صنعاء نيوز /نبيل حيدر -
ساعتبر نفسي صرت في دولة النظام والقانون التي نتمناها بشق الأنفس ومن هذا المسرب انطلق لأسأل أرباب الحكومة.. ماذا يجري في منطقة الحيمة غرب صنعاء وفي نهم شمال شرقها؟ ودعوني أتجاهل الحدث الطازج في رداع.
ظللنا لأسابيع نترقب تحركا فعالا قويا لضرب قاطعي الطريق محتجزي عشرات الناقلات البترولية في الحيمة ولضرب المعتدين على خطوط نقل الكهرباء في نهم ومأرب. وكلما زاد ترقبنا زاد نفور الانفراج.. فما الذي يحدث؟ ! !
لا يحتاج الكلام إلى العودة إلى الأيام الخوالي القريبة مضيا عندما كان كل طرف يرمي غيره بتهم التخريب وقطع الطرق.. فنحن لا نزال نتجرع مرارتها وكأن هناك من يقول: ليذهب المواطن في ستين داهية. تلك (الستون داهية) تظهر ملازمة ومصرة على جرنا وسحبنا نحو عالمها السوداوي.
> وعجبي عجب.. نعيش بلا كهرباء إلا ساعتية إذا أطلت يكاد تيارها يضيء من شدة ضعفه وكثرة التلاعبات بخطوط الكهرباء من مواطنين يحاول كل منهم (مزمزة) التيار نحوه.
أما البنزين.. فآه من تخاتله بيننا بسعره الجديد القاهر ومع أننا رضينا به لم يرض بنا وإذا به يزيد من جلدنا باستكانة ناقلاته بين أيدي قاطعي طرق.
وفي هذا الحديث لا تدري أيهما يسبقك.. المرارة أم الحسرة. المرارة جراء تجرع هذا الوضع الذي لا تبدو ملامح لنهايته أم الحسرة على آمال عريضة طوحت بنفسها في زخارف فرض هيبة القانون الصارم على قطاع الطرق؟!.
ومع أن كل الأطراف السياسية أدانت تلك التصرفات إلا أن كلها أيضا يسكت عن الإجماع على وجوب استخدام لغة القوة ردا وردعا. ! فهل هو سكوت الرضا؟ !
واضح جدا أن الجميع مشغول بتحسس موضع رأسه وأقدامه.
> البلد اليوم في أمس ما يكون لحزمة إجراءات صارمة تضرب على يد العابثين ما لم فسينتظرنا حال أسوأ خلال العامين القادمين اللذين ستسيطر فيهما إعادة صياغة شكل النظام السياسي للبلاد على كل جدل وفي غمرته قد ينفلت الوضع الأمني أكثر. ولهذا ولذاك وبدون هذا وبدون ذاك.. أغيثونا بحل بتار يقضي على أعمال العبث بوسائل عيشنا اليومي من كهرباء وبنزين وديزل وماء. واجبكم اليوم وليس غدا يحتم عليكم اتخاذ ما يلزم لفعل ذلك.
> بلغة أخرى.. يكفي عبثا بحياة المواطن ويكفي اجترارا لألآمه وأمامنا فرصة قوية لإثبات أن أخطاء الماضي في ترضية قاطعي الطريق لن تتكرر.
وكل المنى ألا نسمع تصريحا يهدد بـ"سنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه".. لقد عففناها ونريد بدلا عنها ضربا حقيقيا على أيدي قطاع الطرق والكهرباء، و(لذعة برأس الشريم) ستكون مفيدة جدا لليوم ولألف سنة بعد اليوم.
> مسيرة الكرامة
الأسبوع الماضي كتبت خبرا صحافيا عن مسيرة الكرامة بعدما عرفت أن لا أحد اهتم بمتابعتها وإذا ببعض الأذكياء جدا جدا ينبرون لاعتبار كتابة الخبر موقفا وإدعاء ثوريا.! ردة الفعل صادرة عن صحافيين يفترض أنهم يعرفون تماما الفرق بين كتابة الخبر الصحافي وبين كتابة الرأي. واضح أن باب النجار مخلع. وللتأكيد أنا مثل كثيرين لا يحتاجون رداء الثورية لأنه لا عورة لنا نحتاجه ليسترها ولايمكن أن ندعي ما لم نفعله.