صنعاء نيوز /عبدالرحمن بجَّاش - -
-
جرت العادة أن ينظر إلى وزارة الشباب على أنها وزارة تحصيل الحاصل!! وإن أردت على أنها - كما يطلق عليها إخواننا الصوماليون، أعانهم اللَّه على أوضاعهم - وزارة «واكبة»!! لذا ترى الوزارة تبعاً لذلك تلاحق من وزيرها إلى غفيرها دوري كرة القدم الذي لو سألوني رأيي لطلبت إغلاقه - هكذا - فهو لم يُخرج إلى الواقع لا أندية ولا منتخباً؟ والأمر بمجمله إهدار مال على لا شيء!! والسبب - إن أردتم - غياب العلم، فلا تخطيط ولا رؤية ولا يحزنون، الأمر كله مجرد بيان حكومي سياسي تتحدث فيه الوزارة ككل الوزارات عن كوكب آخر لا علاقة لنا به حتى سياسية!!
وانظر وزارات في وادٍ وبرنامج حكومي في وادٍ ولا آلية للتقييم، ووحدهما في الشباب وبمبادرة شخصية ورؤية كذلك حجز أحمد دهمش أراضي بمساحات كبيرة تبيّن حاجتنا القصوى لها، وعبدالوهاب راوح، الذي يُذكر بالخير، فقد كان الرَّجُل يرى الأمر هكذا: بدون بنية تحتية لا رياضة، غيرهما لا أثر له!!
وإن أردنا دليلاً إضافياً فانظر إلى البعد الشبابي فغائب غائب، الأمر نراه عند إيقاد الشعلة، ومسمّى اتحاد شباب اليمن، أيّ اتحاد لا تدري، فلا وجود فعلي للشباب حتى في صفحات صحفنا، حيث يطغى الرياضي على ما هو شبابي أو قل كرة القدم وحدها، قل إن الشباب حتى لم يعد لهم فرق كشافة، واسأل التربية والتعليم؟ حتى الظهور الوحيد في ضحكة أخرى اسمها أسبوع المرور العربي ضاع أفراد الكشافة الذين كانوا يظهرون في الجولات وغابوا بالمطلق!! ويا عبداللَّه عبيد وبنت اليوسفي، أين أنتما؟!
الآن انظر بعض ما يحدث لغياب وزارتي الكبّة والتربية على الصورة، فقد أهلك القات وما بعده وقبله شبابنا، فجزئية واحدة تصيبك بالحسرة، فإضافةً إلى «المحبّبين» و«المدبزمين» - إن صح التعبير - ظهرت فئة السمّار، الذين يظلون يبحثون في الحارات عن أي عرس، فيفرضون أنفسهم عليه ويظلّون سامرين حتى الصباح، وتخيل ما يحدث طوال الوقت المهدور، وإن أرادت التربية بمدارسها والشباب - معذرةً - والرياضة بكل هيلمانها، فلتسألا عن حارة قريش، فهناك الجواب الشافي عن غياب الشباب عن الشباب وضياع التربية في زحمة الأعداد الهائلة من الطلاب الذين يتخرجون مجرد فراخ!! أما لو سألت عن تنسيق بينهما فتجده في حفل إيقاد الشعلة!!!