صنعاء نيوز -
كلمة الخليج الاماراتية ليس في قاموس “الخليج” الرد على أشخاص، إلا في حالات تستوجب ذلك، خصوصاً عندما يصل الأمر إلى المس بالأغلبية من الرأي العام العربي والإسلامي، الذين جاء من يطلق عليهم أوصافاً مقذعة، فقط لمجرد أنهم يخالفون “جماعته” الرأي .
وهذه المرة، يقع من يعدّ نفسه “شيخ الوسطية”، و”رمز الاعتدال” في ورطة أقل ما يقال فيها إنها سبّ وقذف تجاه مخالفيه في الرأي .
لم يكتف الشيخ يوسف القرضاوي، في إفراطه خلال الشهور الماضية في الدعوة إلى إقصاء الآخر المغاير لفكره وتوجّهاته السياسية، واشتباكه مع دول ومجتمعات وأصحاب رأي، نزوعاً لسلطة مطلقة، واعتقاداً بأنه وجماعته يحملون الحقيقة المطلقة، بل يفاجئنا بأنه يشبّه الذين يعترضون على التنظيم السياسي الإخواني ويخالفونهم الرأي ب”قوم لوط” .
أليس هذا تقسيماً للعرب وللمسلمين إلى مؤمنين وكفار، وأسوياء وشاذين؟
وهل وصل الأمر بالشيخ القرضاوي إلى هذا الدرك، وهذا الغلوّ والتكبر حتى يصف معارضي الإخوان المسلمين بقوم لوط الذين كانوا يأتون الذكران والمنكر في منتدياتهم ومجتمعهم؟
ألا يدرك القرضاوي، وهو يصدر مثل هذه الأوصاف البائسة، حتى لو كانت في كتاب صدر منذ 13 عاماً، جدلية التاريخ وحكمته، حتى يركب رأسه، ويستخدم فائض فهمه الملتبس للسياسة وخلطه مع جوهر الدين، من أجل “شيطنة” المخالفين له في الرأي وتكفيرهم؟
هل يقبل العلماء المسلمون الأعضاء في ما يسمى “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”، هذه السقطة والتهافت في الحجج والمواقف، والعور في السياسة وإرادة الاختلاف والتعدد والتنوع، وهي كلها من سنن الله في الكون؟
هذا تفكير أغوته فتنة أضواء الإعلام، و”أكاديميات التغيير” العوراء المصنوعة في ليل ألعاب خفية وملتبسة، والصفقات المشبوهة التي تنتهي في آخر المطاف إلى طريق مملوء بالأفخاخ والألغام .
هل يملك الشيخ القرضاوي الشجاعة والصدقية فيعتذر عن هذه السقطة التي مازال يرددها منذ سنوات ضد المخالفين له ولجماعته في الرأي؟
هل يتواضع قليلاً، ويكبح هواه وينصح جماعته بالتواضع والسماحة والكلمة الطيبة وقبول الآخر، والامتناع عن المغالبة وعن الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة، وأن لديها من “الشاطرين” من هم في منزلة “يوسف الصديق” لهذا العصر، واحد لإدارة خزائن الأرض، والآخر من آل لوط؟ |