صنعاء نيوز / احمد النعيمي -
عاش اليهود والنصارى في ظل الدولة الإسلامية ردحاً من الزمن ولم يظلم فيها أحد، أو يقتل ظلما وعدوانا، ولم يقتل أحداً ألا بحق، سواءً كان مسلماً أو غيره، وقد نزلت في القران الكريم عشر آيات تبرأ ساحة يهودي بعد أن اتهمه أحد المسلمين، زوراً وبهتانا، فنزلت آيات من الله تعالى تؤكد من الفاعل الحقيقي وتبرئ ساحة اليهودي.
وحتى أن أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه – نزل تحت حكم القاضي من أجل درع اختصم عليها أمير المؤمنين ويهودي، فحكم القاضي بها لليهودي، مما كان سبباً في دخول اليهودي بالإسلام، ولما فر اليهود من أذي نصارى الأندلس الذين أبادوا المسلمين واليهود على حد سواء، لم يجدوا أحداً يحميهم سوء دولة الخلافة الإسلامية " الدول العثمانية".
ونحن ضد قتل أي شخص أياً كان بدون حق، وكل مسلم يستنكر ما حدث في فرنسا، ويستنكر قتل المسلمين في أفغانستان والشيشان والعراق وسوريا، التي لا زال إلى اليوم يجري في سوريا حرب إبادة بحق الشعب السوري دون أن تتحرك نخوة أحد لوقف الدم النازف، بل وصل الأمر بالمجرمين في مجلس الأمن أن يواصلوا إعطاء المهل للمجرم بشار مهلة تلو أخرى، وكان أعظم ما وصلوا إليه إعطاء الأسد ساعتين لكي يوقف إبادته، وبعدها يسمح له بمواصلة الإبادة!! بينما من مقتل عدد من اليهود في فرنسا قام العالم ولم يقعد، وسكت عما يجري في سوريا، وكأنه النفاق والكذب بعينه.
والغريب أن يخرج المدعو "محمد الموسوي" رئيس المجلس الفرنسي للإسلام، وحتى الأمريكي الذي قتل جنوده في أفغانستان المحتلة منذ أيام أكثر من ستة عشر طفلاً وامرأة، بكل برود، مستنكرين ما حدث في فرنسا، وقد نسي الغرب جرائمه، في أفغانستان والشيشان والعراق والصومال وفلسطين، ونسي هذا الإيراني المجرم، ما ارتكب نظام الأسد وحلفائه في إيران والعراق ولبنان من جرائم بحق الشعب السوري، وما ارتكبوه في العراق من مساعدة للمحتل الأمريكي في قتل الشعب العراقي وإبادته، فهل المسلمون الذين يقتلون – أيها العاطفيون- ليسوا بشراً، وهل هؤلاء الذين يلقيهم المجرم بشار من الطابق الخامس والرابع كما حدث في دير الزور ليس لهم بواكي، وهل الذي علق في الشام من رقبته وترك ليموت لا يستحق أن نتكلم عنه بكلمة حق، وهل الذين قتلوا في بابا عمرو وحمص وإدلب وحماة ليسوا أناسا، فأي قلوب تحملون أيها الأنعام والأضل من الأنعام، حتى تتحدثون عن الاستنكار!! وأي مشاعر تلك التي تحملونها بداخلكم!!
هل أصبح الدم المسلم رخيصاً، نعم أنه ارخص ما يكون، بل الحيوانات أصبحت أكثر غلاءً من دم مسلم، ما بالكم أيها المسلمون، عشرة آلاف شهيد من إخوتكم في سوريا، لم تحرك بكم شيئاً!! بينما حذاء يهودي حرك العالم، ألا تدرون ما سبب هذا الهوان والذل، وتكالب الأمم علينا، لأننا لا نريد أن نكون أحراراً، نعم لا نريد أن نكون أحراراً!! فهنيئاً لكم أيها المسلمون، وما بقي في هذه الحياة شيء يستحق من أجله أن نحرص على حياة، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى، وعندها سترون كيف سيحسب العالم لكم كل حساب، وإلا تمتعوا بالجهاد على ثغور نسائكم، ولا تهتموا لما يحدث لإخوتكم في سوريا أبداً، نوماً هانئاً!!
احمد النعيمي
[email protected]