صنعاء نيوز/عبدالرحمن بجَّاش - -
{ ليس المقصود هنا «تاكسي»، الكتاب الذي أصدره خالد الخميسي، وهو مخرج تلفزيوني في مصر، وأتذكّر أن الطبعة الثالثة عشرة كانت باللغة الإسبانية، ووصفه صاحب موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية الدكتور عبدالوهاب المسيري - رحمه اللَّه - بأنه أهم كتاب يقدم الواقع المصري في أبرز تجلياته، وفكرته بسيطة، فالرَّجُل كان يستخدم التاكسيات في مشاويره، وبطبيعة المصريين فسائق التاكسي لازم يفتح مع الراكب أي مجال للحديث، صاحبنا كان يفرغ ما يدور في الورق!! وتخيّل الحصيلة.
التاكسي الخاص بي - إلى جانب قسم الشرطة وضابط الجوازات - ما يقيس به أي قادم لأي بلد مستوى التطور، في فيلم لجيمس بوند - وهو ما يكثر به مشاهد «الزنط» كما نقول عادةً - تظهر سيارة بي إم دبليو بدون سائق، يركب صاحبنا فتذهب السيارة التاكسي إلى المكان المحدد، ضحكت يومها محدثاً نفسي : شوف الزنط الأمريكي أو الغربي عموماً، تبيَّن أن هذا النوع من التاكسي موجود، والقضية كمبيوتر يزود بالمعلومات ويقودك، لأن الشوارع منظمة، إلى المكان الذي ترغب.
في العام 2000م جاء مَنْ يقول لي والصديق الأستاذ عبدالعزيز المنصوب - وكنا في برلين - : هل ترغبان في جولة؟ هززنا رأسينا موافقين، وعلى سيارة مرسيدس انطلقنا بسائقها التركي في شوارع برلين، أول ما لاحظت خارطة كلما تقدمنا تغيرت لتعلم أنت الراكب في أي شارع أنت!!
ماذا لو نقلنا نفس التاكسي إلى شوارع صنعاء، هل تتذكرون أن مائة ألف لجنة ولجنة شكلت لتسمية الشوارع ضاعت في الزحام، والسبب عُقَد وكلاء الثورة الذين لم يحتكروها، بل أرادوا احتكار حتى التسميات، ومثلما توزعوا خيراتها أرادوا توزع أسماء الشوارع، حيث يريدون حتى التسميات لمن يريدون!!
ماذا لو رأى أحد يأتي إلينا - وهذا ما يحدث - تاكسيات مطار صنعاء؟ أين سيضعنا في مصاف التطور؟
الجواب متروك لكم، فالصورة لا تسر عدواً ولا حبيباً، أما لو وصل الزائر أو السائح في فترة ما بعد الظهيرة فمنظر السائق يخلب الألباب!! هل نقول إن إدارة المرور معنية؟ زيارة واحدة إلى المكاتب تريك العجب على صعيد المظهر، زيارة أخرى إلى أمام فندق سبأ تريكم آثار عدن أيام زمان، سترون تاكسي البدوي وعبدالحميد سلاَّم والشرجبي وياسين، وسترون الفرق بين عالمين!!