صنعاء نيوز ابراهيم ابوعلي/البرازيل - الشيخ عمران..قارئ الفنجان
الشيخ عمران حسين والمشكّكون في مذهبه ,إن كان سنياً ام شيعياً ام صوفياً,يتفقون على أنّ تنبّؤات الشيخ منذ عدة سنوات للأحداث التي تجري اليوم على الساحة العربية كانت قراءة موفقة وحقيقية,فقد اعلن الرجل عام 2003 انه ستحدث ثورات في المنطقة العربية وانّ الانظمة التي ستسقط أولاً هي الانظمة الامريكية التبعيّة, لست ادري وربما لن ادري أبداً , كيف توصل فضيلته الى هذه الرؤيا الصادقة!
فبعد البحث والتحري عن الشيخ عمران حسين علمت انه من اصل هندي مولود في- ترينداد وتوباكو - مهاجر الى امريكا درس العلوم الدينية في اعرق الجامعات العالمية رئيس لعدة جمعيات ومؤتمرات دينية, عمل في السلك الديبلوماسي في دولة ترينداد وتوباكو , لقد قمت بهذا السرد لأقنع نفسي بأن الرجل ليس "مُــبَصِّراً" ولا منجّماً بل يبني تنبّؤاته على دراسات علمية ودينية وتاريخية , وذلك من خلال المراكز والمناصب التي تبوّأها, خصوصاً وأنه ليس عربياً, من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة, وليس تابعاً لأي نظام بوليسي يعلّق غسيل فشله لعدة عقود على حبال المؤامرة!
فإن لم يكن حكّامنا انفسهم جزءاً من المؤامرة - التي يدّعونها - فلماذا لم يُفشلوها قبل ان تطيح بعروشهم, مع علمهم المسبق بها؟
حاولت ان أقارن بين ما يقوله الشيخ وبين الايميلات الكثيرة التي تصلني عن أنّ رجل المخابرات الصهيوني برنار هنري ليفي هو مفجر ثورات ربيع العربان لكني احترت في كيفية تطابق تنبؤات الشيخ مع الواقع خصوصا وأنه يذكر انه سيكون لوسائل الاعلام دور رئيسيّ في إحداث هذه " الثورات" .
بعدها ايقنت أن المدعو ليفي ما هو إلا اداة من ادوات قوى الشيطان التي تساهم في تمرير المخططات وليس المؤامرات , لأنه مادام هناك من يعلم بوجودها فإنها لم تكن سرية ولا مخفيّة الا على الجهلاء! وحاشا لله ان أدّعي بأن انظمة العرب جاهلة- بل انهم ينعمون في الشقاوة من شدة جهلهم-.
لم نعد نميّز بين الحابل و النابل ..ولا ندري ماذا يخطط اتباع الشيطان في الخفاء..هلا قرأنا التاريخ ..لنعرف الحاضر وربما المستقبل..ففي كتابه احجار على رقعة الشطرنج يشرح غاري هارت كيف قام اتباع الشيطان بإثارة الشعب الفرنسي ضد الحكومة التي رفضت ان تدفع للمرابين"اليهود" الاموال الطائلة ولتقوم بعد ذلك الثورة الفرنسية عام 1789..وعندما أخلّ نابليون بالإتفاق ورفض ان يدفع لهم الفوائد, تم نفيه الى جزيرة نائية ليموت فيها.. بصراحة لدي شكوك كثيرة حول من يحرك هذه الثورات في الخفاء ,فمنذ متى كانت قطر ثورية؟ ومنذ متى اجتمعت 19 دولة عربية ديموقراطية لتدين الاجرام السوري ؟هل هم افضل منه؟بل من منهم افضل منه؟ كلهم سيئون..وهو على رأس قائمة السوء ..لكنّي لا ارى هذا الربيع الذي روّجت له الجزيرة إلا" ربيعاً للطوفان العربي"..فما الذي يأتي بعد كل طوفان !؟
لن يأتي بعد الطوفان الا الهلاك والدمار والخراب.
والشعوب تعلم ذلك,لكنها مغيّبة عن اتخاذ قرارها منذ عقود ولسان حالها يقول:
"ان مت عطشاناً فليأت الطوفان" وليحرق الاخضر واليابس..
|