صنعاء نيوزعبدالرحمن بجَّاش - - أفرح كثيراً لنجاح مَنْ يستحق النجاح، خاصةً أولئك الذين ينحتون الصخر بحثاً عنه، وأنظر بإعجاب إلى هؤلاء الذين يعملون ويدرسون وينجحون ليس بتحصيل حاصل، بل بتفوق، فيصبحون علامات في الواقع، وبعضهم أصبحوا مدرسين في كليات الجامعة، ومنهم مَنْ يكد ويتعب في الخارج.
أتحدث عن زملاء لنا درسوا واشتغلوا ونجحوا وتفوقوا، منهم مَنْ واصل بيننا ومنهم مَنْ ذهب إلى أرجاء الرزق وظلت روحه بيننا، شخصياً يهمني هؤلاء، فهم علامات على البذل والعطاء والقدرة على البحث عن مكان لهم تحت الشمس وأي مكان، أحدهم فؤاد العديني، الذي رأيتم خبر حصوله على الدكتوراه بالأمس، حين عرض عليَّ الزملاء الخبر وافقت على نشره في الأخيرة ولم أستطع تذكر مَنْ هو فؤاد؟ ربما السن له أحكام، وإن كنت ممن لا أهتم لأمر السن كثيراً، فأنا من أنصار ذلك البحار محمد سلاَّم خويلد، الذي تعمّر طويلاً، كان أقرانه حين يشيرون إلى سنّه وقد تصرف أمامهم بما لا يعجبهم : السن إحساس.
صورة العديني قفزت به فوراً إلى مقدمة الذاكرة، شاب هادئ، خجول، مثابر، كتابه بيده، كم تناكفنا، كم زعل منّي، كم غضبت منه، كان يكافح ويطالب بما يسهل له التوفيق في العمل في التصحيح والدراسة، وواصلت سفينته الإبحار، وأخيراً ها هي ترسو على شاطئ العلم دكتوراه بامتياز، أنا متأكد أنها لن تضاف إلى غثاء نراه بين الدالات، فقد عرفت العديني دارساً مثابراً، يناقش ويفهم ويختلف ويتباين، لكنه لم يفقد بريق الدماثة والهدوء الرائعين، أريد والزملاء وأولهم العم طه عبدالصمد - هكذا نناديه احتراماً وتقديراً - أن نرى ابننا وزميلنا وقد اعتلى درج الجامعة محاضراً، أن ينقل إصراره ومثابرته إلى طلبته ليكونوا متفوقين وليس مجرد خريجين، نريد أن نرى، بواسطة هؤلاء الذين تعبوا، تعليماً آخر وبأساليب جديدة تعد إنساناً ولا تخرج مجرد أعداد!! فجامعاتنا - للأسف - أضحت مثل مزارع الدواجن مع الاحترام لآدمية الإنسان، نريد بيوت علم وليس جامعات تديرها أحزاب، نريد حرماً جامعياً يقدس بفضل هؤلاء العلم ويخرج مؤهلين لقيادة عملية تغيير نتمناها ونرجوها على طريق اليمن الذي نريد.
فؤاد العديني، مبروك لنا ولك، والمحك بيت العلم، ولن تخذلنا كما لم تخذل تطلعك إلى أن تكون شيئاً، والحياة هي المحك، دعنا نُشِر إليك بإعجاب. |