صنعاء نيوز - شهد الحبيب علي زين العابدين الجفري مراسم توقيع وقفيتي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لدراسة فكري الإمامين الغزالي والرازي بعمان الأردن في جمع من الشخصيات الإسلامية وعلماء الأمة، إحياء لسنة الوقف الحضارية ودوره الريادي التعليمي ، وبمبادرة نوعية من مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
تضمنت الوقفية الأولى والتي سميت بـ"الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي"، إنشاء صرح أكاديمي إسلامي في المسجد الأقصى المبارك لكي يُعمر المسجد بالعلماء وطلبة العلم، ولإعطاء دفع علمي وروحي إسلامي لحماة مدينة القدس، وإنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الغزالي ومنهجه في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
ويدل اختيار تسمية الكرسي واختصاصه بالإمام الغزالي الذي اعتكف وقام بالتدريس في المسجد الأقصى المبارك، وفيه وضع كتابه القيم "إحياء علوم الدين" ،على العناية بالفكر المنهجي الأصيل المتسم بالوسطية والاعتدال وإعلاء مكانة العلم والعلماء ودورهم في ترشيد حركة المجتمع والارتقاء بفكره.
على حين تضمنت الوقفية الثانية والتي سميت بـ "الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الرازي" إنشاء كرسي أستاذية لتدريس فكر الإمام الرازي ومنهجه في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية ومسجد الحسين بن طلال، وإنشاء جائزة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للدراسات التي تتناول الإمام الرازي وفكره ومنهجه.
قال الحبيب علي زين العابدين الجفري إن من عظيم توفيق الله تعالي لأخي جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله أن أكرم بتأسيس هذين الكرسيين ليحييا حدثاً من الأمور التي نحن بحاجة اليوم إلى إحيائها. أولها مفهوم الوقف وارتباط هذا الوقف بالفكر وبالعلم، إذ قد كثر فهم الناس للوقف منحصراً على بناء مسجد أو مستشفى (وهو عظيم) لكن الكلام هنا عن الوقف للفكر وللعلم، وهذا أمر يحيا من جديد بمثل هذه المبادرة من جلالة الملك.
وثانيهما أنه ارتبط بجبلين عظيمين من جبال الفكر والعلم والتربية في الأمة الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله وحجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله الذي جمع بين علم الشريعة وعلم المعقول من علوم الآلة وجمع بينها وبين علوم الفلسفة والنظر في عصره ،ثم عاد إلى داخله ليستخرج من نفسه معاني الصدق والإخلاص وتجنب الهوى والميل للمصالح الضيقة، فكان من ثمرات تلك التزكية الروحية جيل كامل بقيادة نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي.
أكد الحبيب علي زين العابدين الجفري أن أكثر ما نفتقده في مثل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة هو حسن النظر والتأمل وبناء الأمور على معرفة حقيقية مع تأهيل جيل مقبل من الأمة يعود إليه الغزالي مرة أخرى في المسجد الأقصى عبر وقفية الكرسي ، والتي ترمز إليه قطعة من الرخام يسجل فيها هذا الوقف الذي سيكون داخل المسجد باسم الملك عبدالله الثاني. أدعو الله تعالى أن ييسر إتمام الامر وأن ينفع به طلبة العلم في القدس الشريف وفي الأردن إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حضر مراسم الاحتفال بتوقيع الوقفية العلامة الدكتور محمد سعيد البوطي والأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية والعلامة المربي الحبيب عمر بن حفيظ وسمو الأمير غازي بن محمد وجمع من كبار الشخصيات العلمية والسياسية. |