صنعاء نيوز/نبيل حيدر -
أمست و أصبحت علينا مهام جماعية . اليوم نحن أمام معركة حقيقية مع المستقبل يجب ان تكون خالية من الدجل و تسويق الوهم و من تصوير الجثة جسما حيويا و من تحويل القيم الفاسدة إلى أشياء ذات قيمة. الآن و غدا و بعد غد نحن في ميدان ينبغي أن يكون نظيفا من التربص غير الوطني و من العمل غير الوطني ، و خاليا من التنافس على القدح و الكراهية و البغضاء . و برغم كل المكدرات نرنو إلى ذلك .
اليمن اليوم تحتاج إلى عقل جمعي يخطط و ينفذ لمستقبل منير ، و في هذا الجو لا يحتاج البلد إلى رماح تنثر الأكباد و تفتحها لوحشية الهمجية التي عاثت كثيرا و تسيدت كثيرا .
> الناس لم يعودوا ذوي صبر و بال طويل أمام التصرفات التي ترمي بالقانون في سلة المهملات و تريد الكون طائعا مطيعا لإراداتها و رغباتها الفردية و الشللية .
والفساد الذي حذف جزئ الأوكسجين و حل محله بات عليه الخروج من جدولنا الدوري و لن يحصل ذلك إلا إذا استشعر كل فرد مسؤوليته وواجبه تجاه المجموع و بدأ بتقديم ما يجب عليه تقديمه .
> و الكف عن الفساد الكبير و المتوسط و الصغير ملح جدا ، خاصة فساد أولئك الذين يتكلمون عن الفساد و هو مكون أساسي في هرم غذائهم و عيشهم .. عليهم أن يواجهوا أنفسهم بعبثهم ، و من لا يقدر على الاعتراف بفساده و احتكاره و بأعمال تنفذه الباهوتي فلن يقدر على تقديم شيء جديد مهما استخدم مهاراته في التلميع و إظهار الحسن .
إنها معركة .. ميدانها واسع و جبهاتها متناثرة ، و الطابور الخامس و العاشر و الألف موجود داخل ثكناتها يتمسح بالمبادئ و يتماسح كالتماسيح و يذرف دموعها بتواز مع ممارسات فاسدة مقننة , و مكاشفته و كشفه قد تجعله يفرمل و يتغير .
> الوطن اليوم أحوج ما يكون إلى صدق الظاهر و الباطن و مصلحته العليا لن تتحقق بالنظر من الفتحات الحزبية و المناطقية و المذهبية و تلك التي تظن في أحاديتها حلاً ناجعاً و غيرها شر مطلق .
و نحن في حاجة ماسة إلى جعل الراية خفاقة بالأفعال قبل الأقوال و بحقيقة التصرفات وليس إعلان النيات و ممارسة نقيض المعلن المزين .
> إننا في حاجة لتفاعلات تتخلص من أطلال العقول و الأفكار و أمراض البغضاء و اعتقاد كمال الطهر و الانجراف مع أمواج الأحكام الجاهزة المبنية على الأمزجة و الأهواء .. و سيكون سهلا جدا الانزلاق بالبلد نحو منحدرات خطيرة في حال بقيت النفوس تسجل احتقانات لا علاقة لها بمقتضيات السلم الاجتماعي و الوطني ,و من الواجب على كل ذي لب أن يتحرك و يتكلم بما يصب في اتجاه تنصيب القيم القانونية و الوطنية معايير أساسية ووحيدة لتنظيم الاختلاف و جعل القلب مفتوحا على قبول التعامل و الجلوس مع الآخر و ترك القضايا الساخنة تذهب نحو القضاء ليحكم فيها دون ممارسة أي أعمال ضغط نفسي أو ترهيبي .
> في ذات السياق لم يعد يلزمنا وجود قرون للاستشعار و التنبؤ بما قد ينتج عن أفعال قرون الشيطان و النفوس الأمارة بسوء الاستحواذ و اللعب من خلف الستار فقد تجرعنا كؤوسها المرة و خبرنا دمار ممارساتها ضيقة الأفق و المؤثرة سلباً على سلامة خط السير . و قطع العلاقات مع غير المستقبل ضروري للنهوض بشرط الإصرار على وجود دولة قانون يضبط مدخلات و مخرجات المواطنة السليمة باحتراف لا انحراف .