صنعاء نيوز - صعدت امريكا من "حربها السرية" في اليمن بشكل كبير، من خلال اصدارها عشرات الاوامر بشن غارات بطائرات بدون طيار على نقاط ساخنة للقاعدة، و التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين و بمباركة الحكومة الهشة في اليمن، قام باراك اوباما باصدار اوامره بشان المزيد من الغارات بطائرات بدون طيار منذ شهر مايو الماضي، بلغ عددها 26 غارة, و يبدو ان عدد الهجمات في ازدياد مستمر، حيث شنت 9 غارات منذ مطلع هذا العام، منها ما لا يقل عن 5 غارات هذا الشهر، و تشمل غارة الاسبوع الماضي بالقرب من زنجبار. اكثر من 30 مسلحا قتلوا في ثلاثة هجمات صاروخية على المدينة كما قال بعض الشهود و على الصعيد الوطني فان بامكاننا مقارنة تلك الارقام بمثيلاتها في باكستان، حيث شنت امريكا 10 غارات هذا العام، بالرغم من ردة الفعل الشعبية العنيفة البحث الذي اجرته دائرة صحافة التحقيق في جامعة سيتي بمدينة لندن، كشف عن مقتل نحو 516 شخصا في الهجمات التي شنت في اليمن، معظمهم من العناصر المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الموالي لتنظيم القاعدة. و يشمل ذلك العدد 104 من المدنيين ان معظم الهجمات قامت بتنفيذها وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه) او قيادة القوات الخاصة الامريكية من قاعدة جوية في جيبوتي، لكن المسؤولين الامريكيين يرفضون تاكيد تلك التفاصيل. لقد كان الرئيس اوباما واضحا في تصميمه على تعقب تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وصف التنظيم ب "شبكة العنف و الارهاب". و قد اجتذب التنظيم عدد من المواطنين الامريكيين من بينهم رجل الدين المتشدد انور العولقي و في سبتمبر الماضي قتل العولقي في و سمير خان، محرر مجلة انسباير التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، و الصادرة باللغة الانجليزية، التي يعتقد انها المسؤولة عن تجنيد الشباب الذين نشاوا في الغرب
بعدها بايام كان هناك هجوم اخر اسفر عن مقتل بعض المسلحين، كما قتل في الهجوم نجل العولقي البالغ من العمر 16 عاما و ابن اخيه/اخته البالغ من العمر 17 عاما، و بذلك تم تعطيل قدرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على التخاطب مع الجمهور الناطق بالانجليزية تقول اليزابيث قوينتادا، المحللة في معهد الخدمات المتحدة الملكي، ان امريكا امنت الموافقة الضمنية للقيادة اليمنية، لكنها تخاطر بالتورط في الاضطرابات الداخلية في اليمن .
و تضيف قوينتادا "ان الغارات التي تشن في اليمن، تتم بموافقة الحكومة اليمنية، ان لم تكن برعاية يمنية، و هي طريقة فعالة جدا في استهداف معسكرات الارهابيين. لكن لان هناك ثورة عامة ضد الحكومة اليمنية، فان هناك قلق من مدى دقة المعلومات الاستخباراتية ، و استخدام بعض الجماعات – السياسية – للقوة الامريكية من اجل اغراضهم الخاصة"
ان الارتفاع في عدد الهجمات هذا الشهر يبدو مرتبطا بتنصيب الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي. و في خطابه الذي القاه خلال حفل تنصيبه الذي جرى مؤخرا، دعى الرئيس هادي الى "الاستمرار في الحرب على القاعدة كواجب ديني و وطني"
و بالرغم من عدة تقارير حول العمل العسكري الامريكي في اليمن، قلما تعترف الولايات المتحدة بحربها السرية. و سيقول الناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية هذا الاسبوع "احيلكم الى الحكومة اليمنية للمزيد من المعلومات عن جهودها في مكافحة الارهاب"
غير ان ويكيليكس كانت قد نشرت معلومات دبلوماسية تشير الى المحادثة التي دارت بين الجنرال ديفيد باتريوس، والذي يشغل الان منصب مدير وكالة الاستخبارات الامريكية (سي اي ايه)، و الرئيس السابق علي عبدالله صالح اثناء النقاش الذي دار بينهما حول الغارة التي نفذتها الولايات المتحدة في ديسمبر 2009 و التي راح ضحيتها العديد من المدنيين
و توصلت لجنة من البرلمان اليمني الى ان 14 من الارهابيين المزعومين قد قتلوا في الهجوم، بالاضافة الى 44 من المدنيين. و بالرغم من الضغوط الشعبية، الا ان المسؤولين الامريكيين لم يفتحوا اي تحقيق بهذا الخصوص
و دعى ناشطون الولايات المتحدة الى تحمل المسؤولية عن حربها الخفية. منظمة العفو الدولية التي اجرت تحقيقا مستقلا في هجوم ديسمبر 2009، قالت هذا الاسبوع ان فشل الولايات المتحدة في التحقيق في التقارير الموثوقة التي تحدثت عن مقتل مدنيين، يعد "امرا مقلقا"
- صحيفة ديلي تيليغراف، دامين مكلوري،كريس وودز و ايما سليت |