عليها من النوم الطويل، ولا من الهروب من الواقع
إنها راحة يمنحها الالتزام والتقدم والتحمّل

راحة بلا مسؤولية حياة بلا هدف، بلا أثر، بلا قيمة
أما الراحة التي تأتي بعد تحمل المسؤولية فهي حياة مليئة بالمعنى، بالقوة، وبالرضا الداخلي
فالإنسان لا يُعرف بما يحصل عليه دون جهد بل بما يتحمل، وبما يصنع، وبما يقدّم
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)