صنعاء نيوز /احمد صالح الفقيه -
أغمضت أحزاب اللقاء المشترك عن كل القيم يوم ذهبت لتوقيع المبادرة الخليجية، ثم اصمت حكومة الوفاق آذانها عن هتافات الشعب في الساحات حين مررت قانون الحصانة ولسان حالها يقول:
لا تطمئن على العدالة فهي بهتان وزور
لا تنتصر للشعب إن الشعب مخلوق حقير
لا تطمحن فلست أكثر في الحياة من الحمير
ومن بين كائنات الليل والظلام، التي تسهره كله، وتنام في النهار جلّه، يأتي حكامنا الذين طغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، واتصفوا بالأنانية، والقسوة على الأهل والضعيف، والذلة والخنوع أمام الأجنبي. والمسألة لا تتعلق بالتصريحات أو البيانات الحماسية التي اعتادوا إصدارها كاذبين، أو صادقين، في شجب الفساد واستنكاره، ولكنها تتعلق بسوء إدارتهم وقلة أمانتهم، وشدة طمعهم، وهي صفات أفقدت البلاد: مناعتها، وقوتها، والقدرة على رد عدوان الأعداء، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، وتحقيق التنمية في مختلف المجالات، فأداموا فينا التخلف والضعف. لقد تجاهل برنامج الحكومة الغلاء بل ووعد بزيادة سعر الديزل .
سارع إلى منح صالح وأعوانه الحصانة وتجاهل الغلاء الذي يتصاعد أواره كما لو كان ناراً تنتشر في الهشيم، أصابت كل بيت، وأصبح ذوو الدخل المحدود أو بالأحرى أكثر من نصف عدد سكان البلاد، يعانون ما يشبه المجاعة، وهم الذين يعيشون تحت خط الفقر طبقاً لكل التقارير التي تشخص الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في اليمن. لقد ارتفعت أسعار المواد الضرروية، واغلبها مواد غذائية خلال الأشهر الماضية إلى مستويات وضعت غالبية الشعب في مكابدة مع الجوع. وهذا الغلاء يصيب أكبر ما يصيب أيضا موظفي الدولة مدنيين وعسكريين، الأمر الذي ينعكس على سلوكهم تجاه المواطنين فتزداد الانتهاكات، ويستشري الفساد ويتعمق، وهو ما تدل عليه الاعتداءات على المواطنين وممتلكاتهم في عدد من محافظات الجمهورية. فهل هو انتقام من الجماهير؟
إن الفساد وقتل المواطنين يسيران يداً بيد كنديمين وصديقين عزيزين، فليس مستغرباً أن يتزامن زحف المدرعات على المواطنين ، مع صدور الحصانة لإغلاق ملفات الفساد ونهب الأراضي وقتل المواطنين ، لأعضاء النظام مدنيين وعسكريين ومنهم بطبيعة الحال قادة التجمع اليمني للإصلاح الذي طالما كان شريكا للنظام في جل ارتكاباته، وهو الذي يدعي اليوم النزاهة في إعلامه ويسير بخطى حثيثة تحو فرض استبداده على البلاد والعباد.
ولطالما ارتدى الاستبداد زياً دينياً، وانتهى الى تأليه ذاته متغذياً من تزلف المداحين والنظامين من الشعراء والكتبة، من مدمني الركوع والسجود أمام الطغيان، والحاثين الناس على أن يحذوا حذوهم. وقد أصدر صاحب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» عبدالرحمن الكواكبي حكماً قاطعاً في ذلك حين كتب يقول: «ما من مستبد سياسي إلاَّ ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، أو تعطيه مقاماً ذا علاقة بالله».
في احد خطاباته وضع قائد المقاومة اللبنانية شعوب الأمة أمام واجبها ومسؤوليتها، لإصلاح أوضاع حكوماتها، ومجتمعاتها. وهو خطاب من قائد حكيم ورشيد، تمكن على رأس فصيل مقاوم، من تحدي أكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط بنجاح، وهي التي طالما أذاقت الدول العربية بأنظمتها الفاسدة، كؤوس المذلة والهوان، طوال نصف قرن. لقد أصبح التغيير والإصلاح مسألة حياة أو موت، وفرض عين لن تقوم لنا قائمة إلا بأدائه. فالحكم الرشيد الصالح هو طريق المستقبل الزاهر، والمنعة والقوة. إذا أنت حملت الخؤون أمانة فإنك قد أسندتها شر مسند