صنعاء نيوز /د. لبنى حسين المسيبلي -
ماذا أقول لك يا أستاذتي فاطمة سوى أنك كنت وستظلين مثل لكل بصير وكفيف.. مثال للإنسان الذي يفكر ويفكر كيف يهب الحنان والعطاء والخير فكسرتي بل حطمتي مقولة فاقد الشيء لا يعطيه..
فرغم كونك أنثى وحُرمتي من نعمة البصر إلا أن الله عوضك بنعمة البصيرة وبطاقة رجال أشداء، وكنا نغبطك على ذلك لأننا كنا نعجز عن فعل وعمل ما كنت تصنعينه.
حصلت على ليسانس آداب من جامعة القاهرة ودبلوم دراسات إسلامية من جامعة الأزهر ، ودبلوم عام تربية من جامعة صنعاء.. فآمنت بأن كل كفيفة قادرة مثلك على ذلك فأسست جمعية الأمان للكفيفات وقدمتي كل مايمكن ان يرفع من شأن الكفيفة اليمنية وتخرجن الكثيرات من جامعة صنعاء، ليقينك مادامت الوسيلة متوفرة فالعوائق الأخرى ستزول كعوائق ما واجهتيه من جمود تفكير وقساوة عائلات الكفيفات.
ماذا أقول لك يا غالية..
وأنت في قمة معاناتك في القاهرة لم تقصرِ مع أحد فكنت إلى آخر لحظة تطمئنين على بناتك في الجمعية وتسألين عن الصحبة والرفقة وكيف أحوالهم في اليمن،في الوقت الذي نحن قصرنا معك فالسماح منك ولا عذر لنا.
ماذا أقول لك يا حبيبة..
لم تكتفِ بأنك موعودة بالجنة لفقدك حبيبتيك بل سعيتي بكل ما بوسعك من مال وصحة وجهد ووقت لتسخيريه لتخفيف المعاناة للقريب والبعيد. إلا إنك لم تخبر أحد بمعاناتك للتخفيف عنك ولو بكلمة مخافة أن يكون ذلك عبئ على الآخرين.
يا الله يا الله يا الله
أي نوع من البشر كانت هي؟
أهي إنسان مثلنا أم كانت ملاك يمشي على الأرض؟
أسأل الله العلي القدير أن يجعل كل ما قدمتيه للإنسانية في ميزان حسناتك وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يجعل مثواك الفردوس الأعلى من الجنة آآآمييين.
وأشهد الله أني أحببتك فيه، وأدعوه أن نكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
لِلَّهِ عُبَّادٌ لا بِأَنْبِيَاءٍ ، وَلا بِشُهَدَاءٍ يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهُدَاءُ بِمَكَانِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ وَمَا أَعْمَالُهُمْ لَعَلَّنَا نُحِبُّهُمْ ؟ قَالَ : قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ ، وَلا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا ، وَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ نُورٌ ، وَإِنَّهُمْ لَعَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، لا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ ، وَلا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ
آآآمييين
أختك في الله