صنعاء نيوز أحرار سوريا في جمعة: تسقط - بقلم الدكتور: أحمد بن فارس السلوم
أحرار سوريا في جمعة: تسقط الجامعة العربية..
منذ اندلاع الثورة السورية الكبرى والجامعة العربية تتعامى عما يحدث في أرض الشام المباركة، حتى جاء نبيل العربي ليتولى أمانتها على حين غفلة من أهلها وانشغال من بني العرب بأجواء الثورات العابرة للبلدان.
لم يراعي أحد ممن رشح نبيل العربي أو وافق عليه المعايير المناسبة في اختيار الشخصية المناسبة لهذا المكان، على الأقل هؤلاء كلهم لم يأخذوا بقول المرأة حين قالت ناصحة لأبيها: (إن خير من استأجرت القوي الأمين)!!
في أول زيارة خارجية له زار الأمين العام للجامعة دمشق وصافح بيده يد السفاح بشار الأسد، لم يشعر وقتها أن يده تلطخت كذلك بدماء السوريين ..
من ذلك اليوم نفضت يدي من الأمين العام وعلمت أنه كسابقه أحد أدوات التنفيذ لمشاريع الاستبداد العربية.
لكن الذي حصل البارحة لم يكن متوقعا، الاجتماع الذي انعقد بدعوة من دول الخليج كان سقف التوقعات منه مرتفعا قليلا، فقد شهدنا توترا بين دول الخليج وسوريا، وبين دول الخليج وإيران، الداعم الرئيس للنظام الشبيحي في المنطقة.
وتسربت أخبار عن مشروع قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة، ولكن الذي حصل هو منح النظام مزيدا من الوقت كي يقتل أبناء شعبي .
لم يعلم المؤتمرون تحت قبة الجامعة العربية أن منحهم خمسة عشر يوما للنظام يعني إعطاءه الضوء الأخضر لقتل أكثر من (300 )سوري، فمعدل القتل في سوريا (20 ) شهيدا على الأقل يوميا ، أي أن خمسة عشر يوما تعني استشهاد (300 ) بريئ على الأقل!!
ألهذه الدرجة هانت دماؤنا على هؤلاء المؤتمرين ..
ويظهر كذلك أن بعض دول الخليج لاتريد لهذا النظام أن يسقط، فهي تتحسس رأسها من سقوطه، فالشبيح السوري ممثل بشار الأسد في الجامعة تكلم أمس في مجلس الجامعة ولم يستشهد ضمن كلمته إلا بكلام لوزير خارجية عمان، هذا الاستشهاد لم يأت من فراغ.
اللجنة التي شكلت برئاسة قطر عامة أعضائها تقريبا من الموالين للنظام المعادين للشعوب، لذلك لا أرفع بها رأسا ولا أتوقع منها خيرا.
كنت أتوقع أن الجامعة أرادات في اجتماعها هذا ان تعتذر للشعب السوري عن خذلانه وتقديمه لقمة سائغة لبشار الوحش.
كنت أتوقع أن الضمير العربي استيقظ، ولكن يبدو أنه لا حياة لمن تنادي..
واعترف هنا أنني لم أعد أفهم السياسة العربية كثيرا، وإلا ما كنت أصبت بخيبة الأمل هذه.
وأعترف كذلك أن الشعب السوري الثائر كان أكثر مني ثقافة ووعيا وإدراكا لحقيقة الأمور، ولا عجب فقد صقلتهم المحن، وثقفتهم الخطوب، ففي حين اجتماع العرب تحت مظلة جامعتهم كان الثوار يهتفون:
يا الله مالنا غيرك يا الله..يا الله مالنا غيرك يا الله .. يا الله مالنا غيرك يا الله..
والذي رفع السماء بغير عمد ما طرق مسامعي شعار مثل هذه الشعار، لقد قفّ له شعر رأسي، وسرت منه الرعدة في جسدي كله..
على الجامعة العربية أن تفهم:
أن الشعب السوري لن يحاور جلاده.
وأن الشعب السوري لن يتراجع عن ثورته.
وأن الشعب السوري مع الله والله معه.
وأن الشعب السوري وقع عقدا مع الله إما النصر وإما الشهادة، لا يقيل ولا يستقيل.
وأن الشعب السوري سيقول رأيه في الجامعة العربية وفي أمينها العام في الجمعة القادمة التي أرجو أن تسمى بجمعة: تسقط الجامعة العربية!! |