صنعاء نيوز -
كشفت شخصيات دينية كبيرة بصنعاء عن اتساع القاعدة الشعبية لانصار الجماعات الحوثية في سائر مدن اليمن اليمنية وبأعداد وصفوهل بـ"الخيالية" ، مؤكدين أن الحملات الاعلامية "السلفية" كانت أحد عوامل ذلك، بجانب تداعيات الأزمة السياسية التي تعصف باليمن منذ مطلع العام الماضي.
وبحسب تلك الشخصيات التي التقتها "نبأ نيوز" في الجامع الكبير بصنعاء، فإن أنصار الحوثيين تزايدوا في العاصمة صنعاء حتى نهاية العام 2011م بعشرات أضعاف أعدادهم التي كانوا عليها في بداية العام نفسه. وإنهم في معظم المحافظات الاخرى أصبحوا يشكلون تنظيمات كبيرة بعد أن كانوا مجاميع صغيرة جداً، كما هو حالهم في محافظات: البيضاء، تعز، ذمار، إب، الحديدة، الضالع، عدن، ناهيكم عن مراكز تواجدهم الاساسية في صعدة والجوف وحجة.
وأشارت إلى أن حركو انتشار الحوثيين غلبت عليها الصبغة السياسية، إلاّ أنها خلال الربع الاخير من العام الماضي تأثرت كثيراً بالحملات الاعلامية "التكفيرية" التي تبنتها "الجماعات السلفية" على مستوى اليمن وخارجها، على خلفية المواجهات المسلحة في منطقة دماج.
وقالت: أن التهويل والافتراءات وحجم التحريض الاعلامي وما رافق ذلك من فتاوى تعلن الجهاد تارة" وتارة أخرى تفتي بأن قتل الحوثيين من أحب الأعمال التي يتقرب بها العبد لله تعالى.. كل ذلك ولد انطباع لدى الناس بأن هناك قرار مسبق بحرب ابادة مذهبية، ودفعها للتعاطف بشكل كبير مع الحوثيين والانخراط في أنشطتهم وفعالياتهم، خاصة في ساحات الاعتصامات التي شعر فيها الشباب بأن جميع الباقين خذلوهم وتقاسموا المناصب مع النظام ومنحوه الحصانة..
ونوهت الى ان تعرض تلك الحملات الاعلامية لـ"الهاشميين" والسخرية منهم والتنكيل بهم استفز أسر "زيدية" كبيرة لها ثقلها الاجتماعي، ودفعها ذلك للتجاذب مع الحوثيين لحماية أنفسهم بعد أن كانوا من أشد الناس عداوة لهم.
كما تعتقد تلك الشخصيات أن "الثورة" كانت أيضاً من العوامل المهمة في توسيع نفوذ الحوثيين كونها أوجدت حراك سياسي يفرز نفسه تحت عصبيات حزبية ودينية ومناطقية ، فاصبح هناك تكتل "سني" للأخوان المسلمين يقصي الآخرين، وتكتل "جنوبي" للحراك الانفصالي، الأمر الذي جعل الحوثيين هم المظلة الأقرب للزيود لتشكيل قوتهم في الساحات.
وترى تلك الشخصيات الدينية أن الحوثيين هم الأفضل في العمل التنظيمي والانضباط من الأخوان المسلمين ، وإنهم طوال فترة الأزمة انشغلوا في بناء قواعدهم التنظيمية وتعبئتها بهدوء كبير، بينما انشغل الاخوان المسلمين بالترويج لانفسهم وتصفية حساباتهم الخاصة مع النظام، وهو ما ورطهم بالكثير من الممارسات والمواقف التي قادت الى نفور اعداد كبيرة من قواعدهم التنظيمية في وقت ظلت قواعد الحوثييت تتزايد وتتوسع وتشتد في رصانة هياكلها التنظيمية.
وأعربت عن قلقها من أن هذا النوع من الحراك السياسي القائم على الفرز المذهبي قد يحول العمل السياسي الى صدام مذهبي ، خاصة مع ظهور بواد ذلك في الجوف وحجة وصعدة. |