صنعاء نيوز - إن تفاؤلنا بحكومة تأتي بعد أن بلغ السيل الزبى في اليمن بات يتضاءل يوماً بعد آخر خاصة والجميع يدرك ويرى ويلمس أن أداء هذه الحكومة أصبح يتقاطع في كثير من الحالات مع مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. بل إن بعض السلوكيات للعديد من عناصرها توصل الى الاستفزاز ونبش الفتن وتوسيع مساحة الخصومات التي سعينا وكل الخيرين لاذابتها ولانزال نبذل جهوداً في سبيل رص الصفوف وتكثيف الجهود لتجاوز الأزمات المفتعلة وماخلفته من صراعات سياسية ومآسي تركت آثاراً بالغة في حياة اليمن واليمنيين.
إننا في أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي إذ نجدد تأكيدنا على أهمية تركيز الجهود للحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه, فإننا نهيب بحكومة الوفاق كي تتحمل مسئوليتها في مواجهة تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتضييق رقعة التهديدات التي يصدرها تنظيم القاعدة التي جانب عمليات الانفلات الأمني في كثير من المناطق والعمليات الارهابية التي تستهدف جيشنا اليمني الذي سخر جهده ونفسه من أجل حماية الوطن والمواطن, كما نحمل الجهات التي تتخفى خلف حكومة الوفاق مستخدمة أصابع الدفع المتواصلة لايصال الأمور الى مواجهات تتحدى ارادة شعب اليمن وكافة العهود والمواثيق التي التزمنا بها لرعاة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن وجهود كل الخيرين الذين يحرصون على اليمن ويرون في تهديد آمنه واستقراره تهديداً لأمنهم واستقرارهم ومصالحهم العامة.
إننا ونحن نناشد حكومة الوفاق نؤكد على ضرورة تحملها مسئولية ازالة التوترات الأمنية واستمرار انتشار المظاهر المسلحة المثيرة للفوضى وافزاع المواطنين في المدن الرئيسية والعاصمة صنعاء، واستمرار نصب المتاريس في الأحياء والشوارع بصورة تقلق الأمن العام وتبعث على الريبة والتشاؤم وتدفع بالمواطن الى توجيه الاتهام مباشرة الى حكومة الوفاق واتهامها بالعجز أو بالتواطؤ مع العابثين في وقت نحرص فيه على أن تكون حكومة الوفاق منزهة عن مثل هذه الامور لأنها أتت تعبيراً عن وفاق واتفاق لخدمة الوطن والمواطن.
إننا في الوقت الذي نحمل حكومة الوفاق مسئولية السكوت عن الاخلال بالأمن والارباكات التي ترتكبها عناصر تلقي التشجيع والتأييد من بعض الأطراف المرتبطة باللقاء المشترك وشركائه، نعم في الوقت الذي نحمل فيه حكومة الوفاق، ندعو الاشقاء في دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وكذا مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، الى القيام بواجبهم تجاه تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ووضع الطرف المتلاعب إزاء التزاماته المبدئية والقانونية وتحميله مسئولية ما يترتب عن ذلك الاهمال والانفلات أو السكوت.. مؤكدين رفضنا الشديد لكل المحاولات الرامية الى اقلاق السكينة العامة والدفع بالأمور الى مماحكات وجدل بيزنطي حول بنود الآلية التنفيذية المزمنة واستباق الزمن والاصرار على تنفيذ مآرب وأهداف سياسية محددة قبل وضع الدستور والقوانين النافذة عنه واستفتاء الشعب عليه، مسقطين من حساباتهم أن حكومة الوفاق والاتفاق تشكلت للتهدئة والطمأنينة ووضع أسس الدولة المدنية الحديثة عبر الحوار الوطني، قبل أن تدخل في جدل عقيم حول وضع العربة والحصان وكأن «عملية تهيئة الظروف واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق تكامل القوات المسلحة تحت هيكل قيادة مهنية وطنية موحدة في اطار سيادة القانون» هي القضية المركزية الوحيدة، والتي يعبر عنها اليوم بالهيكلة متناسين أن العملية الاساسية والمهمة والمركزية في وجود حكومة الوفاق تكمن في معالجة هيكل الدولة والنظام السياسي وعرض الدستور بعد تعديله على الشعب اليمني في استفتاء، وهذا الأمر يسبق كافة القضايا التي كثرت المزايدات حولها.
إننا نؤكد على أهمية بناء نظام وطني ديمقراطي كامل يحقق المصالح الوطنية والعدالة والمساواة ويخرج اليمن من الأزمة التي فرضت عليه، فهيكلية الدولة المدنية هي المطلوبة الآن كمرتكز للتحرر من عواصف الميليشيات والمجموعات المسلحة وغير النظامية المنتشرة هنا وهناك في الاحياء والطرقات بين المدن، أما عملية انهاء الانقسام في القوات المسلحة ومعالجة اسبابه فهذا الأمر مناط بقرارات ادارية يصدرها القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإن المزايدة حول هذا الموضوع والاصرار على شعار البعض المتركز على الهيكلة ليس إلا منطلقاً للمحاكة ومحاولة افشال للمبادرة وآليتها التنفيذية المزمنة ورفض لقرار مجلس الأمن، وعلى حكومة الوفاق الوطني أن تتنبه الى خطورة هذه اللعبة وتقرأ الأمور قراءة صحيحة بعيداً عن المجاملات والأهواء الضيقة.
إننا ونحن نؤكد على أهمية الحرص على الوحدة الوطنية وترسيخ قاعدة التسامح والتفاعل الايجابي الخلاق لنؤكد على أن الفوضى المتحركة بشكل منظم في ظل حكومة الوفاق والاتفاق لا يخدم إلا أعداء اليمن واعداء الأمن والاستقرار، مهيبين بالجميع الارتقاء الى مستوى الفعل التاريخي الجماعي المسئول معتصمين بحبل الله مقتدين بقوله: «وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم.
بيان صادر عن أحزاب المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي |