صنعاء نيوز /بقلم :- د.يوسف الحاضري [email protected] -
- أثارني للخوض في هذا المقال منشور كاريكاتيري نشرته الإعلامية ومقدمة الأخبار في قناة الجزيرة (خديجة بنت قنة ) على صفحتها في الفيس بوك (إن صح أنه لها ) توضح فيه حال الحاكم العربي عند مواجهته للشعوب (وبأنه أسد) وعند مواجهته للأمريكان (وبأنه فأر) ,,, ولأن هذه حقيقة لا يمكننا جميعا التغاضي عنها أو نكرانها مهما كان ولائنا أو عدائنا لهذا الحاكم أو ذاك ,,, فقد أثبت لنا التاريخ الحديث – إلا فيما ندر- أن الحكام متنمرين داخليا متفأرنين خارجيا ,,, فالوزراء الأكثر اتفاقا في قراراتهم وتنفيذا لها هم وزراء الداخلية والأقل جرأة وتنفيذا لقراراتهم اجتماعات ووزراء الخارجية العرب والواقع يصف لنا هذه الأمور بحذافيرها ,,, ولكن دعونا نضع أيدينا على الأسباب لهذه الشخصية الضعيفة للحاكم العربي أمام الأمريكي والتي سأسردها من زاوية جديدة بعيدا عن القدرة الاقتصادية أو التسليحية لهذا الوطن أو ذاك الوطن ,,, ولكني سأسردها من زاوية مجتمعية شعبية أدت إلى هذا الضعف وهذا الوهن .
- نعلم جميعا أن قوة هذا الوطن وذاك الوطن ينشأ بدرجة أساسية من قوة أبناءة وقوة شعبة والتي تنعكس سلبا أو إيجابا على قوة الحاكم ,,, فمتى كان الشعب والجماهير متحدين مخلصين مواليين متماسكين لا يتخللهم الوهن والضعف والتراخي والعمالة والتخبط ذات اليمين وذات الشمال بحثا عن دولة ترعاه ليصبح عميلا لها أو جاسوسا ستجد أن الحاكم يكتسب هذه القوة منهم ,,, وعندما يكون الشعب أو شريحة منهم يمتلكون كل صفات العمالة والوهن والضعف والخمول والكراهية للحاكم والبغضاء الناشئة من السد الذي أنشأة حكماء بني صهيون في بروتوكولاتهم قوامة الرعب والخوف بين الحاكم والمحكوم وكلاهما متوجس خوفا ورعبا من الآخر فسيضطر الحاكم للتمسك بخيوط القوة الخارجية كما يتمسك بها شعبة وجماهيره ومن هنا تأتي الخضوع الذي يتملك الحاكم العربي أو غير العربي عندما يتعامل مع القوة الخارجية (خاصة الأمريكية ) وتأتي الشدة والشجاعة عندما يتعامل مع جماهيره وهكذا .
- التاريخ القديم والحديث يشرح تفاصيل هذه الرؤى والأفكار ,,, فموسى عليه السلام أمر قومه من بني إسرائيل بأن يدخلوا البيت المقدس وسيفتحها الله لهم بمجرد دخولهم وبدون قتال فرفضوا جبنا وخوفا ورعبا من القوم الجبارين فأذلهم الله في الأرض 40 سنة يتيهون فيها رغم أن قائدهم (موسى عليه السلام) قوي أمين ولكن شعبه كان وهن ضعيف جبان ومتخاذل ,,, والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمره الله بالجهاد إلا بعد أن كون له دولة في المدينة المنورة وأسس رجال أقوياء بالإيمان والعقيدة وتوالت انتصاراتهم وفتوحاتهم شرقا وغربا ,,, ومرورا سريعا بالتاريخ نصل إلى صلاح الدين الأيوبي فلم يفكر أن يحرر الأوطان العربية إلا بعد أن تأكد أن لديه شعوبا يثق فيها تمام الثقة صابرين مؤتمرين به وبقيادته .
- شهيد الأمة صدام حسين رحمة الله تعالى (رغم أخطاءة المتعددة ) إلا أنه قصة تحكي لنا هذه الرؤية بازدواجية تامة وواضحة ,,, فعندما كان أبناء العراق الأبي متحدين تحت رايته وفكره وقيادته أستطاع العراق الأبي أن يصبر أمام المؤامرات الإنجوأمريكية أكثر من 13 سنة مابين (1990-2003م) رغم الحصار الشديد والمفرط الذي أُحكم عليه ,,, ولكن عندما أستطاع الغرب أن يخلق طائفة من الشعب العراقي سواء في الخارج أو في الداخل ضعيفة واهنة متراخية عميلة أستطاع الأمريكان أن يستولي على العراق في غضون أيام وأكثر من ذلك استبدلوا الرجل الشجاع الأسد أمام الأعداء بشخصيات أكثر ضعفا ووهنا وعمالة للأمريكان ,,, ومن هنا جاءت فكره وقصة الكاريكاتير التي على أثره استنبطت مقالي هذا .
- خلاصة القول ,,, الشعوب والجماهير هي من تحدد قوة وضعف قائدها ,,, فمتى كان القائد قويا شجاعا صلبا يدل دلالة واضحة أنه مقتبس هذه القوة وهذه الصلابة من شعبة والعكس من أجل ذلك ركز حكماء بني صهيون عملهم وبروتوكولاتهم في هذه الجزئية وهذه النقطة لبناء سد بين الحاكم والمحكوم قوامة الرعب والخوف من الآخر ,,, فعندما نقول أن الحاكم هذا ضعيف وجبان وفأر فإننا نصف الشعب بأنه فأر !!!