بقلم/سامية صالح [email protected] -
في زمن يختنق فيه الضمير وتحتضر الإنسانية، ويصير الإجرام واجباً دينياً مقدساً.. لن يجمعنا وطن واحد، ولن تسعنا أرض. هؤلاء المتسلحون بحقدهم الأعمى يتاجرون بأحزاننا ويشترون الجنة بأرواحنا.. أفقنا في صبيحة 21 مايو بميدان السبعين على جريمة تنشق منها السماء، ويتزلزل لها الكيان. جثث تناثرت وأشلاء تطايرت لأرواح ودعت خلاءنا الموحش وتنسمت الحياة عند بارئها، شُيعت جنازاتهم بدموع تحتضن جراحها ونحن لا زلنا كما كنا نتمسك بالصبر والبلادة والسماحة الحمقاء.. ثلة من اللصوص يسلبون حياتنا وينتشرون في فجر ليلنا ويتمترسون وراء فرقتنا وأنانيتنا.. يملكون من سحر البيان وعذوبة الكلام، وبعض آيات قرآنية وأحاديث شريفة فسروها بأهوائهم ما يقلب الباطل حقاً ليصير الذئب راعي الحمى متدثرين برداء الإسلام وهو منهم براء.. ومرة أخرى ينكئون جراحنا لنحني رؤوسنا خجلاً وندور في فلك المسئولية تجاه شباب مغرر بهم.. مذبوحون بأهمالنا وانشغالنا.. تلقفتهم أذرع خفية أغدقت عليهم بالرعاية والاهتمام وتلمس أوجاعهم فغسلوا أدمغتهم واستوطنوها بأفكارهم الشاذة ومعتقداتهم العليلة وجعلوا منهم سهاماً تصوب إلى أعناقنا وقنابل موقوتة.. يا سادتي ارتدوا الأكفان وشيعوا بعضكم وتقبلوا عزاءكم بأنفسكم فلا ندري من منا الضحية التالية، هؤلاء المغرر بهم يكشفون فداحة جرمنا بحقهم ،ومسؤلية كل أب وأم شغلته لقمة العيش عنهم، وكل داعية أجهد نفسه بحكم الضم في الصلاة والسربلة، وكل مدرس لم يغرس القيم والاخلاق في نفوس طلابه، وكل مسؤول... (لا يُسأل)، وبين مجتمع لاهٍ وفراغ قاتل وأناس متأسلمون ( قاعدون )على صمتنا...في محكمة المسئولية، لا فرق بيننا وبين دعاة الإرهاب سوى أننا بعنا شبابنا وأبناءنا، وهم اشتروا !!!!.