صنعاء نيوز -
تحضر قوى المعارضة في اليمن بقيادة الاخوان المسلمين لتصعيد عنيف عبر الزج بشباب الاعتصامات في مذبحة جديدة لاستثمار دمائهم كرصيد بنكي كما كشفته الايام يتاجر به في المحافل الدولية بمساعي الاطاحة بالنظام وسط جدلية "القاتل المجهول" من المرتزقة ومعدومي الاخلاق والضمير الانساني ، المستفيد الابرز من هكذا توجه.
وبالتزامن مع احالة الملف اليمني لمجلس الامن ،اعلنت ما يسمى اللجنة التنظيمية للثورة والتابعة عمليا لأحزاب تكتل المشترك المعارضة في بيان أمس الاربعاء دعوة شباب الاعتصامات في ساحة التغيير بصنعاء من جديد للخروج بمسيرة تتجاوز كل الحواجز الامنية بين القوات الحكومية والمنشقة المنظمة للمعارضة ، في تكرار مشابه لسيناريوا 18 سبتمبر التصعيدي والذي سقط فيه عدد من المتظاهرين والحق دمار واذى بآلاف السكان في احياء بالعاصمة لاتزال قائمة ومستمرة حتى اللحظة.
واحداث 18 سبتمبر الماضي شهدت تمدد الى عدد من الاحياء والشوارع الرئيسية بعد أن تم الاتخاذ من الشباب في تظاهرة مشابهة لكسر الحواجز ، دروعا بشرية لتحقيق انتصارات عسكرية من قوات الفرقة المنشقة ومليشيا الاخوان بقيادة اللواء علي محسن ،ما تسبب في اشتباكات طاحنة اعادة تفاهمات حل الازمة بين الاطراف اليمنية في السلطة والمعارضة برعاية اقليمية ودولية الى نقطة الصفر ، وافشلت اشواطا من التقارب، وشردت وحتى الحظة الاف السكان من منازلهم في احياء الدائري الجامعة وهائل والقاع ، والزبيري وكنتاكي والزراعة ، فضلا عن مصير غير معلوم لدراسة ابنائهم واطفالهم ، ناهيك عن رعب ودمار لمساكن وقتل لأبرياء واعتقالات واختطافات بشبهة الانتماء والمناصرة والفرز والانتقام من قبل الالة الامنية المتطرفة القادمة من ساحة التغيير والحرية بمسمى "شبيحة الاخوان" والتي لا تقل في قمعيتها عن الاجهزة التابعة للنظام.
اللجنة التنظيمية قالت في بيانها الجديد «نعلن للرأي العام المحلي والدولي أننا سنخرج خلال الأيام القادمة في مسيرة سلمية متجاوزة كل الحواجز الامنية وتنطلق إلى شارع الزبيري ثم تتجه إلى جولة عصر والعودة إلى ساحة الاعتصام، وأننا بإعلاننا عن خط المسيرة قصدنا تعريف العالم بأن مسيرتنا سلمية ونحمل نظام علي صالح اي اعتداء عليها»، داعياً وسائل الإعلام لتغطية هذه المسيرة.
وكان الناطق الرسمي باسم احزاب تكتل المشترك القيادي بحزب الاصلاح محمد قحطان قد المح الى التحضير لمجزرة جديدة ضحيتها الشباب ما يفجر اقتتال واحتراب اهليا واسع النطاق ، اذ كشف قبل يومين عن تصعيد مرتقب سيقوم به شباب الثورة خلال الفترة المقبلة سيوجد مسافة واضحة بينهم وبين ما يدعي النظام وحتى بينهم وأنصارهم.
وفسر ذلك في حوار مع صحيفة الشروق الاماراتية بالقول"أن الشباب سيتقدمون إلى الأمام بصدور عارية وسيتخلون عن القدر المحدود من الحماية التي كانت ترافقهم في مسيراتهم من القوات المناصرة حتى يدرك العالم حقيقة هذا النظام الدموي".
وحول ما تقوم به المليشيا المسلحة التابعة للمعارضة من اعمال عسكرية وتصعيد للعنف قال مبررا ، "ان ما تقوم به الأطراف القبلية والعسكرية التي أعلنت تأييدها ومساندتها لثورة الشباب هي أعمال جزئية محدودة تستهدف وفق وجهة نظرنا دعم وتعزيز ثورة الشباب السلمية وليست بديلة عنها".
واعتبر المسار المسلح– وفق مفهومه الشخصي – هو إيصال رسالة إلى صالح من قبل أنصار الثورة سواء القبليين أو الجيش بألا يراهن على عامل القوة في مواجهة ثورة الشباب. وهي رسالة حرصت هذه القوى أن تكون وفق هذا الحدود فقط-حد قوله.
الى ذلك قال ناشطون وسكان إن القوات المنشقة والحكومية عززتا وجودها في نقاط التماس الفاصل بينهما شارعي الزراعة لجهة الغرب ، والزبيري لجهة الجنوب ، وامتداد عصر لجهة الغرب ، بعد ايام قليلة من قيام اللجنة العسكرية التي يرأسها نائب الرئيس والمكلفة بالإشراف على رفع المظاهر المسلحة من إزالة الاستحداث العسكري ومتارس تصعيد 18 سبتمبر المفجر لاقتتال شوارع.
واعربت اوساط سياسية ومراقبون عن مخاوفهم من اصرار قوى التطرف القبلية والعسكرية الرافضة لمسار الحل السلمي للازمة على المضي بنهج اشعال الحرب الاهلية بتفجير الاوضاع الامنية والعسكرية على نطاق واسع .
ويدرك حزب الإصلاح "الإخوان" بقواه التقليدية العسكرية والقبلية بقيادة "الأحمرين-الشيخ واللواء" الوجه الأقبح للنظام من خلال مليشيات الرعب والفوضى ، بان أي نجاح يتبلور في حل للازمة اليمنية سواء بتسوية مبنية على التوافق مجنبة انهيار الدولة ، أو عبر مسار انتفاضة وثورة الشباب وبكل تكوينات المعارضين والمستقلين والخارجين من رحم النظام ، يقودان لنتيجة واحده تتمثل في مسار سلمي لانتقال السلطة مع احتواء التمرد وانشقاق الجيش لصالح الدولة وانجاز التحول والتغيير الذي لن يكون لصالح مراكز القوى التي تدير صراعات العنف من مركز قيادة واحد .
وما يتأكد هو أن حزب الإصلاح -الطرف البارز في معادلة الصراع بتياراته التقليدية القبلية والعسكرية المتطرفة لن يقبل بغير حضور يجعل من تلك الأذرع ورموزها راعية للنظام الجديد وإعادة منظومة من الاستبداد المضاعف باسم الديمقراطية ، وليس غير الصدام والعنف والفوضى وتفجير الصراع العسكري الواسع بقادر على أن يجعل من رموز تلك القوى جزاء من أي تسوية قادمة في حين أن بقائها عائق أمام أي تحول. |