صنعاء نيوز - ويبقى السؤال ... الوطن للجميع .. فهل ... الجميع للوطن ؟؟
الوطن ذاك البيت الكبير بحضنيه, الدافىء بذراعيه هو الأب الحريص والأم الحنون قاموس الحياة وأبجدية الطفولة يراع العلم ولهذم البطولة , مناخ الروح وبستان الأمل, قبلة الاحرار ومحرابها الطاهر , هو الطفل البريء وعنفوان الشباب هو الرجل الرشيد وزهادت العتيد , مهما قلنا وختلفنا يبقى العراق بتعاقب الاجيال وتغير الاحوال وطناً للجميع وللجميع وطن , الوطن في لسان العرب لأبن منظور هو(المنزل الذي فيه تقيم وموطن الانسان ومحله ), فعراقنا ومنذ توالي العصور والدهور كان ولم يزل للشموخ منزلاً وللكرم مضيفاً ,به تعلم الكون الحرف وبحروفه الرجال صنعوا للأقدار منعطفات الكون , فولدوا كما تولد شامخات النخيل بثوب الكبرياء , ليبقى ذاك النداء يوم استطالت الاعناق في زمن أرادوا لأبناء الطلقاء ان يجعلوا الضاد العربية تهتف بأصفاد ألأعاجم ولكن القادمون من الخلف قالوا كلمتهم صدقاً وعدلاً قولاً وفعلاً, نعم هتف الكبير محمد سعيد الحبوبي في جنوب العروبة وذي قار أبراهيم النبي ليرتقي أعواد منبر جده السجاد عليه السلام هادرا صوت الانتماء والمواطنة المنظبة بعشق العراق ليشق بها أذان الطغاة وفراعنة العصر يزيد ومرتزقته ويصرخ ..
لا والذي سمك السموات العلا ... وأقامهن وما أقام عمادا
لاأرتضي غير الاكارم معشرا ... يوما ولاغير العراق بلادا
ليبقى السؤال الوطن للجميع فهل الجميع للوطن ..؟
سؤال يفرض نفسه بكل مافي الواقع من حقيقة ,فالوطن قدمَ كل شيء وبات كالمصباح يحرق نفسه ليستضيء به الشعب , الوطن هو أنسانية الانسان وبه يصبح الانسان كيان له ماللأدميين من حقوق وأحترام فلماذا هذا الجفاء ياأبن أدم .؟
ماذا يعطينا العراق كي لاننزع معه ثوب الصدق كالثعبان الأرقم ..! بلد الرافدين دجلة والفرات وأرض السواد بنفطه ومعادنه فيه التاريخ يركع بصفحاته فيه الاولياء والصالحين والانبياء فيه علي الكرار بقبابه الذهبية و الحسين والعباس بمنائرهم النورانية له الملاحم والاثار كلكامش وأور وبابل وأكد وسومر والجنائن وحمورابي بمسلته الحضارية فهل هناك فخرا وأرثاً ينازع ويباهل العراق به .؟
أذن أين المشكلة لايمكن لأي شخص كان ان يختزل العراق ليبدأ وينتهي به , فالعراق كيان هيكلته وهندسته الفسلجية كجسم الانسان كل عضو محتاج لمساعدة العضو الاخر فهو ممكن الوجود يفتقر لباقي عائلته هو العربي والكردي والتركماني وهو الشيعي والسني والمسيحي والصابئي والايزيدي ,فسيفساء بأطيافه الجميلة ومن يحاول ان يقتطع منه عضو فهو ذاك الطليق الذي لاوطن له سوى العدم لايعرف للوجود ونعمته لغة ومعنى سوى الاضطهاد وخلط الاوراق ,طليق من صنع المتجبرين على جماجم الابرياء وحلمة دمائهم , ومافتنة الاقاليم إلا خلط لأوراق النفاق الديمقراطي وتزييف لوجه الحقيقة بأقنعة الحرية ,فهؤلاء المزمرين يريدون من العراقي الاصيل ان يكون مشرد كما قال الجواهري
ذممتُ مقامي في العراق وعلنــــي ... متى أعتزم مسراي أن احمد المسرى
لعلي أرى شبرا من الغدر خالــــيا ... كفانــي اضطهاداً انني طالبٌ شبــرا
كم يبلغ بنا العمر ومتى ننزل من الجبل لننصر العراق , متى نسرع الخطى لنلحق بقطار التطور العلمي والتكنلوجي الرهيب , متى ننتفض لكرامتنا وعزنا وأجيالنا , فقد هرمنا بشبابنا وأحفادنا يطلبون منا حكايات ألامس, فماذا نحكي لهم ,هل نحكي ونقول كان ماكان في زمان الرجال كانت هناك انتفاضات وثورات وربيع عربي لابطال قدموا دمائهم رخيصة من اجل مصر وتونس واليمن وليبيا ,وأنتم ياجدي ماذا قدمتم ؟
نحن ياجدي:قدمنا لك معنى المثل الشعبي ( أم قرعه تتباهه بشعر أختها )..؟
أنياب ومخالب المحتل لم تترك لنا متنفسا فهو الى اليوم يقطع بالعراق وأمناء الشعب ومحاميهم منغمسين بالمصالح وغارقين بطوفان الفساد وما البرلمان العراقي الا اخطبوط بأذرع دولية تتصارع فيما بينها تريد ان تطبق اجندتها ومصالحها لتمزيق وتقطيع الوطن وبث روح الفتنة والنزاعات الطائفية لتتشظى اللحمة العراقية ومصيرها المشترك ولكن الفساد وكل الفساد واصل الفساد هو المحتل فهو حتى بأنسحابه وأنهزامه ترك لنا غدد سرطانية نخرت من قبل وتنخر بجسد العراق الى اليوم وما شركاته الامنية ومدربيه الا وجه من وجوه الشر والاذعان .... ولكن في أوقات المحن تكشف معادن الرجال , والاصيل هو الامتداد الطبيعي لتلك النخلة التي ولدت واقفة بشموخها فأنا وبأستقرائي الوافي لبيانات المرجع العراقي الصرخي الحسني ومتابعتي لمواقف السياسين وبالمقارنة وجدت ان الحل الامثل والاكمل هو بكل اطروحة يطرحها المرجع الصرخي الحسني والتي بها يعطي للعملية السياسية مسارها المعبد الصحيح ,( وما بيان رقم ( 80 ) جنود ومدربون وشركات امنية وجوه لاحتلال غاشم ), الا قنديلا يستضيء به كل سياسي وطني صاحب لب ونظرة موفقة ,فما أحوجنا اليوم الى قيادات تعطي للمعلول علته السليمة وللنتائج مقدماتها الصحيحة طبيباً يغور في شرايين المجتمع يشخص الداء بمجهر الحكمة والدهاء ,لايعتريه الظن في تراكم الوقائع حتى لايكون للفتن غرضا وصنائع , كيّس فطنٌ في دقائق الامور ومستحدثات الاقدار .
بقلم : جعفر الحيدري |