shopify site analytics
مجلس السلام خطر على الدوام /2من2 - الاحتلال والتوسع الاستيطاني في الضفة - المقاومة الإيرانية تحتفي باليوم العالمي لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي وتدعو لمحا - تعد الفنانة التشكيلية والأستاذة مريم سراجي واحدة من الأسماء النسائية البارزة - ‏مدن تغرق ووعود تطفو - حكومة مفتاح والوزير الصعدي مطالبة برفع الظلم عن مرتبات موجهي التربية!! - صندوق تنمية المهارات يختتم برنامج "إدارة وحسابات الأصول" - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الجمعة الموافق  12 ديسمبر 2025         - عبدالحليم قنديل: لا اليمن عاد يمنا ولا السودان - ذمار .. لقاء موسع مع التجار المستوردين لمناقشة الأوضاع التموينية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - ظاهرة التدهور الوجودى لأقطار عربية متصلة من سنوات وعقود ، والمآسى متوالية من الصومال وليبيا وسوريا واليمن والسودان

السبت, 13-ديسمبر-2025
صنعاء نيوز/عبدالحليم قنديل -



ظاهرة التدهور الوجودى لأقطار عربية متصلة من سنوات وعقود ، والمآسى متوالية من الصومال وليبيا وسوريا واليمن والسودان ، وما حدث ويحدث فى اليمن والسودان هو الأخطر اليوم ، حيث تتدافع مخاطر تلاشى حضور البلدين كوحدات سياسية معروفة لأجيال سبقت ولحقت ، وعلى النحو الذى تمضى إليه الحوادث فى السودان ، وسيطرة ميليشيات "الدعم السريع" المتفشية فى إقليمى "دارفور" و"كردفان" غرب السودان ، وربما تتوسع وسطا وشرقا ، وبدعم هائل من أطراف عربية معروفة منتفخة ماليا ، مع علاقات منظورة مريبة مع كيان الاحتلال "الإسرائيلى" ، وهى ذاتها الأطراف التى تسعى لخراب نهائى فى اليمن ، على طريقة اجتياح قوات "المجلس الانتقالى" المباغت لمحافظتى "حضرموت" و"المهرة" شرق وجنوب اليمن ، وبمساحة تزيد على ثلث إجمالى جغرافيا اليمن ، وحيث تتركز أغلب موارد اليمن وحقوله البترولية ، تماما كمدينة "هجليج" ـ وقبلها "بابنوسة" ـ عاصمة حقول البترول السودانى ، وقد اجتاحها "الدعم السريع" أخيرا ، وتوقف النشاط البترولى "الصينى" فيها تماما ، بل أعلنت "شركة البترول الصينية" عن انهاء عملها والخروج من السودان كله ، وهو ما يهدد بنزح ما تبقى من رمق الحياة النظامية فى البلد العربى الأفريقى المنكوب ، وليس فقط تقسيمه إلى غرب وشرق بعد قسمة الشمال والجنوب ، مع مآزق متزايدة لدور الجيش المعبر نظاميا عن وحدة السودان ، بعد خسارة تماسك وحضور "الفرقة السادسة" فى "الفاشر" شمال "دارفور" ، ثم "الفرقة 22" فى "بابنوسة" ، و"الفرقة 90" فى "هجليج" ، التى هربت بكامل أسلحتها إلى دولة جنوب السودان ، مع تكرار وعود العودة القريبة لميدان الحرب .
وفى رحلة تلاشى اليمن الذى كنا نعرفه ، تبدو القصة صريحة فاقعة الأمارات ، فما يسمى "المجلس الانتقالى الجنوبى" ، لا يعتبر نفسه طرفا يمنيا من الأساس ، ولا يعترف بيمنية الجنوب وعاصمته "عدن" ، ويعلن بعد الاجتياحات الأخيرة فى "حضرموت" و"المهرة" ، أنه ينوى قريبا إعلان ما يسميه "دولة الجنوب العربى" بعلم منفصل عن العلم اليمنى ، فلسنا ـ إذن ـ بصدد إعادة تقسيم اليمن ، بل يتجاوز اليمن ذاته إلى عنوان آخر ، لا يعيدنا فقط إلى وجود "يمنين" شمالى وجنوبى كما كان الأمر عليه بعد 1990 ، بل إلى محو كامل لاسم اليمن على الشواطئ الجنوبية فى بحر "عدن" وجزيرة "سوقطرى" ، وعلى الشواطئ الغربية جنوب "الحديدة" بموازاة باب المندب والبحر الأحمر ، وفى السودان ومحنته ، تمضى القصة إلى محو تاريخى لدولة السودان أيضا ، وتحت شعار إزالة سودان 1956 ، وعلى النحو الذى تشير إليه وثيقة وحكومة "تحالف تأسيس" التى يترأسها "محمد حمدان دقلو" (حميدتى) ونائبه "عبد العزيز الحلو" قائد الحركة الشعبية جناح الشمال ، وقد لعب الأخير الدور الأبرز فى التنظير لإزالة دولة 1956 تاريخ استقلال السودان ، وكان "الحلو" عنصرا قياديا فى الحركة الشعبية منذ زمن قيادة المؤسس "جون جارانج" ، وكان "جارانج" المقتول فى ظروف غامضة يرفع شعار "تحرير السودان " الموحد ، ثم انقلبت الحوادث المتدافعة إلى التقسيم والانفصال الجنوبى ، وبدعم ظاهر من كيان الاحتلال "الإسرائيلى" ، ومن دون أن يؤدى الانفصال إلى مصلحة حقيقية لسكان الجنوب السودانى ، بل إلى حروب أهلية وصراعات قبلية لا تنتهى ، ودونما تجاوز للمظالم ولا إنصاف للمهمشين فى أطراف السودان ، وعلى النحو الذى يدعيه "حميدتى" و"الحلو" اليوم ، وتحتفى به قوى وأحزاب وجماعات "مدنية" ممولة من ذات الأطراف الإقليمية والدولية المعادية ، التى تذهب بالسودان إلى هاوية الاندثار والتشظى اللانهائى ، إن لم ينجح السودان النظامى فى استعادة وحدة البلد أو ما تبقى منه ، وإن لم تتوقف الاستعانة الضارة بجماعات دينية متطرفة ، تتنكر لحقائق التنوع السودانى وتقفز عليه ، وسبق لها أن لعبت الدور المدمر نفسه فى تسهيل انفصال جنوب السودان .
ولا يصح لأحد تجاهلا أو تعاميا ، أن يتنكر أو أن يغفل دور القوى السودانية الداخلية سلبا فيما جرى ويجرى ، وفى السودان أطياف وطنية مشهود لها بالامتياز ، يضيع أثرها الجمعى فى زحمة الارتهان لمراكز التمويل والدعم الإقليمى والدولى ، وتتفق فى كل مرة على وصفة خلاص سودانى ، تعيد توزيع موارد السلطة والثروة ، وتؤكد على فتح طريق تطور ديمقراطى وطنى ، لكنها تنتكس بانتظام وتنقلب على أعقابها ، وتحبط آمال الجمهور السودانى ، وتلتحق بظلال سلاح المتحاربين ، وتفقد بوصلة البحث عن سلام سودانى قابل لدوام ، وتدخل فى خصومات لا تنتهى ، وتفسح المجال لانحيازات خطرة فى ميادين الاحتراب الدامى ، تنمو فيها عناصر وجماعات تطرف ، لا تتسق مع أعراف التسامح السودانى ، فالتطرف ينجب التطرف ، والفجوات بين الشعارات والوقائع تزيد فى اطراد ، وبعض الجماعات التى تدعى مساندة الجيش السودانى ، تخون ـ حتى دون قصد ـ مكانة وقومية الجيش وانتظامه العسكرى الاحترافى ، وتحول الساحات إلى فوضى فظائع تعود بمثلها

وأسوأ ، وتدخل البلد فى فوضى دوائر مفرغة ، تجهض أحلام التوحيد على أسس نظامية منصفة ، وتحول السودان إلى جغرافيا مذابح لا تنتهى ، وكما يحدث فى السودان يحدث مثله فى اليمن ، فالقوى الوطنية اليمنية موزعة بين المتحاربين ، وارتهانات الخارج القريب والبعيد ترمى ظلالها على جغرافيا اليمن ، فالحوثيون المدعومون ماليا وعسكريا من إيران ، يسيطرون على أغلب محافظات الشمال ، ولا تكاد تفلت من قبضتهم جزئيا سوى "تعز" و"مأرب" الغنية بموارد الطاقة ، بينما يسيطر "المجلس الانتقالى الجنوبى" على مساحات أوسع ، ويتجه لإنكار الهوية اليمنية بالجملة ، والقفز إلى كيان لا يذكر فى عنوانه لا اسم ولا صفة اليمن ، أما الحكومة المشار إليها بالشرعية المعترف بها دوليا ، فقد تذهب مع الريح عمليا ، و"عدن" التى تستضيفها مجرد عاصمة مؤقتة ، قد يصحو "المجلس الرئاسى" على ضياعها ذات صباح قريب ، وفى خرائط السباق على الأرض والمعنى ، تبدو القصة أكثر تعقيدا وخطرا ، فحكومة الانفصال ذاهبة بطبائع التمويل إلى تطبيع "إبراهيمى" مع كيان الاحتلال ، بينما حكومة الحوثيين فى الموقف المعاكس تماما ، ودورها بارز فى تحدى الهمجية الأمريكية الصهيونية .
ولا يبدو المشهد العربى العام اليوم مفيدا لليمن ولا السودان ، فثمة تحلل "رمى" للنظام الإقليمى العربى ، وغياب مقيم لجامعة الدول العربية وهيئاتها ، وإلى حد التحول إلى قبر من رخام ، وبلا فاعلية تذكر لدور عربى جامع فى نصرة وجود اليمن أو السودان ، اللهم إلا فى سياق تعبيرات باتت "فولكلورية" عن احترام وحدة التراب اليمنى والسودانى ، مع تفاقم مظاهر الصراع المكتوم بين أقطار عربية معنية ، لا تردع أدوارا لأطراف مريبة بعينها فى إهلاك السودان واليمن ، ولا تتقدم أبدا إلى نجدة صنعاء أو الخرطوم ، وتكتفى بأحاديث باهتة عن التضامن والدعم غير المحسوس ، فلم يعد من ذكر لمعاهدات الدفاع المشترك وغيرها من تعاقدات كانت عربية جامعة ، ولا معانى اكتراث جدى لمؤسسات الدول الوطنية ولو كانت قطرية ، فيما تتدخل الأطراف المريبة على نحو بالغ الفظاظة ، ولا تخفى رغباتها فى تجاوز النطاق العربى كله ، ومد اليد إلى تعاون ميدانى مع "إسرائيل" فى تمزيق استقرار السودان واليمن وغيرهما ، ودونما وازع من ضمير أو دين أو رابطة قومية عربية ، بينما تضيع أطراف عربية وازنة فى البحث عن وساطات دولية ، لا تهتم بمصير السودان ولا بمصير اليمن ، فيما يحاول بعض العرب الحيلولة دون الانهيار الكامل للبلدين ، ويقدم عونا ميدانيا خجولا ، قد لا يتكافأ مع التحديات التى تعصف باليمن أو بالسودان ، بقدر ما يضيف إلى أحوال العجز العربى عموما .
ومن وراء الأبواب المغلقة ، ينتظر البعض نجدة العطف الأمريكى ، الذى وزع الأدوار بحسب استراتيجية "دونالد ترامب" الجديدة ، وحصر أهمها فى دور "إسرائيل" وأولوية مصالحها ، وفى أدوار مرسومة لشركاء عرب أغنياء ، يطلق لهم العنان فى مهام مرعية أمريكيا و"إسرائيليا" ، تأتى على رأسها خطط التقسيم والإفناء طبقا لحدود دم يجرى رسمها ، وإعادة تشكيل خرائط الشرق الأوسط والعرب فى قلبه ، ودونما نفقات أو مخاطر دم على أمريكا وعلى "إسرائيل" ، واستخدام أموال عربية فى إهدار الدماء العربية وتمزيق الأقطار العربية ، وهو ما يحدث بدرجات فى عواصم عربية متعددة للأسف ، تبلغ ذروتها التفكيكية اليوم فى اليمن والسودان بالذات ، وفى بلدان أخرى يأتى دورها لاحقا ، وما من صيحات إنقاذ عربية جادة رسميا ، فالكل مشغول برأسه وبدوام حكمه فى بلده ، وما من أحد يذكر شيئا عن "تضامن عربى" فات زمنه ، ولا عن حقوق وقواعد عمل عربى جرى تدميره إلا من قليل ، لا يكاد يفى بالحاجة أو يرأب صدوعا ، ولا يكاد يتذكر حتى قراءة الفاتحة فى جنازات دول كانت ملء السمع والبصر .
[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)