صنعاء نيوز -
ترسيخ عادة البحث العلمي عند الطلاب
بقلم: الأستاذ. الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور
رئيس جامعة عدن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد.
تشهد كليات جامعة عدن هذه الأيام زخماً علمياً وطلابياً رائعاً، وتنساب من قاعات الدرس المحاضرات والمعارف العلمية التي يلقيها الأساتذة على أبنائهم الطلاب، وتعج مكتبات الجامعة بالطلاب والأساتذة الباحثين عن حجج علمية ومعلومات تساند مواضيع أبحاثهم التي ستقدم لنيل درجة علمية أو للمشاركة في ندوة أو مؤتمر علمي.
وتعقد هنا أو هناك حلقات نقاشية وسمنارات علمية، أو اختبارات نصف فصلية في سعي محمود من الجميع (أساتذة وطلاب) للاستفادة العلمية والتحصيل المفيد الذي من خلاله فقط تحقيق شيئاً إيجابياً وحقيقياً وملموساً لأنفسهم ولأسرهم ووطنهم.
ومن الفعاليات المتميزة التي أقيمت خلال الأيام القليلة الماضية، وعبرت عن حراك علمي إيجابي وحقيقي على أرض الواقع، هو عقد المؤتمر العلمي الثاني لطلاب كلية طب الأسنان، وحفل تكريم الطلاب الأوائل في كليات الصيدلة والطب البشري، وطب الأسنان، وتدشين المكتبة الالكترونية لكلية طب الأسنان.
ودون شك فإن المؤتمر العلمي الثاني لطلاب كلية طب الأسنان، عبر عن التوجهات الأساسية لجامعة عدن بمختلف كلياتها لتشجيع الطلاب على البحث العلمي، الذي وجد الطلاب من خلاله فضاءاً فسيحاً للإبداع وإبراز قدراتهم العلمية..، كما وجد الطلاب في فيافي هذا المؤتمر ومداولاته الفكرة الصائبة, والتجربة الراشدة في مجال التخصص.
إننا على يقين أن مشوار الطلاب العلمي والدراسي في كلية طب الأسنان في هذا العام الجامعي (2011م/2012)، سيشق طريقه بإصرار واجتهاد وعزم من قبل هذه الكوكبة المتميزة من أبنائنا الطلاب.
وواثقون أن سعيهم سيكون دائماً نحو الارتقاء والتجديد، كما هو دأب جامعة عدن بكل مكوناتها، منذ تأسيسها ومشوارها الذي يمتد لـ41 عاماً (1970م/2011م)، من العلم والمعرفة، والتطوير الأكاديمي المستمر لجودة التعليم في مناهجها الدراسية، وفي كل مناحي النشاط الأكاديمي لها.
وها نحن اليوم نطل على طلابنا لنرى فيهم طاقات واعده بالعطاء العلمي والفكري للوطن ومتدفقة من ينابيع الإبداع الخصب، التي ستتعزز وتتوسع آفاقها بجهود نخبة مخلصة من قيادة كليات الجامعة الـ 19 ومراكزها العلمية وأعضاء الهيئة التدريسية فيها.
وقد وجدت في المؤتمر العلمي الثاني لطلاب كلية طب الأسنان هذا العام (25 أكتوبر2011م)، الذي أطلعت على عدد من الأبحاث المقدمة فيه طابع خاص ومميز، اجتمعت فيها عناصر التأكيد لدى الطلاب أولاً على أن طريق العلم هو الخيار الأمثل لتحقيق أي تطور أو تنمية في المجتمع، وأي اعتقاد غير ذلك فانه لا يقود إلا إلى التخلف ووأد التطلعات نحو المستقبل الحضاري المرجو.
إن انعقاد فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لطلاب كلية طب الأسنان بجامعة عدن، يجسد معاني صيرورة الحياة نحو التقدم ومقاومة كوابح العودة القهقري، أو التوقف عند نقطة البدء، فالعلم لن يتوقف عند حد فهو إيقونة إشعاع متواصلة ويتطور يومياً ودائماً هناك جديد في الأفق، والأهداف العلمية للمؤتمرات الطلابية لم تتوقف سابقاً وستستمر هذا العام بإذن الله وبإصرار أكبر لدى الطلاب.
ولابد من الاستمرار والإضافة ومجاراة كل جديد ومفيد في مجال التخصص بما يؤدي إلى بلوغ غايات الدفع بالقدرات البحثية عند الطلاب وتشجيعهم على البحث العلمي بشكل متواصل، وترسيخ عادة البحث العلمي عند الطلاب وتشجيع ما تسطره أناملهم، وتتفتق عنه عقولهم.
وقد شكل عقد المؤتمر الثاني لطلاب كلية طب الأسنان، ليؤكد على استمرارية هذا التقليد العلمي المتمخض عن العزم الأكاديمي الدؤوب من جامعة عدن لتبني وتنمية قدرات الطلاب وصقلهم علمياً وفكرياً وإبداعياً، وإدماجهم بالواقع المجتمعي والتطورات الطبية والتقنية في هذا التخصص المهم لصحة الإنسان.
هذه التطلعات سعت جامعة عدن على إنجازها عملياً، وكانت دوماً من أولويات اهتماماتها، ومن أجل ذلك عملت على ربط علاقات علمية مع العديد من الجامعات العربية الشقيقة والأجنبية لتعزيز صيرورة التلاقح الفكري المثمر، ومواكبة إيقاع التطور العلمي العالمي وعدم الانعزال عنه.
وقد شهد العام الماضي (2010م)، وهذا العام ذهاب مجموعة من الطلاب المتفوقين من كلية طب الأسنان إلى جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية الشقيقة للتطبيق العملي فيها، وتبادل الخبرات والمعرفة للتقنيات الحديثة في مجال طب الأسنان، وهي ثمار قطفها الطلاب واستفادوا منها، بعد إبرام على اتفاقية التعاون بين جامعتي عدن والملك سعود.
أن هذا المؤتمر الثاني لطلاب كلية طب الأسنان الذي يتساوق مع الكثير من الفعاليات العلمية التي تنظمها جامعة عدن، يدلل على سيرورة الصعود الأفقي والنوعي لجامعة عدن المندفعة بمسيرتها العلمية بأنشطه وفعاليات وبرامج واقعية وفعلية عدة، والذي يأتي المؤتمر العلمي الثاني لطلاب كلية طب الأسنان في إطارها.
لقد سعدت كثيراً وأنا أرى أبحاث طلابية متميزة قدمت لهذا المؤتمر، وتسعى إلى إثبات جدارتها ونقل صورة جميلة عن طلاب جامعة عدن، فلتبحروا أيها الطلاب بسفنكم وتجوبوا بحور العلم الزاخرة، راجين من الله أن ينفعنا به وإياكم.
أسأل الله أن يوفق الجميع بما يحقق الأهداف النبيلة المرسومة للجامعة، (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ(.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والمنفعة للناس،
|