صنعاء نيوز - رفض شباب الثورة في مدينة تعز المشاركة في الحوار الوطني الذي تعد له الحكومة اليمنية, وطالبوا بوضع اسس للحوار ومعايير وأسس حقيقية وقالوا في استطلاع رأي اجرته" صحيفة السياسة ": كيف نحاور وزملاء لنا معتقلون في السجون وقادة عسكريون قتلوا الثوار لا يزالون في مناصبهم ولم يلتفت لمطالبنا أحد ولن نتحاور الا بعد تحقيق أهداف الثورة وهيكلة الجيش واستقلالية القضاء وايجاد دولة مدنية حديثة بعيدة عن العسكر, وتبرأوا من العصابات المسلحة التي انتشرت أخيرا في مدينة تعز" وقالوا ان تلك العصابات لاتمت الينا بصلة, معتبرين ما حدث حتى الآن ليس تغييرا وانما مجرد تدوير للوظائف ".
وفي الوقت ذاته تعصف بساحة الحرية التي لم تعد بذلك الزخم الذي بدأت به من حيث عدد المتواجدين فيها خلافات كبيرة بين المتحزبين والمستقلين ويقول جمال سعيد غالب الشيباني " هناك عملية اقصاء من قبل أحزاب " اللقاء المشترك " للشباب المستقلين وهو ما يعني أن هناك تراجعا للثورة داخل تعز, فتلك الأحزاب التي وقعت على المبادرة الخليجية هي من تقصينا باقصائنا الآن وهي من عرقلت تقدم الثوار فلقد خرجنا لاسقاط نظام فاسد من جميع رموزه وليس من أجل "مؤتمر" أو "اشتراكي" أو "ناصري" أو "بعثي" فتلك الأحزاب استخدمتنا مطية لتحقيق أهدافها وأدخلتنا في متاهة المبادرة الخليجية, واعتبر " أن حكومة باسندوه هي حكومة " نص في نص " لاتمثلنا وليس للشباب أي وجود فيها فنحن خارج اللعبة كلها وسنعمل على اسقاط هذه الحكومة اذا لم تلب مطالبنا وطموحاتنا فسنسقطها وسنستمر في ساحة الحرية 20 سنة ", مؤكدا أن شباب الثورة لايريدون سلطة بل تطهير وطن من رموز نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
أما عبدالسلام سعيد محمد فقال " لم يتحقق لنا الى الآن أي هدف من أهداف الثورة مادام قادة الجيش موجودون في مواقعهم فالذي حدث ليس تغييرا بل تدوير للوظائف على قاعدة " ديمة خلفنا بابها " فالنظام السابق بكل رموزه لا يزال موجودا ولا يزال حاكما بالفعل.
فيما اكد المهندس وائل المعمري " أنهم سيظلون في ساحة الحرية حتى تتحقق كامل أهداف الثورة غير منقوصة" وقال رغم خروج الرئيس السابق الا أن مراكز القوى التي قتلتنا واستباحت وطننا ونهبت ثرواتنا وجوعتنا قسرا ما تزال موجودة ", وخاطب المعمري رعاة المبادرة الخليجية قائلا" لقد ارتضينا بالمبادرة كثوار كأمر واقع لكنها لم تلب طلباتنا ولا أهداف ثورتنا, لكن على رعاة المبادرة الآن أن يقفوا موقفا جادا لاخراجها من عنق الزجاجة فالمبادرة الآن مهددة بالفشل وهذا سيدخلنا في نفق مظلم, ثانيا نقول ان أهدافنا كلها ستتحقق كاملة والمتمثلة في ازالة كامل تركيبة النظام واقالة أقارب الرئيس السابق وأبنائه وأبناء أخيه وكل أقاربه وكل من يرتبط بهذا النظام وكل من قمعنا وأفسد في بلادنا ونهب ثرواتنا وأساء الينا وشوه سمعتنا في العالم ولن نتراجع قيد أنملة الا بتحقيق هذه الأهداف.
واضاف " لقد خرجنا الى هذه الساحة ونحن نضع ارواحنا في أكفنا قبل أكثر من العام ننشد دولة مدنية حديثة دولة مؤسسات وبناء جيش وطني لايخضع لا لعائلة ولا لفئة ولا لأسرة ولا لقرية, خرجنا من أجل الحفاظ على وحدة اليمن وحل قضية الجنوب وقضية صعده ولن نعود الى بيوتنا الا بحل ".
واوضح انه " لن يستطيع أي حزب سواء كان الاصلاح او أحزاب اللقاء المشترك مجتمعة أن تقصينا من ساحة الحرية فالمستقلون أول من تواجد في هذه الساحة وأول من أشعل ثورة ال¯11 من فبراير في شوارع تعز وكنا كبائعي الدجاج نصرخ لوحدنا ولا نقول أنهم غير موجودين لكنهم تواجدوا فيما بعد, واستطرد " سنمنح باسندوه ودموعه فرصة فان ظل يبكي هو والرئيس عبدربه منصور هادي الى ما لانهاية فلن نحترم بكائهما " معتبرا أن "التغييرات في قيادات الجيش التي أجراها الرئيس هادي حتى الآن غير مجدية " لأنها هيكلة لحظية تتمثل في اقالة عناصر واستبدالهم بآخرين ", وشدد على "هيكلة الجيش واقالة نجل الرئيس السابق أحمد علي عبدالله صالح من قيادة الحرس الجمهوري واللواء علي محسن الأحمر من قيادة الفرقة الأولى مدرع والعميد يحيى محمد عبدالله صالح من قيادة الأمن المركزي وحميد القشيبي من قيادة اللواء 310 مدرعاً.
الى ذلك, اتهم القيادي في الحزب الاشتراكي قاسم محمد النهاري الذي يشغل منصب سكرتير أول الحزب للرقابة والتفتيش في مديرية مذيخرة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بأنه " قصقص " الحزب الاشتراكي كاملا قبل حرب عام 1994 الأهلية, وصفى أبرز قيادات الحزب ورموزه, وقال لقد صبرنا على علي عبدالله صالح 33 سنة, منكرا اي انجازات له خلال فترة حكمه بما في ذلك تحقيق الوحدة, ورأى أن ما تحقق من انجازات خلال فترة حكم صالح للبلاد والتي بدأت في 17 يوليو العام 1978 وانتهت في 21 فبراير الماضي بانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا للبلاد, هي ديون للبنك الدولي وتساءل " بالله عليك هل رأيت دولة تنتج نفطا وغازا ونصف شعبها يتوسل في الشوارع هذا هو حال البلاد في عهد الرئيس السابق فماذا حقق لليمن? لم يتحقق لليمن شيئاً الا وقد صفرها ?"
وأثنى النهاري على الرئيس الجنوبي الاخير لجمهورية اليمن الديمقراطية علي سالم البيض وقال " رغم أنه ينادي بالانفصال ونحن لانتفق معه في هذا الا أنه رجل وطني" وقال ان الحزب الاشتراكي لم تعد لديه النية في حكم البلاد مجددا, انما يريد اصلاح البلاد وايصالها الى بر الأمان والقضاء على الفساد على يد الرئيس هادي حتى لو بقي في الحكم خمس سنوات وليس سنتين فقط كما نصت عليه المبادرة الخليجية".
كان محافظ تعز الجديد شوقي أحمد هائل قد نشر خلال الأيام الماضية المئات من جنود الجيش والأمن في شوارع تعز بعد المواجهات التي شهدتها المدينة بين أنصار الثورة وقوات الجيش والأمن وانتشار عصابات مسلحة وقتل عناصر من تنظيم " القاعدة " مدرسا أميركي في مارس الماضي وضابطا في جهاز الأمن السياسي " المخابرات ", وقال الشيخ محمد عبدالله نايف شيخ مشائخ محافظة تعز ورئيس لجنة التهدئة ل¯" السياسة " " بذلنا جهودا سابقة في قضية التهدئة والآن شكلنا لجانا أمنية بناء على توجيه المحافظ وباتفاق مع الاخوة قادة الأحزاب والشخصيات الاجتماعية وقد أدت اللجان دورها والبداية طيبة والانتشار الأمني ناجح وقد عدنا بتعز الى ماكانت عليه.
واكد " أن السلاح المنتشر الآن في مدينة تعز لم يكن سلاحا سياسيا ولايتبع عصابات بل سلاح متعلق بالأراضي, فهناك من ينهبون الأراضي وخصوصاً أراضي الأوقاف وأراضي الدولة فهناك مسلحون لحماية هذه الأراضي أوتتقاولهم بعض المؤسسات أو مواطنون تتعرض أراضيهم للنهب, وهذا السلاح ليس جديد فهو موجود في تعز منذ سنتين وثلاث واكثر بسبب النزاع على الأراضي ".
واضاف " المسلحون من داخل وخارج مدينة تعز لكن بعضهم قد حول هذه القضي الى مسألة ارتزاق والعيش من خلال حمل البندقية".
وذكر الشيخ نائف أن عمليات النهب خلال الفترة الماضية كانت قد وصلت الى مقابر المدينة وقال " لقد وصل النهب الى مقبرة كلابة حيث يوضع الميت في القبر ويتم دفنه ويوضع الاسمنت عليه فيعود أقرباؤه لزيارته فيجدون أن هناك حفر القبر ووضع جثث ثلاثة موتى من قبور أخرى فيه, حتى يتاجروا بقبور المقبرة ".
|