صنعاءنيوز: -
سكان شارع 20 هائل 16 يخلون منازلهم خوفاً من انفجار وشيك
أخلى عدد من السكان القاطنين في شوارع هائل و16 وشارعي الزراعة والدائري في بيوت مطلة على شارع 20 بالعاصمة صنعاء، أخلوا منازلهم وانتقلوا إلى مناطق أخرى، تحسّباً لاندلاع معارك عنيفة في الساعات والأيام القادمة بعد أن ازدادت كثافة انتشار القوات الحكومية والمؤيدين للثورة في الحارات والشوارع والأزقة وإقامة المتاريس بشكل غير مسبوق.
وأفاد عدد من سكّان المنطقة المطلة والقريبة من شارعي الزراعة و20 بأنهم يخشون انفجار وشيك للأوضاع العسكرية والأمنية، وتكرار ما حدث ليلة الجمعة- السبت قبل الماضية من محاصرتهم لأكثر من 12 ساعة وسط إطلاق نار كثيف باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة أمام منازلهم، ولم يتمكّنوا من الخروج لقضاء احتياجاتهم إلا بعد أن رفعوا الرايات البيضاء للقنّاصة من الجانبين كي يسمحوا لهم بالخروج.
وقال السكان إن أحداث الأيام الماضية ألحقت أضراراً بالغة بمنازلهم حيث أصيبت المنازل والمحلات التجارية المطلة على شارع هائل و20 والشوارع الفرعية المؤدية إلى شارع الزراعة من ناحية الدائري، بقذائف وأعيرة نارية أدّت إلى إحداث فجوات في جدران المنازل وتحطيم القمريات وتكسير زجاج النوافذ، ما أدّى إلى إحداث حالة من الرعب والخوف والارتباك بين النساء والأطفال.
وأوضح أحد سكان تلك المنطقة لـ "نيوز يمن" إنه اضّطر إلى اصطحاب زوجته وأطفاله إلى منزل آخر استأجره في منطقة باب اليمن، حفاظاً على أمن وسلامة أسرته.
وأشار ساكن آخر إلى أنه أجبر تحت وابل من النيران إلى الخروج مع زوجته وأولاده الصغار إلى منزل أحد أقربائه يسكن في حي بعيد عن الحي الذي أصبح شبه خالياً من قاطنيه.
فيما ذكر ساكن ثالث إنه انتقل من مسكنه الذي يقيم فيه منذ ولادته، بعد أن وجد أن كلا الطرفين المتقاتلين لا يلقون بالاً ولا اهتماماً ولا هم يحرصون على أمن وسلامة المدنيين ويتقاتلون فيما بينهم بكل أنواع الأسلحة في شوارع وأحياء مكتظة بالسكان، كما أنهم لا يحترمون حتى "قوانين الحرب" والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحمي المدنيين في أوقات النزاعات المسلّحة.
وناشد السكان الأطراف السياسية بإنهاء المظاهر المسلّحة وسحب المسلّحين وإزالة المتاريس من أمام منازلهم، والتي حوّلت الحي إلى ثكنة عسكرية توشك على الانفجار بما فيها من أسلحة وقذائف في وجه السكان الذين ليسوا طرفاً أصلاً فيما يحدث حولهم من نزاع مسلّح.
واستغرب السكان أن يتم فقط تنفيذ وقف إطلاق النار رغم الخروقات المتكرّرة له في شوارع 20 و16 وهائل، ولا يتم تنفيذ الشق الأهم من توجيهات الرئيس علي عبد الله صالح من سحب المسلّحين والآليات العسكرية الثقيلة، والتي لو نفّذت لعم السلام والأمن والهدوء تلك المنطقة.
ويسود القلق سكان حي الزراعة من اتّساع دائرة المواجهات، حيث تحوّل شارع 20 وهائل لنموذج مصغّر مما حدث في الحصبة خلال شهري مايو ويونيو الماضيين، كما يعبّر السكان عن خشيتهم من أن تصبح كل الشوارع والأزقة بالمنطقة مسرحاً لعمليات عسكرية باستخدام المدرّعات والعربات المصفّحة وصواريخ لو وآر بي جي وقذائف الهاون والأسلحة الرشّاشة، في ظل انسداد الأفق السياسي لحل الأزمة اليمنية، وعدم التوصّل إلى اتفاق لتنفيذ المبادرة الخليجية، واقتناع بعض الأطراف السياسية بأنه لا حل للمأزق اليمني إلا بالحسم العسكري الذي ستكون عاقبته وخيمة على الجميع وخاصةً السكان الآمنين في صنعاء. |