صنعاء نيوز عبداللَّه الصعفاني -
{.. سواءً كان الواحد منا أحد الذين ثاروا ضد النظام بجد أو الذين رأوا بقاء النظام أو كان يبحث عن التغيير بأقل تكلفة أو حتى كان مجرد شخص شاهد تحرك الشارع فأصابه الهلع وهرب إلى بيته ثم ركب الموجة دونما «شورت» للسباحة دونما دليل على أنه كان قريباً من فعل الشباب وثورتهم وأحلامهم المغدور بها.
< لا بأس.. هذه هي الحرية.. وهذه هي الديمقراطية.. كن في المكان الذي تريد.. لكن ليحرص الجميع على الحركة تحت سقف القانون واليمن الموحد، وضد أي مسعى لإسقاط البلاد!!
مثل هذا الاستهلال يفرضه الخوف من استمراء لعبة الشطط هجوماً ودفاعاً دونما تفكير بأدوارنا في إخراج البلاد من عنق زجاجة البارود.
< في هذه اللحظة أجدني أتأمل في ما تعنيه تواريخ الجدول الزمني للعملية الانتقالية الممتدة حتى 2014م.. حيث لا يملك رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي.. المسؤول الأول عن تنفيذ المبادرة الخليجية.. أي وقت قابل للإهدار.. تماماً كما أنه لم يعد لدى اليمنيين الجاهزية لأن يستيقظوا على كابوس جديد «مذعورين».
< أمام الرئيس والقوى السياسية بدون استثناء حزمة من المهمات في المسافة الممتدة من التحضير للحوار الوطني ومؤتمره وصياغة الدستور وحتى القانون الذي سينظم الانتخابات.. وجميعها مهمات لا بد أن تستند على مناخ صحي أبرزه ضمان وحدة الجيش وإصلاح منظومة الأمن والإمساك الإيجابي بثنائية الأمان من الجوع والأمان من الخوف.. وعند خارطة الطريق هذه فإن الوقت لن ينتظر.. وما يمكن عمله الآن يصعب تلافي مخاطر القفز عليه في الغد.
< والمؤكد بدايةً أن الحال لا يحتاج لأن تستدعي أية قوى سياسية ما يسمى «ليات أمرجال» أو صورة السياسي الثعبان الذي يلدغ إذا تعرض للتدفئة - كما يقال - خاصةً ونحن نعيش صيفاً حارقاً انتقلنا فيه من قطع الأسلاك بـ «الخبطة» إلى نبش البرج الذي يحملها من تحت التراب.. وَمَنْ يسمعك يا محطة مارب وأنتم يا مواطني الساحل والصحراء.
< إن بعضنا ينتظر ماذا سيعمل الرئيس.. قافزين على السؤال الآخر : وماذا سنعمل نحن؟ فهل عند هؤلاء شيء آخر غير هذا المنتج الفاشل وهذا السلوك المعطل العاطل بقوة دفع الانتهازية السياسية وثقافة إعادة تدوير الأخطاء؟
< الفترة الانتقالية أيها السادة قصيرة وتحتاج إلى السير في اتجاهين متوازيين.. اتجاه حكومي لا تنشغل فيه الحكومة ووزراؤها بالتقاطعات والتجاذبات والموجهات الحزبية أو الجهوية بقدر ما يتفانون لحل مشاكل الشعب اليمني الحياتية.. واتجاه سياسي يتم فيه تنفيذ بقية مواد المبادرة الخليجية في أجواء صحية يختفي فيها أي شد عسكري أو فوضى أمنية على النحو الذي بتنا ننام ونصحو عليه وكأنه لا يحدث داخل اليمن على حساب أرواح اليمنيين.
< نريد لنقاش الحكومة أن يتكثف بحثاً عن حلول عملية لمشاكل مجتمع يريد أن يعيش ويعلّم أبناءه تعليماً جيداً ويتداوى من أوجاعه بعيداً عن كل تلك الحكايات الباكية مع قضية الصحة التي تراكمت فأثقلت كاهل المواطن وأدمته روحاً ودماً وأوجاعاً في الليل والنهار.
< ونريد من لجنة الاتصال واللجنة التحضيرية للحوار ومؤتمر الحوار والقوى السياسية أن تنظر إلى أوضاع اليمن نظرة واقعية.. نظرة فوتوغرافية بالألوان أو حتى بالأبيض والأسود.. المهم الابتعاد عن سيريالية الرسام وكآبته أو انفعال السياسي ومكره واستهانته بكون كلمة غادرة أو ماكرة ربما تسببت في إزهاق روح أو إشعال فتنة وإراقة دماء.
< عندنا نخب سياسية وجهوية مريضة إما بالفساد أو بالفساد والأحقاد معاً.. وعندنا شرائح عاجزة تعاني وتتألم.. وعندنا مسؤولون مشدودون إلى خازوق الكرسي باستعلاء أجوف يعيدون إعادة إنتاج «قربة الفسا» غير مدركين حاجتهم للوفاء باستحقاق التغيير المتمثلة في التطوير على قاعدة الشراكة والوضوح وتجنب المكر وكيد النساء وعدم مواصلة لعبة شيّلني أحميك من فساد الأمس واستدعاء عقد الإقصاء التي عانى منها البعض واشتكوا منها في كل مقيل وكل «قهوة».. وها هم يمارسونها اليوم بانتهازية مقيتة.. لكنها غير مستعصية على الفضح.
< والخلاصة.. هذه الفترة استثنائية لا تحتمل أي انقلاب أو تملص من بنود المبادرة الخليجية وبأحكامها الخاصة وما يرافق تنفيذها من قرارات.. وهي فرازة للقلوب والعقول وفرازة لكل مَنْ يحب اليمن وأهله ومَنْ لا يحب إلاَّ نفسه.. فاللهم ارزقنا جميعاً «بوصلة» السير نحو الحلول العاقلة!!