صنعاء نيوز -
صدر حديثاَ كتاب "الدبلوماسية والاعلام" لمؤلفه الاستاذ الدكتور أحمد مطهر عقبات ويعد الكتاب " مدخلاَ مهماَ للربط الطبيعي بين الاعلام المقروء والمسموع والمرئي والعمل الدبلوماسي الذي يتجسد بعكس السياسة الخارجية للبلاد والتعبير عن السياسة الداخلية بما فيها الاعلامية وتقوية الروابط والمصالح المشتركة مع الدول الاخرى " كما وصفه مقدمه الكاتب والصحفي اليمني البارز نصر طه مصطفى .
الكتاب احتوى (31) محوراً حول السياسة الخارجية والاعلامية للجمهورية اليمنية ومقتضيات التعامل مع الاعلام سواء المحلي أو العربي والدولي ومهارات تعامل الدبلوماسيين مع الإعلام.
حيث يمثل هذا البعد جوهر نشاطات السفارات والملحقيات والمراسلين في الخارج كعامل مكمل ومؤثر لانجاز المهام المنوطة بوظيفة الدبلوماسي، باعتبار أن المصلحة الوطنية تقتضي تكوين علاقات وانشاء مصالح والمهارة والثقة في التعامل مع الاعلام بعد معرفة البيئة التي يتواجد فيها وطبيعة المجتمع وعاداته وتقاليده ودياناته ولغته لتحقيق الاندماج في المجتمع والتعاطي الفاعل مع وسائل إعلامه .
واستهل المؤلف الكتاب بخلفية عامة عن الوضع السكاني في اليمن ومستوى النمو والاوضاع التعليمية والاقتصادية واولويات اليمن واستراتيجياتها السكانية والتعليمية والاقتصادية وسياسات التخفيف من الفقر والبطالة ومواجهة الانفجار السكاني المهول وتثقيف النشء والشباب والتنمية والتوعية لأفراد المجتمع .
وتطرق الكتاب الى عرض معالم السياسة الخارجية لليمن وفق محاور تعمل الحكومة على تحقيقها انطلاقا من ثلاثة ابعاد "العربي ، والاسلامي ، والدولي " ،واستناداً لمعالم واضحة وبارزة تتمثل في تعميق العلاقات مع دول الخليج والبلدان الشقيقة والصديقة على اساس الاحترام المتبادل ومواصلة الجهود مع المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب والحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة والعالم وتعزيز دور اليمن فيالمنظمات الدولية وتقوية العلاقات مع دول القرن الافريقي ومنها دول تجمع صنعاء .
وكذلك صياغة نظام عربي جديد في اطار الجامعة العربية يتوافق مع المتغيرات وموقف اليمن الثابت والواضح من القضية الفلسطينية والعراق ، وارتكاز هذه التوجهات والمعالم على الالتزام بمبادئ واهداف الثورة اليمنية والدستور اليمني .
وتطرق المؤلف الى السياسة الاعلامية اليمنية القائمة على حرية الصحافة والتعبير والحصول على المعلومات كرديف للنهج الديمقراطي والتعددية السياسية والتي بزغ فجرها مع إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22/5/1990م وحجم الحرية للاعلام ومساهمته في التنمية الشاملة لليمن عبر تعدد وتنوع المنابر الرسمية والاهلية والحزبية.
وتطرق الكتاب - المكون من (230) صفحة من القطع المتوسط- الى ميثاق الشرف الاعلامي العربي واطر الاعلام الدولي المتضمنة الوكالات العالمية للانباء والقنوات الفضائية والاتحادات الاعلامية والصحف والمجالات ، ودور الاعلام الدولي المعاصر بالنسبة للسياسيين وبناء الرأي العام وإحداث التغييرات الاجتماعية والثقافية وصلته بالسياسة والدبلوماسية .
وأكد المؤلف على أهمية امتلاك مهارة الاتصال والاستغلال الافضل للانترنت في الوصول للمعلومات والتراسل ومواكبة المتغيرات المتلاحقة للتكنولوجيا سواء على صعيد شبكة المعلومات والاتصالات الخارجية وبنك المعلومات المركزي والشبكة الداخلية والانترنت .
وتركزت ابرز محاور الكتاب على مهارات تعامل الدبلوماسيين مع وسائل الاعلام كون المؤلف والبروفسور عقبات محاضراَ في دورات تأهيلية للدبلوماسيين اليمنيين الذين يتم اختيارهم لتمثيل اليمن في السفارات والملحقيات والمناصب الدبلوماسية وتزويدهم بكيفية التعامل مع الاعلام في البلدان التي يتم تعيينهم فيها وربط العمل الدبلوماسي اليمني بالاعلام الخارجي والمحلي لتقديم اليمن والترويج لمقومات السياحة والاستثمار وتوضيح المواقف للرأي العام والتعامل مع الحجج والتحليلات والمواقف وتوطيد العلاقات بين الشعوب .
واستعرض في محور أخر المداخل المهنية لوسائل الاعلام كونها صارت شريكة هامة للنظم السياسية والقيادات الادارية في ضبط ايقاع الاتجاهات العامة والخاصة في اي بلد ومؤثرة على جوانب اتخاذ القرار وتحديد توجهات الدول والمنظمات وتكوين علاقات ومصالح وتكتلات تنبع من طبيعة الثقافة السياسية المسيطرة على الرأي العام .
وقدم الكتاب خصائص العمل الاعلامي المتمثل في الصحافة المقروءة والاذاعية والكتابة لهذه الوسائل والتعامل معها بالنسبة للدبلوماسيين وكذلك محاور التعامل مع الصحافة التلفزيونية والفضائيات ومعرفة اساليبها الانتاجية وفنونها القائمة على الكتابة والتقديم والاداء واكتساب خبرات حول فن التعامل الدبلوماسي في البرامج الحوارية القائم على قواعد الاستيعاب العلمي المباشر لفنون ومهارات الحوار وشروطه وبرامج فن الخطابة والالقاء وفق لغة اعلامية وفهم دلالاتها لايصال الفكرة المقصودة بالفاظ وأفكار واضحة تراعي السياسة والمصلحة العامة للدولة بشكل عام .
واختتم المؤلف كتابه بمحور حول كيفية تعامل الدبلوماسي مع وسائل الاعلام بصورة عملية وعلمية لما فيه تجديد وتوصيل خطابه السياسي بافضل الطرق وايسرها ولغة سياسية تعكس التوجهات الوطنية على كافة المسارات .
ويعد كتاب " الدبلوماسية والاعلام " الذي طبع بمطابع وكالة الانباء اليمنية سبأ إضافة علمية وأكاديمية نادرة في مجال الدبلوماسية والاعلام للمكتبات الجامعية واليمنية بشكل عام