صنعاء نيوز تحقيق/ مفيد درهم - إدارة الأزمات .. الشيء الذي نفكر فيه ولا نعمل به!!
إعداد خطط مسبقة لإدارة الأزمات .. البداية الصحيحة في الطريق الصحيح
بعض الجهات تدير أمورها بالبركة فتشتد وطأة الأزمة
❊ .. في الوقت الذي تكثر فيه الأزمات نجد أنفسنا لا نلقي بالا للتبعات التي تحل علينا بسبب ذلك ..والمثال الأقرب على مستوى تعاطينا مع أزمة كالتعليم.
يبرز حاليا في حديث التربوي أحمد نعمان رئيس التوجيه التربوي بمديرية التحرير في أمانة العاصمة الذي يقول:
القليل منا من يديرون الأزمة ويتكيفون معها، أما الغالبية وبالذات الذين يديرون أمورهم بالبركة وترك الحبل على الغارب لا يملكون حتى مجرد رؤية أو خطة للتعامل مع الأزمات مما يضرهم.
ويضيف نعمان: نتعامل مع الأزمات التي نمر بها خصوصا الأزمة الحالية من خلال وضعنا لخطة مسبقة لتسيير حياتنا الشخصية والعملية.
إدارة الأزمة المائية
❊ فيما يؤكد وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الري واستصلاح الأراضي المهندس أحمد العشلة في الورشة التي أقيمت في صنعاء حول التجارب الحقلية والمنهجيات المستخدمة في تطوير الإدارة المجتمعية للمياه أن إدارة الأزمة المائية في اليمن أصبحت هما وطنيا تحظى بأولويات اهتمامات الحكومة حيث تعد اليمن من أفقر بلدان العالم مائيا.
وقال: إدراكا من الحكومة بأهمية مشكلة ندرة المياه فقد توصلت مع المانحين إلى إيجاد برامج وآليات هادفة منها إعداد الاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه وتأسيس البرنامج الوطني للري لدعم قطاع المياه وبالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة.
وأشار إلى أهمية أنشطة البرنامج الوطني للري ودوره في تنفيذ خطط وسياسات الري الوطنية من المياه الجوفية والسطحية وتطويرها في جميع أحواض ومحافظات الجمهورية للحصول على زراعة مروية فاعلة اقتصاديا من خلال تقوية المؤسسات ذات العلاقة وتشجيع الزراعة المستدامة وزيادة دخل المزارعين وتعزيز استدامة وجودة الموارد المائية عن طريق إدارة المساقط المائية.
ولفت الوكيل العشلة إلى أهمية حشد الجهود والتكاتف في سبيل إدارة الموارد المائية وضمان استدامتها للعملية الزراعية اللازمة لتوفير الأمن الغذائي.. مبينا أن إدارة الموارد المائية في اليمن تتطلب التركيز على تطوير الإدارة واستغلال الإمكانيات المتوفرة لتعزيز قدرات الكادر البشري وتأهيله باعتباره أساس التنمية الزراعية، فضلا عن ضرورة الاستفادة من قاعدة المعلومات بحيث تكون منطلقا رئيسيا لتنمية شاملة لكافة الأحواض المائية.
وشدد على أهمية دعم وتعزيز المشاركة المجتمعية في إدارة الموارد المائية في اليمن من خلال دعم وتشجيع أنشطة الجمعيات والتفكير في استدامة كافة الأنشطة في هذا الجانب سواء في ما يتعلق بحصاد مياه الري المزرعي أو إرشاد الري.
❊ من جانبه أشار وكيل وزارة المياه والبيئة المهندس عادل حداد إلى أهمية الورشة في مناقشة إدارة الموارد المائية باعتبارها إحدى ضروريات القطاع المائي والمشاركة المجتمعية من خلال تنشيط وتحفيز دور جمعيات مستخدمي المياه لاختيار أفضل المناهج الفاعلة في البرنامج الوطني للري منوها بأهمية عقد مثل هذه الورش كونها تسعى إلى تعزيز جهود إعداد الاستراتيجية الوطنية وايجاد الشراكة الفعلية بين وزارتي الزراعة والمياه تكمن في إيجاد إدارة واعية وجمهور واع (مستخدمي المياه) وذلك من خلال تطوير خدمات إرشاد الري.
وحدة الأزمات السياحية
❊ وثمن رئيس إدارة الأزمات والمخاطر في منظمة السياحة العالمية ديرك جليسر قيام اليمن بإنشاء وحدة للأزمات السياحية هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة .. وقال المسؤول الأممي على هامش مشاركته في ورشة العمل الإقليمية الأولى حول إدارة الأزمات السياحية التي أقيمت في صنعاء: إن قيام اليمن بإنشاء هذه الوحدة عبر التنسيق مع منظمة السياحة العالمية وبناء على توصياتها وقرار مجلس الوزراء رقم (٤٢٥) خطوة على الطريق الصحيح باتجاه مواجهة الأزمات التي تواجه القطاع السياحي وتؤثر على نموه .. مشيدا بما تقوم به هذه الوحدة من خلال التنسيق بين وزارة السياحة والوزارات المعنية الأخرى أثناء حدوث الأزمات.
وأشار إلى أهمية إنشاء هذه الوحدة معربا عن أمله في تعميمها على مستوى منطقة الشرق الأوسط باعتبارها من البلدان الأكثر تضررا من الإرهاب الذي يستهدف السياحة سواء بالقتل أو الاختطاف ، فضلا عما يواجهه القطاع السياحي من أزمات نتيجة الدعاية الفكرية والسمعة المغرضة التي قد يعتقد بحقيقتها البعض بينما هي لم تكن موجودة في الواقع لولا البعد الجغرافي الذي يساهم في تضخيمها.
إدارة العلاقات العامة للأزمات
❊ ويوضح الدكتور أحمد إسماعيل البواب في كتابه (عولمة العلاقات العامة وإدارة الأزمات والعلاقات العامة في إدارة الأزمات مستهلا بتعريف الأزمات وهي أزمات لا يمكن رؤية جانب إيجابي فيها وهذا النوع من الأزمات لا يحدث تلقائياً وتعتبر الأزمة في هذه الحالة أزمة علاقات عامة بالدرجة الأولى أي أنها أزمة بين الشخصية الاعتبارية للدولة أو للمصرف أو المنظمة والشخصيات الأخرى في المجتمع.
كما يتطرق المؤلف في الكتاب إلى الأزمة الخارجية مقسما إياها إلى نوعين أساسيين من الأزمات يمكن أن تتعرض لهما الدول أو المصارف أو المنظمات أو المنشآت وهما: الأزمات المفاجئة ويوضحها المؤلف بتلك الأزمات التي تحدث فجأة ودون سابق إنذار مثل تعرض الدول أو المصارف أو المنظمات لحادث حريق أو انفجار أو هزة أرضية وهذا النوع من الأزمات هو الأشد خطورة فالخسائر المترتبة عليه تكون أكثر جسامة وخاصة في ظل عدم توفر الوقت الكافي لجمع المعلومات عند التخطيط لمعالجة الأزمة.
الأزمات المتراكمة: وهي الأزمات التي بالإمكان توقع حدوثها كما أنها تأخذ وقتا طويلا إلى أن تنفجر وفي هذا السياق يقول المؤلف أن مثل هذه الأزمات تتطور وتنمو مع مرور الزمن كإضراب العمال أو الموظفين والذي يحدث بعد فترة طويلة من المناقشات والمفاوضات بين العاملين والموظفين والإدارة وبالتالي تصبح الفرصة كبيرة لدى الإدارة لمنع وقوع الأزمة أو التخفيف من آثارها قبل أن تصل إلى مرحلة حاسمة.
أما عن دور العلاقات العامة في معالجة الأزمات فقد اعتبر المؤلف أن معالجة وإدارة الأزمات هي مسؤولية الإدارة العليا بالدرجة الأولى ، ولكن العلاقات العامة يبقى لها الدور الرئيسي في عمليات التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة لهذه الأزمات .. مبينا في هذا السياق الخطوات والاستراتيجيات المتبعة من قبل الإدارة العليا في أية دولة أو مصرف أو منشأة أو منظمة أو مؤسسة مالية في إدارة الأزمات.
خطط مسبقة
❊ يقول الأستاذ محمد الغويدي مدير المنطقة التعليمية بمديرية التحرير في أمانة العاصمة: نحاول قدر الإمكان بلورة أعمالنا وفق خطط مسبقة تساعدنا على تجاوز الأزمات والتي كان آخرها استمرارنا بالدوام المدرسي رغم اضراب المعلمين والموجهين التربويين وعملنا على حماية مدارسنا الواقعة في بؤر الصراع من المشاكل من خلال التنسيق مع جميع الأطراف ونطالب من جميع الأطراف عدم الزج بالعملية التعليمية في أتون الصراع السياسي وافتتح وزير الشباب والرياضة عارف الزوكا مؤخرا الندوة الخاصة بالشباب وإدارة الأزمات والتي دعا من خلالها الشباب إلى مواجهة الأزمات والتغلب عليها. |