صنعاء نيوز/ د. عبدالوهاب الروحاني -
استغرب هذا الغضب والانزعاج عند البعض مما فعله ويفعله المجلس الانتقالي (الجنوبي) ورئيسه عيدروس الزبيدي في المحافظات الجنوبية، وفي حضرموت بالذات؟!
اقول لكم بصراحة وبدون توتر أو انفعال ان ما فعلته قوات الانتقالي في حضرموت هو حق مشروع في العمل السياسي لسببين وجيهين في رأيي:
الاول: لان ملامح الدولة الوطنية قد تلاشت في ظل رئاسة العليمي ومجلس الثمانية، وان الفوضى هي من يحكم اليمن اليوم طولا وعرضا.
الثاني: المجلس الانتقالي يمتلك مشروعا، اسمه "استعادة دولة الجنوب" والعودة لما قبل 1990، بمعنى انه يدافع عن مشروعه ويسير في طريق تحقيقه.. اتفقنا معه او اختلفنا، لكنه مشروعه.
ثم ليس جديدا ان يأتي احدً ويقول لي ان مشروع الانفصال هو مشروع خارجي تموله اجندة اماراتية، فذلك معروف وليس سرا، وبالمقابل كلهم يخدمون اجندات ومشاريع خارجية، ولا يوجد بينهم من يحمل مشروعا وطنيا جامعا يدافع عنه، والدليل هو:
• ان الدولة انهارت بمجيئهم
• والشعب تشرد وجاع في ظلهم
• والوطن تقسم، واستبيحت سيادته واهدرت كرامته في ظل سياساتهم..
ومن هنا لا غرابة ان تشق المشاريع الصغيرة طريقها، وتحقق بعض النجاحات هنا او هناك؛ ولعل ما نشاهده من تكرار لسيناريوهات سقوط عدن، وسقطرة واعادة التموضع من الساحل الغربي وشبوة، ثم ابين واليوم حضرموت، هو في الواقع استمرار لسياسة مرسومة ل"الشرعية" المنفلته، وقادتها الذين ليسوا اكثر من دمى تحركها مصالح شخصية واجندات خارحية، وكلهم له كفيل يتفانى في طاعته وخدمته.
ادوات بيع وفساد:
من تابع منكم العرض العسكري المهيب لجيش "الجنوب العربي" في عدن بحضور رسمي كبير لابرز قيادات "الشرعية"، وعلى بعد امتار من غرفة نوم العليمي في معاشيق سيتبين له بوضوح ما الذي يجري.. انهم مجرد ادوات بيع رخيصة وتافهة، ولا يهمها توحدت البلاد أم انفصلت، حافظت على سيادتها ام فرطت بها.
شرعية مرتجفة، منفلتة، مرتبكة، لا تدري اي علم ترفع للحفاظ على مصالحها الخاصة، علم الجمهورية اليمنية ام علم جمهورية "الجنوب العربي".. علم امارات "زايد الخير" أم علم "سلمان العزم والحزم" ..!!
شرعية اقصى اهتمامات قادتها هي انتظار المنح السعودية والاماراتية ليهرعوا جوعى كالنسور ينهشون في جثث الموتى، يتقاسمون المحصول من الداخل والخارج، ويعيدون تهريب الاموال ويودعونها في ارصدة وحسابات خاصة في بنوك خارجية، وهي عادة درجوا عليها منذ زمن هادي.
حالة مؤسفة تعيشها شرعية العليمي ومؤسساته المهترئة بمجلس نواب متخم ومترهل ونائم اكل الدهر منه وشرب، وشورى لا يعلم من أمر "الشرعية" والشورى الا اسمهما..
واذن، لا تنتظروا من قادة كهولاء الا مزيدا من التفريط، فالوطن والمواطن لم يكن يوما في سلم اهتماماتهم ..
فهذا هو الحال يا رفاق، وما جرى في حضرموت سيجري حتما في المهرة، وسيتواصل المسلسل لنشهد الأسوأ طالما القرار ليس يمنيا.
ولله في خلقة شؤون ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني |